بعد عملية نادرة ومعقدة استغرقت ثماني ساعات، نجح جراحون أتراك في فصل توأم طفيلي، ملتصق برضيعة صومالية تعاني تشوهات شديدة في الجهاز البولي والتناسلي والشرج.
وفي مستشفى زينب كامل للتدريب والبحوث لأمراض النساء والأطفال بجامعة العلوم الصحية التركية بمدينة إسطنبول، بدأت
الرضيعة الصومالية (55 يوما) تتماثل للشفاء.
الرضيعة المولودة في مستشفى رجب طيب أردوغان للتدريب والبحوث بالعاصمة الصومالية مقديشو، تم مؤخرا تشخيصها بتشوه "توأم ملتصق طفيلي"، لكن الجراحين الأتراك نجحوا في استئصاله.
والطفيلي توأم غير قادر على العيش بشكل مستقل ذاتيا، وإنما يعتمد في نموه على أخيه التوأم الأكبر، حيث تظهر للمولود أطراف أو رأس أو جذع إضافية.
ومع بدء تعافي الرضيعة من آثار العملية، بدأ الفريق الطبي التخصصي في مستشفى "زينب كامل"، بتنظيم برنامج خاص لتوفير العلاج اللازم للرضيعة، نظرًا لما تعانيه من تشوهات شديدة جدا في جسمها الصغير.
مجريات العملية
أثناء العملية التي استغرقت قرابة الـثماني ساعات، تمت إزالة الساقين الطفيليتين الملتصقتين بالرضيعة، وتصحيح العيوب المتعلقة بالجهاز البولي والتناسلي والأمعاء.
وجرى التأكد من جنس الرضيعة التي كان يعتقد أنها ذكر قبل فصلها، وستخضع قريبا لعملية جراحية أخرى من أجل تقريب عظم العانة المنفصل وإعادة بناء الجهاز البولي والتناسلي.
العملية أجريت بعد خطة وضعها فريق الجراحين التركي، بإشراف الأستاذة الدكتورة عائشة نور غلاير، رئيسة قسم جراحة الأطفال في كلية الطب بجامعة العلوم الصحية التركية، رئيسة قسم التدريب في مستشفى "زينب كامل".
وإلى جانب غلاير، شارك في العملية المنفذة بالاعتماد على أطباء من مختلف التخصصات، المختصة في جراحة التجميل والترميم الدكتورة بيرغين جاشقان.
وشارك أيضا المختص في جراحة العظام والكسور من مستشفى "حميدية" للأطفال في جامعة العلوم الصحية التركية الدكتور محمد علي تلماج، وأطباء التخدير نسليهان باش قليج، وفرح آلاي أونال.
عملية معقدة
الأستاذة الدكتورة سمرا قاياطاش أسر، رئيسة الأطباء في مستشفى "زينب كمال"، قالت إنه يعتبر من أعرق المؤسسات الطبية التركية التي تركت بصمة واضحة في العمليات الناجحة لفصل التوائم.
وأضافت أسر، أن الرضيعة الصومالية أبصرت النور في مستشفى رجب طيب أردوغان بمقديشو، وهي تعاني من "توأم طفيلي ملتصق" وتشوهات شديدة.
وتابعت بأنه تم توجيهها بعد ذلك إلى "زينب كمال" أحد المستشفيات المهمة القادرة على إجراء مثل هذه العمليات المعقدة، لما يمتلكه من تجربة واسعة في مجال فصل التوائم.
وأكدت أن مستشفى "زينب كمال" مجهز بأفضل وأحدث المعدات والخبرات البشرية، وهو ما ساعد في نجاح العملية.
وأوضحت أسر، أن نجاح العملية تم بمشاركة فريق من أفضل الجراحين في مجال جراحة العظام والجراحة التجميلية والتخدير والعناية المركزة لحديثي الولادة، وأن صحة الرضيعة جيدة وستعود إلى بلدها بعد تماثلها الكامل للشفاء.
واحد بالمليون
بدورها، قالت الطبيبة غلاير، إن الحالة تعتبر نادرة جدا في العالم.
وأضافت، أنه يمكن التفكير في الأمر على أنه توأم ملتصق، لكن الجزء العلوي لم يتسن له التطور، ما أدى إلى نمو الجزء الأسفل ليصبح الجنين بأربعة أرجل، وهذا الوضع يترتب عليه تشوهات شديدة في الأعضاء التناسلية.
وتابعت: "في الواقع، يمكن اعتباره تشوهًا مزدوجًا. فقد تمكن أحد الأجنة من التطور بالكامل فيما لم يتمكن الآخر من مواصلة النمو".
وبيّنت: "أجرينا هذه الجراحة كفريق واحد وتمكنا من إزالة الساقين الطفيليتين وتغطية عيوب الجلد في منطقة الأعضاء التناسلية والمستقيم مستفيدين من الجلد الزائد على الساق".
وأشارت جلاير إلى أن هذا التشوه المسمى "التوائم الطفيلية الملتصقة"، يظهر على شكل ولادة واحدة من كل مليون، موضحة أن معظم تلك الحالات تحدث في البلدان الأفريقية.
ولفتت إلى أن الفريق الطبي والجراحي سيقوم بعد 6 أشهر، بإجراء عملية إعادة بناء الجهاز البولي والتناسلي، مؤكدة أن "الرضيعة الصومالية ستنعم بحياة طبيعية أكثر بعد عدة عمليات تجميلية".