هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "خبر ترك" إن منطقة "أوراسيا" قد تشهد صراعات مستقبلية بين القوى الدولية لاسيما بعد فوز الرئيس المنتخب جو بايدن بانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وأوضحت "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، أن الصراع على السلطة الاقتصادية والسياسية قد يتركز مرة أخرى في السنوات المقبلة في منطقتين، وهما القوقاز وآسيا الوسطى اللتان تشكلان أجزاء رئيسية للجغرافيا الأوراسية.
وأشارت إلى أن هذا الاحتمال يرتبط ارتباطا وثيقا بتركيا، ويمثل لها بعض الفرص والمخاطر، لاسيما أن عددا من الدول المنتمية لـ"العالم التركي" تقع في هذه المنطقة.
ولفتت إلى أن الولايات المتحدة التي انسحبت من أوراسيا نحو عشر سنوات، ستعودة مرة أخرى لتجديد نشاطها في المنطقة لدرجة أن جو بايدن، الذي سيتولى منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري، يولي اهتماما أكبر لمحور القوقاز وآسيا الوسطى وبحر قزوين من ترامب.
وأوضحت أنه على الرغم من الأحداث الأخيرة في واشنطن والتي تشكك بالديمقراطية الأمريكية، إلا أنه من المتوقع أن يسعى بايدن لتحقيق هدفين رئيسين خلال فترة حكمه، الأول إبراز الديمقراطية والمؤسساتية، والثاني، تعزيز النظام الليبرالي الدولي.
واستدركت الصحيفة، أن اللاعبين الرئيسين اللذين قد تواجههما الولايات المتحدة في أوراسيا هما روسيا والصين.
وأشارت إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كانت الجمهوريات التي حققت استقلالها، تنظر بحرارة لوجود الولايات المتحدة في المنطقة في مستوى معين، كعنصر توازن ضد روسيا والصين، وبصرف النظر عن الاستثمارات في الموارد السرية، فقد كانت الفرصة لأمريكا لإنشاء قواعد عسكرية هناك.
ولفتت إلى أن الموقف التركي في تلك الحقبة، كان متناغما ومبنيا على أساس التعاون مع الولايات المتحدة بشأن سياستها تجاه أوراسيا.
وأضافت أن سياسة القطيعة التي بدأت في عهد أوباما، وبلغت ذروتها في حقبة ترامب، حشرت الدول المعنية في الزاوية، وقد بدأت ديناميات السياسة الخارجية متعددة الأوجه تفقد وظائفها، وأصبحت أقرب إلى روسيا والصين.
وذكرت الصحيفة، أن إدارة بايدن ستواجه العديد من تحديات السياسة الخارجية التي ألقت بظلال الشك على الموقف العالمي للولايات المتحدة، ولكن الحد من نفوذ الصين وروسيا وإيران سيكون مهما كما تم التأكيد عليه في وثيقة استراتيجية الأمن القومي الأمريكي.
الوجود العسكري الروسي في جنوب القوقاز
في ذات السياق، أشارت الصحيفة إلى أن الوجود العسكري المتزايد لروسيا في جنوب القوقاز سيكون ضمن أولويات بايدن.
ولفتت إلى أن الصورة التي أعطاها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل أيام مجتمعا مع قادة أذربيجان وأرمينيا، رسالة ضد الجهات الفاعلة غير الإقليمية لاسيما الولايات المتحدة، والتي هي عضو في مجموعة "مينسك" التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وذكرت أن بايدن سيسخر إمكانيات حلف الشمال الأطلسي "الناتو" لتحقيق أهدافه، وسيعزز من التقارب مع أوروبا الشرقية، ما يعني أنه سيتم تفعيل السياسة تجاه منطقة القوقاز لتحقيق ذلك.
تعزيز العلاقات مع جورجيا.. ما موقف تركيا؟
وأوضحت أن جورجيا الموالية للغرب ستكون محور السياسة الأمريكية، ويمكن أن يحقق هذا التطور توسعا في العديد من المجالات في العلاقات الثنائية، لاسيما على صعيد الطاقة والاقتصاد تصل لتوقيع اتفاقية تجارة حرة مع جورجيا، وهذا يعني فرصا جديدة ليس فقط لاقتصاد جورجيا، ولكن أيضا في جنوب القوقاز وحتى آسيا الوسطى (خط بحر قزوين).
وأشارت إلى أن تركيا قد تكون مجبرة على مواجهة هذا التحرك من الولايات المتحدة، مشددة على أنه لا يمكن تجاهلها في أي عملية توسع أمريكية في منطقة أوراسيا.