سلم السفير
الإيراني المعين حديثا لدى جماعة
الحوثيين، حسن إيرلو، أوراق اعتماده، الأربعاء، لرئيس المجلس السياسي الأعلى (أعلى سلطة حوثية) مهدي المشاط، وفقا ما نشرته وكالة "سبأ" في نسختها التابعة للجماعة.
وذكرت الوكالة الحوثية أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين، وسبل تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
جاء ذلك بعد يومين من إعلان وزارة الدفاع
اليمنية إيرلو "إرهابيا"، وسيتم التعامل معه وفق قواعد الاشتباك.
"تصعيد قضائي"
وقال محامي عام أول النيابات العسكرية، عبد الله الحاضري، في تصريحات صحفية أمس الأول إنه جرى تحرير مذكرة لوزارة الدفاع، بأن حسن إدريس إيرلو "عدو حربي وإرهابي" يتبع الحرس الثوري الإيراني، وتلميذ لقاسم سليماني.
وأضاف أنه التعامل معه سيكون وفقا لقواعد الاشتباك، وقانون العقوبات العسكرية، مؤكدا أن وصوله إلى صنعاء (يسيطر عليها الحوثيون) "عداء حربي مجاهر".
وأثار تصعيد القضاء العسكري اليمني ضد السفير الإيراني، الذي وصل صنعاء منتصف شهر أكتوبر/ تشرين أول المنصرم، تساؤلات حول وجاهة وأهمية هذه الإجراءات المتخذة ضده.
"إجراء أولي لخطوة تالية"
وفي هذا السياق، يرى الدكتور علي الذهب، الخبير اليمني في الشؤون العسكرية والأمنية، أنه إثبات حضور إجرائي لقطاع من المؤسسة العسكرية اليمنية في ظرف تستدعي فيه المعركة مواجهة كافة الخصوم بكافة الأساليب، ومنها الأسلوب القانوني.
وقال الذهب في تصريح لـ"
عربي21" إن "هذا الموقف يشير إلى أن هناك إجراءات أخرى عملية للتنفيذ، سواء إجراءات استخباراتية أو قضائية على المستوى الدولي".
وأكد الخبير اليمني أن الرجل أي "إيرلو" يمثل ذراعا للحرس الثوري الإيراني الذي ينشط خارج حدودها، وهو "فيلق القدس"، مشيرا إلى أن "هذا الرجل ليس له سيرة ذاتية سياسية لدى الخارجية الإيرانية".
وأوضح أن حسن إيرلو، المعين سفيرا لطهران لدى الحوثيين، شخصية غامضة، ويدل على أنه يضطلع بمهام استخباراتية عسكرية، لافتا إلى أن ظهوره في ميدان السبعين، الذي أقام فيها الحوثيون احتفالية بالمولد النبوي، الأسبوع الماضي، ما هو إلا تغطية على هذه الصفة.
وكان إيرلو، الذي عينته طهران سفيرا لها لدى الحوثيين، قد ظهر في ميدان السبعين وسط العاصمة صنعاء، بحراسة مشددة، خلال احتفالات الجماعة بالمولد النبوي في الأيام القليلة الماضية.
من ناحية أخرى، يقول الخبير اليمني في الشؤون العسكرية والأمنية إن وجود "إيرلو" في صنعاء للتغطية على عبد الرضا الشهلي، الذي يدير العمليات العسكرية في اليمن من قبل، والذي تتعقبه الولايات المتحدة.
وعبد الرضا الشهلي، هو قائد قوة القدس بالقرب من صنعاء، الخاضعة لسيطرة الحوثيين، الذي قدم مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، روبرت اوبراين، اقتراحا لاستهدافه، وفق ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في 12 يناير/ كانون الثاني مطلع العام الجاري.
واعتبر الخبير الذهب أن هذا التحرك من قبل محامي أول النيابات العسكرية في الجيش اليمني "يعطي دفعا معنويا للقوات المسلحة بأنها يقظة بكافة وسائلها وإمكانياتها في المواجهة مع الحوثي، وأمام أي طرف من الأطراف الإقليمية والدولية التي تدعمه".
ولم يتسن لـ"
عربي21" الحصول على تعليق من مسؤولين حوثيين حول ما أعلنه القضاء العسكري في الجيش الحكومي.
وأثار إعلان طهران وصول سفيرها "إيرلو" إلى صنعاء، الشهر الماضي، أسئلة وجدلا واسعا، حول طريقة دخوله لليمن في ظل السيطرة التي يفرضها التحالف بقيادة السعودية على أجواء وموانئ وسواحل البلاد.
وفي الوقت الذي اعتبره مراقبون "اختراقا وإنجازا إيرانيا"، ذهب آخرون إلى وصفه بـ"مؤشر على تحول في المسار الدبلوماسي"، وهو ما يسعى إليه الحوثيون لكسر العزلة المفروضة عليهم.
وكانت وزارة الخارجية في الحكومة المعترف بها اعتبرت هذه الخطوة الإيرانية أنها "انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن الدولي، والاتفاقيات الدولية ذات الصلة".
يشار إلى أن الحوثيين عينوا القيادي "إبراهيم الديلمي" سفيرا للجماعة في طهران، والذي قدم أوراق اعتماده للرئيس حسن روحاني في آب/ أغسطس 2019.