قضايا وآراء

زيارة بابا الفاتيكان إلى العراق والحاجة لحوار إنساني عالمي

علي محمد الصلابي
1300x600
1300x600

تشكل زيارة بابا الفاتيكان البابا خورخي ماريو بير جوليو فرنسيس إلى دولة العراق، فرصةً تاريخيةً للتقارب الحضاري واختصار المسافات وتجاوز الخلافات بين أبناء الإنسانية، بمختلف أعراقهم ومذاهبهم ومشاربهم شرقاً وغرباً. 

وفي هذه المناسبة التاريخية، أدعو البابا إلى حوار إنساني عالمي رفيع المستوى حول الأسئلة الوجودية الكبرى التي شغلت وتشغل أذهان البشر على امتداد الزمن، ويكون حواراً مفتوحاً للاستماع لأفكاره ومعتقداته والأسس الفكرية حول سيرة سيدنا عيسى عليه السلام وأمه الصديقة مريم بنت عمران عليها السلام، كما أنها فرصة للاطلاع على قصة إبراهيم عليه السلام مع قومه وحواره معهم حول وحدانية الله تعالى وربوبيته والتي كانت بدايتها من أرض العراق. 

أرض العراق هي أرض إبراهيم عليه السلام، ولذا نتمنى أن تطلع على حديث القرآن الكريم عن إبراهيم عليه السلام كاملة عندما كان في شبابه في العراق، وما حدث بينه وبين قومه من عبدة النجوم والكواكب والأصنام، وما جرى له من ابتلاء عظيم وحِفظ الله له من نيران أعداء الوحدانية، ومن ثم هجرته إلى أرض الشام وحياته فيها حتى فترة الشيخوخة. 

فالقرآن الكريم أشار إشارات قطعية وبيّنة في سيرته العظيمة ودفاعه عن التوحيد وإفراد العبادة لله وحدة في الفترة العراقية، وما أعطاه الله من منطق ووجدان وحجة، قال تعالى: "وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ" الأنعام: 83. 

وفي فترة كهولة إبراهيم عليه السلام في بلا الشام، وكيف رزقه الله بعد ما تقدم به العمر إسماعيل وإسحاق. ومن ثم سيرته في الفترة الحجازية، وكيف بنى بيت الله (الكعبة المشرفة)، وقوله تعالى عن بلوغ دعوة إبراهيم ومسيرته الإنسانية. قال تعالى: "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾) البقرة: 124). 

 

نحن المسلمون لدينا ما نقدمه للبابا وبني الإنسان من حقائق تاريخية وعقائدية تصل إلى نسبة 100 % من حيث دقة المعلومة، والتي مصدرها كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (القرآن الكريم) والذي يعتبر المرجعية الكبرى لمسلمي العراق ومسلمي العالم،

 

 

وقد أنهيت كتاباً جديداً في هذا الموضوع، وسميته: "إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء والمرسلين: السيرة والمسيرة" أدعوك للاطلاع عليه، وبناء حوار نافع وصريح، وتكون فرصة لتعريف البشرية بسير السادة العظام من أولي العزم من خلال القرآن الكريم الذي فيه إجابات عن الأسئلة الوجودية، وشفاء من كل داء واعتلال روحي لكل إنسان في هذه المعمورة. 


إننا نحن المسلمون لدينا ما نقدمه للبابا وبني الإنسان من حقائق تاريخية وعقائدية تصل إلى نسبة 100 % من حيث دقة المعلومة، والتي مصدرها كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (القرآن الكريم) والذي يعتبر المرجعية الكبرى لمسلمي العراق ومسلمي العالم، وفيه الحقيقة الكاملة التي لم تتعرض للزيادة ولا النقصان ولا التحريف ولا التبديل عن سير أولو العزم من الرسل. ونحن ندعوك للاستماع لما بين يدينا وقراءة ما عندنا من حقائق المعرفة والعلم في القرآن الكريم عن عائلة سيدنا عيسى وسيرة إبراهيم الخليل (عليهما السلام) ودعوتهما المباركة وسيرتهما العطرة. 

 

إن الانتصار للقيم الإنسانية الرفيعة والمبادئ الراسخة كالحرية والمساواة والتسامح وحقوق الإنسان والعدالة مقصد المخلصين من أبناء الإنسانية، ومقصد الصادقين في هذه الدنيا. وإننا نثمن أي جهد إنساني يسعى لتحقيق السلام ويُرسي دعائم التعاون والتعارف ليعمَّ الاستقرار والخير على الناس جميعاً.

 



كما أدعو بابا الفاتيكان إلى البحث العلمي المعمق لإنقاذ البشرية المعذبة من خلال هداية السماء التي جاءت في كتاب الله العزيز، والتي عرض سبحانه من خلاله رؤيا متكاملة ومنسجمة مع العقل النيّر والمنطق الإنساني عن حقائق الوجود والمتعلقة بـ:

ـ الله عز وجل الخالق العظيم
ـ الكون والحياة
ـ جذور الإنسانية
ـ الجنة والنار
ـ القضاء والقدر
ـ مخلوقات الله العجيبة كالملائكة والشياطين والجن وغير ذلك من الحقائق.

حقيقة موكب الأنبياء والمرسلين من آدم عليه السلام وحتى محمد ﷺ وبجميع الأنبياء والمرسلين وأخلاقهم وصفاتهم ودعوتهم. 
وإني أتمنى من علماء العراق العظيم ومفكريه أن يستفيدوا من هذه الزيارة لفتح حوار علمي وعقلاني وفق مرجعيتهم القرآنية وحججهم الدامغة والمنطقية فيه، للوصول إلى السعادة الإنسانية والسلام ليس على أرض التاريخ والحضارات فحسب، إنما في العالم كله. وهذا ليس غريباً على العراق:  

ـ عراق الحضارات الإنسانية  
ـ عراق التاريخ
ـ عراق الثقافة
ـ عراق الإنسانية
ـ أرض العلوم والثقافة والمعارف 
ـ أرض التنوع الإنساني 
ـ أرض المفكرين 
ـ أرض أبناء القيم والأخلاق الإنسانية.  

إن الانتصار للقيم الإنسانية الرفيعة والمبادئ الراسخة كالحرية والمساواة والتسامح وحقوق الإنسان والعدالة مقصد المخلصين من أبناء الإنسانية، ومقصد الصادقين في هذه الدنيا. وإننا نثمن أي جهد إنساني يسعى لتحقيق السلام ويُرسي دعائم التعاون والتعارف ليعمَّ الاستقرار والخير على الناس جميعاً.


التعليقات (0)