هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حذرت 34 منظمة محلية ودولية، الأربعاء، من كارثة إنسانية وشيكة قد تحل بمحافظة مأرب شرق اليمن، جراء الهجوم الذي تشنه مليشيات جماعة أنصار الله اليمنية (الحوثيين) منذ أسبوعين.
ودعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومنظمة سام للحقوق والحريات و32 منظمة حقوقية يمنية، الأربعاء، الاتحاد الأوروبي للتدخل العاجل لوقف الهجوم الحوثي على مدينة مأرب.
وقالت في خطاب موجه إلى الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية "جوزيب بوريل" إنّ جماعة الحوثي صعّدت في الأسبوعين الأخيرين من حملتها العسكرية للسيطرة على مدينة مأرب، وزادت من هجماتها العشوائية دون الالتفات إلى المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني والمخاطر المترتبة على السكان المدنيين.
وأعربت المنظمات عن قلقها من مخاطر وقوع كارثة إنسانية وشيكة قد تحل بالمدينة جراء الهجوم العسكري، إذ تضم أكثر من 90 مخيما للنازحين يقطنها نحو 2 مليون نازح، منهم 965 ألف طفل و429 ألف امرأة، فرّوا من المحافظات القريبة خلال سنوات النزاع إلى مأرب التي كانت تعد مكانا آمنا نسبيا.
وتشهد مدينة مأرب، حركة نزوح بالآلاف من المخيمات الواقعة في أطرافها، حيث يحتدم فيها القتال، بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي، وسط أنباء عن تعرض مخيم الزور، غربي المدينة، لقصف مدفعي من قبل الحوثيين.
وأكدت المنظمات في خطابها أن هجوم جماعة الحوثي تسبب بعرقلة وصول المساعدات الإغاثية إلى النازحين عدا عن تهديد حياتهم على نحو مباشر، مشيرة إلى أن الهجوم كذلك قد يجبرهم على الفرار بشكل جماعي من المدينة دون ممرات آمنة، وبلا أي ضمانات بعدم تعرّضهم لعمليات انتقامية حال سيطرت جماعة الحوثي عليها قبل أن يفرّوا منها.
اقرأ أيضا: التحالف يسقط "مسيّرة" مفخخة أطلقت على السعودية
وأضافت أنّ الهجوم على مأرب يبعد فرص التوصل لحل سلمي للنزاع في البلد الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، إذ أصبح نحو 80% من اليمنيين يعتمدون على المساعدات الإغاثية، و50% من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من سوء التغذية، وقد يموت مئات الآلاف منهم بسبب نقص المساعدات الإنسانية التي تراجعت على نحو كبير خلال العامين الماضيين.
وطالبت المنظمات الـ 34، الاتحاد الأوروبي بالتدخل العاجل لوقف هجوم جماعة الحوثي على مدينة مأرب، تماشيا مع قرار البرلمان الأوروبي الأخير (2021/2539(RSP) بتاريخ 11 فبراير/شباط 2021 بشأن الوضع الإنساني والسياسي في اليمن.
وكان البرلمان الأوروبي، قد حث الأسبوع الماضي، جميع أطراف النزاع على تسهيل عبور المساعدات الإغاثية وغيرها من السلع الضرورية للسكان دون عوائق، واستخدام جميع الأدوات الممكنة لمحاسبة جميع المتورطين في الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.
وكان منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة قد حذر الاثنين، من أن الهجوم العسكري على مأرب سيضع ما يصل إلى مليوني مدني في خطر، وبالتالي ينتج عنه نزوح مئات الآلاف.
أمس الثلاثاء أفادت منظمة حماية للتوجه المدني (محلية غير حكومية)، بأن نحو 786 أسرة، نزحت من مخيمات "الزور والهيال وذنه والصوابين"، في مديرية صرواح، غربي مأرب، جراء اشتداد ضراوة القتال في اليومين الماضيين.
ودخلت المواجهات في مدينة مأرب، يومها العاشر، في وقت تشير فيه المعلومات إلى تقدم محدود حققه الحوثيون في صرواح غربي المدينة، وسط معارك كر وفر في جبهات مدغل ورغوان والجدعان، شمال غربي مأرب.