هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خرجت مظاهرات في إيران، يومي الجمعة والسبت، تنديدا بعملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، فيما أعربت دول ومنظمات دولية عن تخوفها من تصاعد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط إثر عملية الاغتيال، داعية طهران إلى "ضبط النفس".
وخلال المظاهرات الغاضبة، دعا طلاب إيرانيون، حكومة بلادهم إلى الانتقام من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي على خلفية اغتيال العالِم "زاده".
ونظمت مجموعة مكونة من طلاب، ورجال دين وقفة أمام مقر المجلس الأعلى للأمن الوطني بطهران، للتنديد باغتيال العالم المذكور.
ورددت المجموعة شعارات مناهضة للاحتلال وواشنطن المتهمتين بتنفيذ الهجوم، وذلك من قبيل "لا سلام، ولا استسلام، بل حرب مع الولايات المتحدة"، و"الموت لإسرائيل".
وطالب المحتجون بإخراج برنامج إيران النووي بالكامل من تحت سيطرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
واتهم المتظاهرون حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني بعدم فاعليتها في مواجهة الأعمال الإرهابية للولايات المتحدة وإسرائيل، ودعوا إلى "الانتقام" من الدولتين.
— بسیج دانشجویی دانشگاه صنعتی مالک اشتر تهران (@Basij_Mut) November 27, 2020
— خبرگزاری ایسنا (@isna_farsi) November 28, 2020
— بسیج دانشجویی دانشگاه صنعتی مالک اشتر تهران (@Basij_Mut) November 27, 2020
— NAV@Beraat* (@NAVBeraat1) November 28, 2020
دعوة لـ"ضبط النفس"
وعقب عملية الاغتيال، توالت دعوات من دول ومنظمات دولية لطهران إلى "ضبط النفس"، مخافة الانجرار نحو تصعيد يزيد التوتر بمنطقة الشرق الأوسط.
بدورها، حثت الأمم المتحدة طهران على ضبط النفس.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة: "نحث على ضبط النفس وعلى ضرورة تجنب أي أعمال من شأنها أن تؤدي إلى تصاعد التوتر في المنطقة"، مضيفاً: "إننا ندين أي اغتيال أو قتل خارج إطار القانون".
اقرأ أيضا: NYT عن مسؤولين بواشنطن: إسرائيل من اغتالت "زاده"
كما أعربت برلين عن قلقها إزاء الأخبار الواردة من إيران عن اغتيال العالم النووي فخري زاده.
وقال المتحدث باسم وزير الخارجية الألماني، في تصريح صحفي، إن اغتيال فخري زاده، سيزيد من تعقيد الوضع بالمنطقة في وقت لا تحتاج فيه إلى مزيد توتر.
وأضاف: "قلقون من الأنباء الواردة من إيران، ندعو كافة الأطراف للإحجام عن أي خطوات من شأنها زيادة تصعيد الوضع في المنطقة".
كذلك، أدانت قطر، عملية اغتيال فخري زاده، داعية طهران في الوقت ذاته إلى ضبط النفس.
جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية، بين وزير خارجية قطر، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، وفق مراسل الأناضول.
واستعرض الاتصال "علاقات التعاون الثنائي والموضوعات ذات الاهتمام المشترك".
وأعرب وزير خارجية قطر عن إدانة الدوحة "بشدة التفجير الذي تم في طهران واغتيال العالم محسن فخري زاده رئيس منظمة الأبحاث والإبداع بوزارة الدفاع الإيرانية في هجوم مسلح الأمر الذي يعدّ تعديا جليّا على حقوق الإنسان".
وعبر عن تعازي قطر للحكومة والشعب الإيراني، وأكد أن مثل هذه الخطوات لن تسهم إلا إلى سكب المزيد من الوقود على النار في الوقت الذي تبحث فيه المنطقة والمجتمع الدولي عن وسائل لتخفيف التوتر والعودة إلى طاولة الحوار والدبلوماسية.
ودعا الوزير القطري إلى "ضبط النفس والسعي إلى إيجاد حلول جذرية للمسائل العالقة".
من ناحيته، ثمّن ظريف موقف دولة قطر حكومة وشعبا وأكد على متانة العلاقات بين البلدين.
كما اتهم وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الاحتلال الإسرائيلي ومن يدعمه بالوقوف وراء اغتيال "زاده"، واصفا العملية بأنها لن تؤدي إلا لزيادة التوتر في المنطقة.
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن المقداد قوله لسفير إيران لدى دمشق إن سوريا واثقة من "قدرة إيران على مواجهة مثل هذه الجرائم الإرهابية التي يقف وراءها الكيان الصهيوني ومن يدعمه في ممارسة القرصنة الدولية".
وأدان رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "جريمة الاغتيال الآثمة"، خلال اتصال هاتفي بوزير خارجية طهران جواد ظريف، وفق بيان نشرته "حماس" عبر موقعها الإلكتروني.
وقال هنية: "إن عملية الاغتيال تعكس عقلية إجرامية تستبيح القتل في وضح النهار"، مشددا على أن سياسة الاغتيالات "كما أنها لم تنجح مع المقاومة في فلسطين فإنها ستفشل مع الجمهورية الإسلامية".
إيران تتوعد بالرد
وتوعدت إيران بالرد والانتقام على اغتيال "زاده"، موجهة أصابع الاتهام إلى الاحتلال الإسرائيلي بالضلوع وراء العملية.
وفي رسالة تعزية اتهم روحاني الاحتلال الإسرائيلي بالوقوف خلف اغتيال المسؤول الإيراني، مشيرا إلى أن "الحادث الإرهابي المروع يؤكد عجز أعداء الأمة الإيرانية اللدودين وشدة كراهيتهم، وأحيا للعالم الأفعال اللاإنسانية".
اقرأ أيضا: ترامب يهدد إيران برد مدمر إذا قتل أي أمريكي بهجمات انتقامية
ووجه المرشد الإيراني علي خامنئي المسؤولين المعنيين بمتابعة "جريمة الاغتيال"، ودعاهم إلى "محاسبة مرتكبيها ومن يقف وراءهم". وقال: "العالم فخري زاده اغتيل على يد المرتزقة المجرمين الجناة الأشقياء".
من جهته، قال إسماعيل قآني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، السبت، إن "الانتقام لدماء العالم فخري زاده قادم وسيكون بتلاحم كافة تشكيلات القوات الإيرانية".
وندد قائد فيلق القدس، بعملية اغتيال العالم زاده، مؤكدا على أن مرتكب العملية لا يمتلك القدرة على خوض الحرب وجها لوجه مع إيران.
وصرح قآني، بأن "العدو لا يمتلك القدرة على خوض الحرب وجها لوجه مع إيران.. موت إسرائيل قريب، وهذه آخر أنفاس متنمري العالم واللصوص الدوليين".
واغتيل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، الجمعة، بتفجير وإطلاق نار على سيارته بضواحي طهران.