سياسة دولية

جنرالات فرنسيون بانتظار عقوبات بعد بيان عن محاربة "الإسلاموية"

دعمت مارين لوبان الخطاب واستنكره اليسار الفرنسي - جيتي
دعمت مارين لوبان الخطاب واستنكره اليسار الفرنسي - جيتي

يواجه عسكريون فرنسيون بينهم جنود وجنرالات ومتقاعدون، عقوبات عسكرية بعد أن شاركوا بالتوقيع على خطاب مفتوح يحذرون فيه من خطر "الحرب الأهلية" في فرنسا، وضرورة محاربة "مخاطر" "الإسلاموية" و"مناهضة العنصرية".

 

ويواجه الجنود عقوبات وسط خلاف مرير بين الحكومة واليمين المتطرف، بحسب ما جاء في صحيفة "الغارديان".

 

وقال الخطاب الذي وقعه 18 جنديّا على الأقل، من بينهم أربعة ضباط، ومئات الشخصيات العسكرية من المتقاعدين؛ إن سياسات الحكومة "المتراخية" ستؤدي إلى الفوضى، مما يتطلب "تدخل رفاقنا في الخدمة".

 

وقال رئيس أركان القوات المسلحة، الجنرال فرانسوا لوكوانتر؛ إن كل جندي في الخدمة سيمثل أمام مجلس عسكري رفيع، ويمكن "شطب اسمه" أو "إحالته إلى التقاعد فورا".

 

وقالت صحيفة لوموند؛ إن محاسبة الجنود قد تستغرق عدة أشهر، وقد تستمر حتى الحملة الرئاسية.

 

ووقع على الخطاب "نحو 20 جنرالا و 100 من كبار الضباط وأكثر من ألف جندي آخر"، بحسب الصحيفة.

 

وجاء الخطاب بمبادرة من العسكري المتقاعد جان بيير فابر برناداك (70 عاما)، وهو عضو سابق في جهاز الأمن الوطني للجبهة في التسعينيات، وزعم أنه جمع 10 آلاف توقيع، لكن المعلنة أسماؤهم لا يتجاوز 1500 اسم.

 

اقرأ أيضا: مقال لعسكريين فرنسيين يثير الجدل ويذكّر بالانقلابات

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع، هيرفي جراندجين؛ إنه من خلال "انتقاد الحكومة علانية أو مناشدة الرفاق حمل السلاح على الأراضي الوطنية، من الواضح أن الموقعين انتهكوا القواعد العسكرية".

 

وانتقد اليسار الفرنسي المقال "العسكري" الذي تلاه رسالة من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، تدعوهم فيها إلى المشاركة في الانتخابات.

 

وأثار المقال وتصريحات لوبان استياء العديد من شخصيات اليسار، التي دانت غياب رد فعل من الحكومة.

ودان زعيم حزب فرنسا المتمردة (يسار راديكالي) جان لوك ميلينشون "إعلان العسكريين المثير للدهشة"، بينما رأى المرشح الاشتراكي السابق للانتخابات الرئاسية في 2017، بونوا هامون أن "20 جنرالا يهددون بشكل واضح الجمهورية بانقلاب عسكري".

التعليقات (2)
نظام فيشى
الجمعة، 30-04-2021 05:19 م
صعود المد القومى اليمينى الفاشى داخل المؤسسة العسكرية الفرنسية ليس جديدا على الإطلاق ، بل كان جزءا من تاريخ فرنسا الحديث خلال القرن العشرين على الأقل ! فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى (1914 - 1918) م ، و وصول الشيوعيين للحكم فى روسيا فى أعقاب الثورة البلشفية عام 1917 م ، شهدت فرنسا - و أوروبا بشكل عام - صعودا سريعا للمد اليسارى ، و تغيرات ثقافية و اجتماعية واسعة فى البلاد هددت الهوية التاريخية لفرنسا كأمة غربية متجانسة ثقافيا و اجتماعيا ، تحمل مشعل " الحرية " و " الحضارة " و " التقدم " ، و تصدر قيم الثورة الفرنسية العلمانية التى وقعت عام 1789 م إلى كافة أرجاء الأرض ، بصراعات طبقية هدامة ، و عقائد سياسية و اقتصادية وافدة من خارج البيئة الفرنسية تسعى لإعادة توزيع الثروة فى البلاد ، و القضاء على امتيازات الطبقة الثرية التى ينحدر منها الكثيرون من كبار قادة الجيش ! و كان صعود اليمين الفاشى فى إيطاليا عام 1922 م ، و اليمين النازى فى ألمانيا عام 1933 م رد فعل طبيعى على نمو اليسار المطرد فى أوروبا ، و بخاصة إبان الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى عصفت بأوروبا فيما عُرف باسم " الكساد الكبير " (1929 - 1939) م ! و شهد الاستقطاب العقائدى بين الجانبين صداما مسلحا عنيفا خلال الحرب الأهلية الأسبانية (1936 - 1939) م الذى وقفت خلاله الحكومات اليسارية الفرنسية موقف المحايد ! لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) ، و هزيمة القوات الفرنسية فى مواجهة القوات الألمانية الغازية عام 1940 م ، و إحتلال الألمان لفرنسا ، أدى إلى سقوط الجمهورية الفرنسية الثالثة (1870 - 1940) م ، و صعود اليمين الفرنسى المتطرف للحكم تحت رعاية النازيين ! فأسس العسكريون القوميون الفرنسيون بقيادة الماريشال " فيليب بيتان " الجمهورية الفرنسية الرابعة (1940 - 1944) م ، و إتخذوا من مدينة " فيشى " عاصمة لهم ، و تعاونوا مع النازيين بضراوة فى استئصال اليساريين و اليهود من البلاد حتى سقوط دولتهم فى أعقاب تحرير فرنسا من الحكم النازى على يد الحلفاء عام 1944 م ! و ظلت القومية الفاشية مستترة داخل المؤسسة العسكرية الفرنسية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية ، لا تجرؤ على الظهور للعلن كى لا يجرى تحميلها أوزار " معاداة السامية " ، و الإبادة الجماعية بحق اليهود إبان حكومة " فيشى " ! لكن كان يجرى إلحاق أولئك القوميين المتطرفين بالجيش ، و الدفع بهم لقمع ثورات الاستقلال فى المستعمرات الفرنسية وراء البحار بكل ما أوتوا من وحشية و إجرام ، كما حدث فى حرب الهند الصينية (1946 - 1954) م ، و حرب الجزائر (1954 - 1962) م ! فأسس قدامى محاربى الحربين التيار القومى اليمينى المعاصر فى فرنسا لاستهداف اليساريين ، مستبدلين اليهود فى ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضى اليوم بالمهاجرين القادمين من المستعمرات الذين يدين معظمهم بالإسلام ! و مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية فى فرنسا خلال السنوات الماضية ، و تصاعد العمليات الجهادية على الأراضى الفرنسية ، فإن ذلك التيار ينمو بسرعة مطردة فى فرنسا ، و داخل المؤسسة العسكرية الفرنسية بطبيعة الحال ! و ما هى إلا مسألة وقت حتى يصعد اليمين الفرنسى لسدة الحكم بعد كارثة اقتصادية تطيح بالجمهورية الحالية ! و على الباغى تدور الدوائر !
عبدالله المصري
الجمعة، 30-04-2021 03:55 م
يتقبلون و يشجعون و يدعمون الانقلاب في بلاد العرب و في نفس الوقت هو جريمة كبري في بلادهم