هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كان من أوائل الذين شاركوا في ثورة 1968، ويذكر أنه كان يقود الدبابة الثانية التي دخلت القصر الجمهوري.
كانت له نزعة صوفية شديدة أثرت على سلوكه في كثير من الأحيان، عرف باحترامه وتقديره لصدام حسين.
وتقول مصادر عراقية إنه لعب دورا كبيرا في تحول خطاب صدام نحو التدين والنزعة الصوفية، بعد أن ربطته علاقة وطيدة مع مشايخ الأكراد والعرب المتصوفة، ولا تعرف له عداوات شخصية أو مواقف حادة من أي مكون عراقي.
فقد نشأ عزت إبراهيم الدوري، المولود عام 1942 في قضاء الدور في محافظة صلاح الدين، في وسط متدين لأسرة ذات نزعة صوفية.
ولا يعرف له أي تحصيل علمي إذا تقول مصادر إنه فشل في الدراسة والتحق بسوق العمل بائعا للثلج وساعد والده في أعمال الفلاحة، لكن مصادر أخرى تقول بأنه خريج كلية الزراعة "جامعة بغداد" عام 1972.
انخرط الدوري في صفوف "حزب البعث" عندما كان طالبا في سامراء، وسرعان ما صعد واشتهر وبرز في الحزب حتى أصبح عضوا في القيادة القطرية للحزب.
لازم صدام مثل ظله منذ عام 1968 ومن ثم تسلم صدام حسين للحكم عام 1979 حتى يوم أسر صدام وأعدم فيما بعد.
كان الدوري المفاوض الرئيسي مع الكويت لحل المشاكل الحدودية والتي أدت إلى الحرب بين البلدين وجرت تلك المفاوضات برعاية الملك فهد بن عبد العزيز، وكان الوحيد من زعماء العرب الذي قام بمحاولة إصلاح البين عندما حصل الخلاف بين الرئيس الليبي معمر القذافي والملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة لبنان العربية.
وفيما بعد سينجو الدوري عام 1998 من محاولة اغتيال دبرت له أثناء زيارة له إلى مدينة كربلاء جنوبي العاصمة بغداد.
يتهمه البعض بأن له دورا رئيسيا في أحداث قصف بلدة حلبجة بالسلاح الكيماوي، لكن الأكراد أنفسهم ينفون ذلك، وهو ما يناقض علاقة الدوري بالأكراد والتي وصفت في جميع مراحلها بالعلاقة القوية.
شغل منصب نائب رئيس جمهورية العراق والرجل الثاني في العراق إبان حكم "البعث" بقيادة صدام حسين، وكان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة، وقبلها شغل عدة مناصب رفيعة من بينها وزير الداخلية العراقي ووزير الزراعة.
وأنيط به موقع النائب العام لقائد القوات المسلحة بعد دخول القوات العراقية للكويت عام 1990.
كان للدوري دور بارز في إحباط التحركات الشعبية عام 1994 في محافظات عدة واشتهرت عنه قصة المليون حيث أرسل صدام لكل قيادات الجيش مليون دولار لاستعادة الأمن فقام الدوري بصرف مائة ألف وأرجع الباقي إلى بغداد.
وبعد استعادة الاستقرار في المحافظات كاملة رقي الدوري إلى رتبة فريق أول ركن بعد أن قام بدراسة دورة الأركان العامة من "جامعة البكر" وحصوله على دورات في قيادة الحرب من نفس الجامعة.
بعد عملية الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 اختفى الدوري وقامت القوات المسلحة الأمريكية برصد 10 ملايين دولار لمن يتقدم بأي معلومات تقود إلى اعتقاله أو قتله، وقامت بوضع صورته على كرت ضمن مجموعة أوراق اللعب لأهم المطلوبين العراقيين من قبلها، حيث كان المطلوب السادس للقوات الأمريكية.
كما قام الدوري بإعادة تنظيم حزب "البعث" وإبرازه إلى الساحة من جديد وقام بتشكيل قيادات للمقاومة العراقية وقام بتوحيد صوف "المجاهدين" العراقيين كما أنه كان يمنع التعرض للجيش العراقي أو لأبناء القوات الأمنية الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين.
وأعلن حزب "البعث" العراقي أن الدوري تسلم منصب الأمين العام للحزب خلفا للرئيس صدام حسين بعد إعدامه عام 2006، وأنه يوجد في سوريا لاجئا عند "حزب البعث" السوري.
نسبت إليه تسجيلات صوتية ومرئية في فترات مختلفة منذ ذلك الحين، وظهر في أول تسجيل مرئي له عام 2012 بمناسبة ذكرى تأسيس حزب "البعث". دعا فيه قطاعات مختلفة من الشعب العراقي لمقاومة الأمريكيين.
اقرأ أيضا : حزب البعث يعلن وفاة عزت الدوري "الذراع اليمنى" لصدام حسين
زعمت تقارير أمريكية أن الدوري هو القائد العسكري الفعلي لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق وسوريا. وأن "داعش" متحالفة مع نخب وضباط رفيعي المستوى تابعين للدوري.
وسيعلن عن وفاته أكثر من مرة، وكانت المرة الأولى حين أعلن حزب " لبعث" نبأ وفاته عام 2005 ولكن الحزب نفى ذلك لاحقا.
وذكرت تقارير أن الدوري قام في أواخر عام 2009 بتشكيل "جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني" المكونة من تحالف القيادة العليا لجبهات "الجهاد والتحرير" و"الجهاد والخلاص الوطني"، والتي انبثق عنها "تنظيم النقشبندية".
وكانت المرة الثانية حين أعلن عن وفاته عام 2015 وأنه قتل في عملية أمنية في منطقة حمرين شرق محافظة صلاح الدين، لكن الحزب نفى ذلك، رغم أن الجثة نقلت إلى مقر السفارة الأمريكية في بغداد لأخذ عينة لمطابقتها بالحمض النووي الذي تحتفظ به السفارة.
وظهر بعد نحو شهر على وفاته في تسجيل جديد، ثم ظهرت له عدة تسجيلات في الأعوام التالية وكان أخرها العام الماضي بمناسبة ذكرى تأسيس "البعث".
وفي هذا التسجيل قرأ الدوري رسالة مختلفة قدم فيها اعتذارا إلى الكويت جراء الغزو عام 1990، وأكد أن الكويت لم يكن يوما جزءا من العراق.
وأكد أن الغزو كان "خطأ كبيرا"، ويتعارض مع "عقيدة حزب البعث". وذكر أن "الكويت ليست جزءا من العراق.. والعراق والكويت جزء من الجزيرة، والتي تعتبر جزءا من الوطن العربي الكبير" بحسب ما جاء في التسجيل.
ومطلع الشهر الجاري حذر القيادي في "المجلس الأعلى الإسلامي" في العراق ووزير الداخلية الأسبق، باقر جبر الزبيدي، مما وصفه بمخطط لانقلاب عسكري في البلاد يرعاه الدوري.
وعلى وقع الحديث عن انقلاب يقوده الدوري، أعلن للمرة الثالثة في 26 الشهر الجاري عن وفاة الدوري المطلوب للحكومة العراقية، وقال حزب "البعث" المحظور والمطارد في العراق في بيان إنه ينعى أمينه العام عزت الدوري، مشيرا إلى أنه سيعلن اختيار شخصية عسكرية بديلة عنه.
ولم يعلن عن طبيعة وفاة الدوري إلا أن تقارير سابقة ذكرت أنه كان مصابا بسرطان الدم وحاول العلاج خارج العراق أكثر من مرة لكنه كان يضطر للعودة بسرعة إلى العراق حيث كانت تحرك ضده قضايا فور هبوطه في أي دولة أوروبية.
فيما تقول تقارير إنه يعاني منذ الثمانينيات من مشاكل كثيرة في الجهاز الهضمي وليس سرطان الدم. وقد ذهب بالفعل إلى فيينا عاصمة النمسا وتعالج فيها ولم يلق القبض عليه أحد، بل وذكر خبر وجوده للعلاج في وسائل الإعلام أجمع.
ورغم تأكيد حزب "البعث" وفاة عزت الدوري إلا أنه لم يصدر تأكد رسمي عراقي لنبأ وفاة رفيق صدام حسين.