سياسة عربية

ما وراء تشكيل الحرس الثوري الإيراني مليشيا جديدة بدير الزور؟

بحسب معلومات وصلت لـ"عربي21" فإن المليشيا الجديدة تركز على استقطاب أبناء ريف دير الزور الشرقي والغربي- جيتي
بحسب معلومات وصلت لـ"عربي21" فإن المليشيا الجديدة تركز على استقطاب أبناء ريف دير الزور الشرقي والغربي- جيتي
بدأ الحرس الثوري الإيراني في محافظة دير الزور، بتشكيل مليشيا جديدة تحت مسمى "مجموعة الحرس الثوري"، عناصر من أبناء المحافظة، التي تشهد ما يشبه الصراع غير المعلن على النفوذ بين روسيا وإيران.

وبحسب معلومات وصلت لـ"عربي21"، فإن المليشيا الجديدة تركز على استقطاب أبناء ريف دير الزور الشرقي، والغربي، وذلك تزامنا مع ظهور مؤشرات على توجه روسي نحو ريف دير الزور الغربي، منها تخطيط روسيا لإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة التبني، قرب الحدود الإدارية لمحافظة الرقة.


البحث عن أوراق القوة
وعزا الباحث المختص بالشأن الإيراني، مطيع البطين، تشكيل إيران للمليشيات تباعا إلى سعيها لامتلاك أوراق القوة، حيث تُشكل كل مليشيا جديدة ورقة من أوراق القوة بيد طهران في سوريا.

وأضاف لـ"عربي21"، أن السياسة الإيرانية تركز على تنويع جنسية المليشيات (إيرانية، عراقية، أفغانية، لبنانية، محلية)، ما يشكل لها عامل قوة في أي عملية تفاوضية، بحيث لا تفاوض على إخراج المليشيات من سوريا على دفعة واحدة، وإنما كل مليشيا على طرف.

وأشار البطين في هذا السياق إلى إعلان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أواخر العام الماضي، عن استعداد بلاده سحب مليشيا "فاطميون" الأفغانية من سوريا، وقال: "الواضح أن حديث ظريف كان تفاوضا على سحب المليشيات من سوريا".

وبحسب البطين، تحتل دير الزور أهمية بالغة بالنسبة للمخطط الإيراني، مشيرا إلى تركيز الحرس الثوري على منطقة دير الزور، لخلق وجود طويل الأمد، حيث تحاول إيران خلق بدائل محلية لسد الفراغ في حال انسحاب المليشيات الأجنبية من سوريا.

وفي السياق ذاته، أشار الصحفي عبد العزيز خليفة، إلى الأهمية التي يشكلها موقع دير الزور البري، الذي يربط إيران عبر العراق بسوريا ولبنان، موضحا لـ"عربي21"، أن تأمين الممر البري بين إيران ولبنان يتطلب السيطرة على دير الزور.

وكانت تقارير غربية قد تحدثت عن مخطط إيراني توسعي في شمال شرق سوريا، وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة أمريكيا.

لكن خليفة استبعد ذلك، لأن إيران تتجنب المواجهة المباشرة مع القوات الأمريكية، وثانيا لأن العلاقة بين "قسد" وإيران ليست خلافية، خصوصا أن قيادات حزب "العمال الكردستاني" هم من يتحكمون بقرار "قسد"، وهم على صلة جيدة بإيران.

وتتخذ المليشيات الإيرانية من ريف دير الزور الشرقي مركزا لإعادة انتشارها في عموم المناطق السورية، وتتواجد في أرياف حلب الجنوبية والشرقية، وحماة الشمالية، وحمص وأريافها، وفي العاصمة دمشق، ودرعا والقنيطرة عند الحدود مع الجولان السوري المحتل.

وحسب المعلومات التي رصدتها "عربي21"، يقارب عدد المليشيات المرتبطة بإيران في سوريا 50 تشكيلا، وعناصرها من جنسيات إيرانية وعراقية وأفغانية وباكستانية ولبنانية، إلى جانب عدد كبير من المقاتلين "الشيعة" المحليين.

التعليقات (0)