هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تنطلق غدا الاثنين في جنيف، الجولة الخامسة من جلسات "اللجنة الدستورية"، التي توصف بـ"الأهم" لكونها ستبدأ في نقاش المضامين الدستورية، بعد أن ركزت سابقا على مناقشة المبادئ الوطنية، وفوق الدستورية فقط.
ويأتي انعقاد الجولة، بعد أيام قليلة من ظهور خلافات غير مسبوقة بين مكونات "هيئة التفاوض" السورية المعارضة، التي تشكل المرجعية السياسية لوفد المعارضة في اللجنة الدستورية، ما يثير تساؤلات عن انعكاسها على أداء وفد المعارضة بشكل خاص، وجو الجولة بشكل عام.
وتخشى أوساط في المعارضة السورية، من استغلال النظام للخلافات بين مكونات "هيئة التفاوض".
وكانت الخلافات قد ظهرت بين مكونات الهيئة على خلفية تبديل "منصة القاهرة" لممثلها في "هيئة التفاوض" واللجنة الدستورية" قاسم الخطيب، ورفض بعض مكونات الهيئة القرار، وإرسال رسالة إلى المبعوث الأممي غير يبدرسون، للتدخل والحل.
جولة حاسمة
ووصف عضو "اللجنة الدستورية" عن وفد المعارضة، بشار الحاج علي، في حديث خاص لـ"عربي21"، الجولة بـ"الحاسمة"، دون النظر إلى الانقسامات داخل أجسام المعارضة السياسية.
وقال: "إن الخلافات داخل المعارضة هي خلافات تنظيمية ولا علاقة لها بالمسار التفاوضي، بمعنى أن الخلاف ليس على جدول التفاوض، وإنما هو خلاف على شخصيات".
وأكد الحاج علي، أن وفد المعارضة نتيجة مناقشة الأوراق لمدة طويلة متفق إلى حد كبير، رغم تغيّب بعض الأعضاء.
اقرأ أيضا: خلافات بـ"هيئة التفاوض" السورية.. ومطالبات بتدخل "بيدرسون"
وبحسب عضو "اللجنة الدستورية"، فإن "اللجنة المصغرة" ليس من صلاحيتها الموافقة أو الرفض، وإنما التفاوض والعودة إلى "اللجنة الموسعة"، ما يعني أن الخلاف لن يؤثر مطلقا.
ولا يعني ذلك، وفق الحاج علي، أن النظام وروسيا لن يستغلا الخلافات داخل مكونات "هيئة التفاوض"، وقال: "النظام سيحاول بأي طريقة استفزاز المعارضة".
واستدرك بالقول: "لكن وفق قراءتي الشخصية، سيحرص النظام على التظاهر بجدية التفاوض، وأنه مستمر في مسار اللجنة الدستورية، وصولا لإجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا، وفق رؤيته وروسيا"، منهيا بقوله: "الجولة تمثل اختبارا لجدية المجتمع الدولي".
تشكيك بنجاح الجولة
وعند الحديث عن حظوظ الجولة بتسجيل اختراق، من خلال البدء بمناقشة المضامين الدستورية، ترى عضو "اللجنة الدستورية" المصغرة، عن المجتمع المدني، إيلاف ياسين، أن وصف الجولة الحالية بـ"الحاسمة" ينطوي على مبالغة.
وأوضحت أنه "من الجلي أن النظام لن ينخرط في العملية الدستورية، بسبب عدم وجود إرادة دولية ضاغطة عليه لإجباره على ذلك".
ورجحت خلال حديثها لـ"عربي21"، أن يواصل النظام السوري تعطيل أي تقدم حقيقي، وسيحرص على إعادة وفد المعارضة خالي الوفاض، لإلحاق هزيمة معنوية بها.
وأضافت ياسين: "أتمنى أن يكون موقف النظام مخالفا لتوقعاتي، وأن يبدأ بنقاش المضامين الدستورية، وأن تكون تصريحات المبعوث الأممي بيدرسون ووفد المعارضة ذات السقف المرتفع عن الجولة صحيحة".
اقرأ أيضا: ماذا وراء وقف عمل موظفين بهيئة التفاوض السورية بالرياض؟
وبهذا المعنى، تعتقد ياسين أن "الجولة هامة من حيث التفكير بالمشاركة في المسار الدستوري، بمعنى: هل سنقرر كمجتمع مدني ومعارضة الاستمرار في الجلسات والنظام يستمر في التعطيل، أم سنعيد النظر في ذلك؟"، وقالت: "النظام يبدو أنه مصر على اتباع الاستراتيجية ذاتها أي إضاعة الوقت".
واللجنة الدستورية شكلتها الأمم المتحدة من أجل صياغة دستور جديد لسوريا ضمن مسار العملية السياسية وفق القرار الأممي 2254، وهي مقسمة بالتوازي بين النظام والمعارضة وممثلي منظمات المجتمع المدني.