اتهم دبلوماسي يمني، الثلاثاء، جماعة الحوثيين بتغيير المعالم الأثرية في مدينة "
صنعاء القديمة" المدرجة على قائمة
التراث الثقافي العالمي.
وقال السفير
اليمني لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة"
يونسكو"، محمد جميح: "لا يمثل تراث اليمن الحضاري أية أهمية لدى مليشيات الانقلاب الحوثي".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21" أن مؤسس الجماعة الحوثية حسين الحوثي ـ قتل في العام 2004 على يد قوات الجيش ـ قد وصف آثار حضارة سبأ في مأرب (شرق) بأنها "من بقايا الوثنية".
وتابع جميح: "ولذلك؛ لا عجب أن يعبث أتباعه بتراث اليمن الحضاري القديم".
وأكد السفير اليمني لدى يونسكو أنه "في صنعاء القديمة الموضوعة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي، قام متنفذون بشراء بيوت يعود تاريخها لآلاف السنين، بعلم وتشجيع من سلطة مليشيات الحوثي"، مشيرا إلى أنه تم شراء منازل وهدمها ثم إعادة بنائها كمخازن أو غيرها لأغراض تجارية.
وبحسب المسؤول اليمني: "يتشارك زعماء المليشيات وما يسمى بالمشرفين الحوثيين مع سماسرة وتجار في السعي لتحويل تلك المنازل إلى محلات تجارية، بإعادة البناء بمواد من الحجر والإسمنت، وبما يخالف المعايير التي وضعت وفقاً لها صنعاء القديمة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي".
وأردف قائلا: "تم هدم منازل في حارتي "رمزي ونصير" من قبل تجار أقمشة لغرض استعمالها متاجر ملبوسات، ودكاكين كبيرة"، موضحا أن عمليات شراء المنازل توسعت بصورة كبيرة في شارع الحميدي وبالقرب من الجامع الكبير في صنعاء القديمة".
وإزاء هذا العبث، طالب السفير جميح "منظمة اليونسكو بتحمل مسؤوليتها تجاه المدينة القديمة".
وقال: "نحن بالفعل بحاجة لوقف عمليات النهب المستمر لتراث اليمن وآثاره التاريخية، سواء بتغيير معالم المدن الأثرية كما يجري في صنعاء، أو عن طريق تجارة الآثار وتهريبها للبلدان المختلفة".
كما جدد دعوته لليونسكو والمنظمات المعنية للضغط لوقف هذا النهب والتشويه المتعمد للتراث اليمني الذي يعاني من الإهمال والنهب وخاصة خلال فترة الحرب.
وتعد مدينة صنعاء القديمة، واحدة من المدن التاريخية اليمنية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي منذ 1986، إلا أنها باتت مهددة بالشطب من تلك القائمة، بسبب العبث والدمار الذي طال مبانيها الأثرية والتي يعود بناؤها إلى القرن الخامس قبل الميلاد.
وكان جميح قد قال عبر "تويتر": "بدلاً من أن تمنع مليشيا الحوثي أي استحداثات أو بناء حديث في صنعاء القديمة، سمحت للتجار بشراء بعض بيوت صنعاء القديمة وهدمها وتحويلها إلى متاجر".
وحذر من أن هذا العمل، مخالف للوائح اليونسكو في الحفاظ على المدن التاريخية، مهاجما الجماعة الحوثية في الوقت نفسه بالقول:"يدمرون تراث صنعاء".
وكانت منظمة اليونسكو، قد منحت السلطات اليمنية في شباط/ فبراير 2018، مهلة عامين إضافيين لمنع شطب المدينة من قائمتها للتراث العالمي، لتلافي الأضرار الكبيرة التي لحقت بطابعها المعماري إما بالهدم والخراب جراء السيول أو التشويه بإضافة مواد بناء جديدة غير مطابقة لمواصفات هذه المدينة العريقة.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن ما يزيد عن مئتي منزل في صنعاء القديمة بحاجة إلى تدعيم عاجل، وأكثر من 160 منزلا، يحتاج إلى تسقيف وإعادة بناء، بالإضافة إلى نحو ألف و470 منزلا بحاجة لترميم وصيانة.