هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
روى عدد من
اللاجئين الهاربين من الحرب في إقليم تيغراي الإثيوبي إلى داخل السودان قصص هروبهم
من مناطق الاشتباك، والويلات التي عانوها في الطريق.
وروت أسيي
نيجوسيا (30 عاما) كيف خرجت من تيغراي إلى قرية حمدايت السودانية، في رحلة استمرت
3 أيام، قطعت خلالها نهر تيكيزي إلى السودان، لتلد طفلها في خيمة هناك.
وإلى جانبها
كانت شقيقتها آنا، التي كانت إلى جانبها خلال الولادة، ومعهم 30 ألف إثيوبي تدفقوا إلى السودان منذ بدء
العمليات العسكرية هناك.
وحمدايت هي
نقاط العبور الأولى للاجئين الذين يدخلون السودان، يستريح هناك الآلاف من عرقية
تيغراي تحت الأشجار أو داخل الملاجئ التي أقامتها مفوضية الإغاثة السودانية
والهلال الأحمر، حيث يزودهم أفراد من المجتمع المحلي ببعض الطعام والماء.
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يعقد اجتماعا مغلقا لبحث حرب "تيغراي" بإثيوبيا
هرع الكثير
منهم لعبور نهر تيكيزي على الحدود الإثيوبية السودانية قبل حلول الليل، عندما
أمرت السلطات السودانية قوارب العبّارات المحلية بالتوقف عن الإبحار. كل ما كان
لديهم هو متعلقاتهم الشخصية وليس أشياء أخرى، على الرغم من أن البعض تمكن من
إحضار بضع قطع صغيرة من الأثاث.
وكان من بين
الوافدين الجدد زولو تيخلي البالغ من العمر 45 عامًا، والذي قال إنه نجح في الهروب بـ"معجزة"
من مسقط رأسه هيمورا بعد أن "هاجمت القوات الفيدرالية الإثيوبية المدينة
ودمرتها".
وتابع تيخلي:
"أشعر أنها معجزة أنني وصلت هنا مع عائلتي المكونة من ثلاثة أفراد. على
الطريق رأيت الكثير من الجثث والجرحى، لكن لم يكن لدي وقت لمساعدة أي شخص لأن
القصف كان بلا توقف، لذا لم يكن بإمكاني سوى رعاية أسرتي".
يبذل سكان
حمدايت قصارى جهدهم لرعاية تدفق الوافدين الجدد. فاطمة الحاج، 40 سنة، عملت مع
جيرانها لطهي الطعام وتوفير البطانيات للاجئين ليقضوا الليالي الباردة.
تقول فاطمة:
"نحن غير قادرين على توفير ما يكفي لتلبية احتياجات اللاجئين لأن هناك الكثير
منهم".
أما أبراها
برهامي (33 عامًا) فقالت لموقع "ميدل إيست آي" وهي تقف في
طابور طويل للتسجيل في مخيم اللاجئين: "رئيس الوزراء الإثيوبي كان يرتكب
"جرائم ضد التيغراي" لأنهم صوتوا في الانتخابات الإقليمية في سبتمبر /
أيلول في تحدٍ للنظام الفيدرالي".
ويتهم مسؤولو
تيغراي ومعارضو آبي أحمد بالاستيلاء على السلطة باستخدام جائحة كوفيد -19 كذريعة
لتأجيل الانتخابات المقررة حتى عام 2021، لتمديد ولاية الحكومة لعدة أشهر.
وتقول برهامي:
"عندما بدأت الهجمات كنت في مزرعتي في ماي كدرة، فركضنا مع عائلتي إلى منطقة
بركات ثم إلى القرقاف، قبل عبور الحدود في النهاية إلى السودان، مشينا لمدة أربعة
أيام تحت قصف وهجمات متواصلة من قبل الجيشين الإريتري والإثيوبي".
وكانت سارة
أبراهام (40 عامًا)، في ماي كادرة أيضًا عندما وقعت عمليات القتل. وأثناء هروبها
من الضربات الجوية وهجمات الجنود، فقدت اثنين من أطفالها الثلاثة.
وقالت أبراهام:
"نجحت أنا وأختي في جلب خمسة من أبنائنا السبعة إلى السودان، لقد فقدت اثنين
من أطفالي... هذا مؤلم للغاية لأنني لا أعرف مكانهم".
من جهته، طلب
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الأربعاء من المجتمع الدولي عدم التدخل في نزاع
تيغراي، قبل بضع ساعات من انتهاء مهلة حددها لقادة هذه المنطقة للاستسلام أو
التعرض لهجوم "بلا رحمة" على عاصمتهم.
بعد ثلاثة
أسابيع من بدء النزاع بين الجيش الفدرالي الإثيوبي والقوات المتمردة في هذه
المنطقة الواقعة في شمال البلاد، يثير احتمال شنّ هجوم على ميكيلي، الخشية من
الأسوأ بالنسبة لسكانها البالغ عددهم 500 ألف نسمة.
رغم انقسامات
بين دول إفريقية وأوروبية، عقد مجلس الأمن الدولي الثلاثاء أول اجتماع حول النزاع،
من دون إصدار إعلان مشترك بعد انتهائه. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو
غوتيريش والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى إنهاء المعارك التي اندلعت في
الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر.