سحب محتمل لعدد من نقاط المراقبة التركية بمحيط إدلب

أكدت مصادر في المعارضة السورية، الاثنين، الأنباء التي تتحدث عن اعتزام الجيش التركي إخلاء عدد من نقاط المراقبة حول إدلب، وتحديدا النقاط التي باتت في عمق مناطق سيطرة النظام.

وقال مصدر عسكري لـ"عربي21"، إن "الجيش التركي سيبدأ بسحب النقاط إلى ما بعد خطوط التماس الحالية بحوالي 3 كيلو مترات".

من جانبه، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي، العقيد أحمد حمادة، هذه الأنباء، واضعا التحركات التركية في إطار "إعادة الانتشار والتموضع العسكري".

وقال حمادة لـ"عربي21" إن "نقاط المراقبة التركية جاءت وفق تفاهمات سوتشي، لمراقبة وقف إطلاق النار، وتسجيل الخروقات، لكن بتقدم النظام الأخير، فقدت هذه النقاط وظيفتها، أي مراقبة عمليات إطلاق النار".

وأضاف حمادة أن التفاف النظام على هذه النقاط حولها لعبء على الجانب التركي، وتحديدا لجهة إمدادها لوجستيا، موضحا أن "القوات التركية المحاصرة بوضعها الحالي تبقى مشروع رهينة، ولذلك فإن سحبها بات ضروريا".

اقرأ أيضا: نقطة مراقبة تركية جديدة قرب جبل الزاوية الاستراتيجي بإدلب

وحول المناطق التي سيتم نشر هذه النقاط فيها، قال: "المتوقع أن يتم تعزيز خطوط التماس في منطقة جبل الزاوية، وجنوب إدلب، لأن حماية هذه المناطق، وتحديدا المناطق الواقعة إلى الجنوب من الطريق الدولي M4، باتت أولوية"، بحسب تقديره.

وقال حمادة: "طالبت تركيا من قبل بإعادة تفعيل اتفاق سوتشي، ولم يتم الاستماع لذلك من قبل روسيا، لذلك جاء سحب هذه النقاط إلى الخطوط التي رسمها الواقع الميداني من باب الضرورة، بعدما اقتنعت تركيا أنه لا فائدة من بقاء هذه النقاط".

الباحث في مركز "جسور للدراسات"، عبد الوهاب عاصي، اعتبر أن سحب النقاط التركية يؤشر إلى البدء بحل ملف حدود الانتشار العسكري في إدلب، دون أن يعني ذلك بلورة رؤية كاملة حوله، فتركيا تريد ضمان حدود عملية "درع الربيع" كمنطقة آمنة، في حين تدفع روسيا لمنطقة أمنية شمال M4.

وأضاف أنه يمكن قراءة أن الخطوة تعني تمديدا لوقف إطلاق النار في إدلب لـ6 أشهر أخرى، واستمرار التنسيق في ملف مكافحة "الإرهاب"، دون أن يعني ذلك الانخراط في جهود عمل مشتركة كبديل عن الجهود المستقلة التي تقوم بها تركيا.

وقال عبر حسابه بقناة "تلغرام" إنه "يُفترض أن تكون هناك مكاسب قد حققتها ‎تركيا، لكن لا يُعرف على وجه اليقين ما هي، سواء شرق الفرات أو غربه، أي ملف المنطقة الآمنة ومنبج وتل رفعت، هذا باستثناء ضمان استمرار وقف إطلاق النار لفترة أخرى، والحفاظ على وتيرة التعاون الثنائي الوثيق على أساس البناء الاستراتيجي".

موقع "نداء سوريا"، أكد نقلا عن مصدر عسكري خاص، أن الجيش التركي سيقوم بسحب أربع نقاط تقع ضمن مناطق سيطرة النظام، وهي نقاط "مورك" و"شير مغار" و"الصرمان" و"معر حطاط"، لافتا إلى أن النقاط المذكورة ستتركز في كل من "كنصفرة" و"قوقفين" في ريف إدلب الجنوبي، وقرية "العنكاوي" في سهل الغاب بريف حماة الغربي.

وبعد تقدم قوات النظام السوري في مطلع العام الجاري، باتت 11 نقطة مراقبة تركية بحكم المحاصرة، وتتعرض باستمرار لعمليات استفزازية من جانب قوات النظام.