هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة تركية، تحركات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه في كل مكان يذهب إليه لا يخفي معارضته لتركيا.
وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن ماكرون يسعى لنقل التوترات من منطقة شرق الأوسط، إلى نطاق أوسع يمتد من لبنان حتى العراق.
وأشارت إلى أنه لا يتردد في إخبار كافة من يلتقيه عن "خريطة الطريق السياسية الجديدة" المبنية على معارضة أنقرة.
وأضافت أن توقيت زيارة ماكرون الثانية إلى لبنان بعد الانفجار، كانت رسالة تاريخية، في ذكرى إعلان الضابط الفرنسي هنري غورو الدولة اللبنانية الكبرى في بيروت قبل 100 عام، فقد كانت فرنسا في ذلك الوقت قوة حماية للمسيحيين في الشرق الأوسط.
وأكدت أنه كجزء من الصراعات في شرق البحر الأبيض المتوسط، التي تهتم بها فرنسا، هو لبنان.
وأضافت أن هناك ترقبا في لبنان، تجاه موقف واشنطن من المبادرة الفرنسية، وكان من المهم بالنسبة للسياسة اللبنانية أن يقوم الممثل الأمريكي ديفيد شنكر، الذي كان قد انتقد سابقا حزب الله بلغة قاسية للغاية، بزيارة لبنان مباشرة بعد ماكرون وإبداء موقفه من الحزب.
اقرأ أيضا: تركيا لماكرون: لا خط أحمر سوى حقوقنا المشروعة بـ"المتوسط"
ولفت إلى أن فرنسا ترى أنه لا يمكن تنحية حزب الله على الهامش في لبنان، مشيرة إلى تصريحات ماكرون في مرفأ بيروت والتي قال فيها إن حزب الله جزء مهم من الشعب اللبناني، مشيرة إلى اجتماع سري عقده ماكرون مع ممثلين من الحزب.
وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة ماكرون إلى لبنان تمنح باريس الفرصة لتكون كبير المفاوضين بين الغرب وحزب الله، مرجحة بالوقت ذاته أن الولايات المتحدة لا تحبذ ذلك، لأنها والاحتلال الإسرائيلي ليسا في وضع يسمح لهما بالتعايش مع الحزب في المنطقة.
وأكدت أنه يجب على السلطات التركية وضع كافة السيناريوهات للأوراق التي تحتفظ بها فرنسا في شرق الأوسط بما في ذلك لبنان.
وأوضحت، أن المطلوب دراسة ورقة موقف الولايات المتحدة من حزب الله، وأي أوراق يمكن أن تفتح بخصوص مناطق الصلاحية البحرية بين الاحتلال الإسرائيلي ولبنان.
وأضافت أنه وبالنظر لديناميات المنطقة، على تركيا عدم تجاهل أن لبنان هو مركز نفوذ آخر لفرنسا في المنطقة، واعتبار باريس له كموقع استراتيجي في مواجهة تركيا في شرق المتوسط.
وأوضحت أن فرنسا كانت تقوم بتشكيل السياسة في سوريا والعراق ولبنان ومصر وأحيانا في المجتمعات المسيحية في الأراضي الفلسطينية، ولكن ماكرون اليوم يوجه رسائل جديدة حول الحريات والحوار والعيش المشترك مستخدما قناعا جديدا.
وتابعت، بأنه على الرغم من أن هذه التحركات مطلوبة في منطقة الشرق الأوسط، لكن اليوم فإن كافة ما يطرحه ماكرون بما يتضمن تسويق جديد لفرنسا تستهدف تركيا.
ولفتت إلى أن ماكرون خلال زيارته للبنان، عمل كأنه "المرشد الأعلى" للديمقراطيات والحريات، مجسدا شخصية "غورو" جديد مقدما المشورة للبنانيين مهددا بفرض عقوبات فرنسية إن لم تكتمل الإصلاحات السياسية والاقتصادية، ومنحهم ثلاثة أشهر لتنفيذ الإصلاحات.
اقرأ أيضا: تركيا تتهم فرنسا بسعيها لإضعاف حلف "الناتو"
وأضافت أنه استخدم سياسة العصى والجزرة مع اللبنانيين، لافتة إلى أن الثقافة الاستعمارية الفرنسية لا يزال تأثيرها في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط.
وأكدت أنه في هذه المرحلة يتعين على أنقرة قراءة الورقة التي يستغلها ماكرون جيدا.
ونقلت الصحيفة، عن مصادر سياسية لبنانية، أنه قبل زيارة ماكرون الأخيرة، وصل وفد فرنسي وعقد اجتماعا أوليا مع المسؤولين اللبنانيين للحصول على تصاريح التنقيب عن النفط والغاز في بعض المناطق البحرية بالجرف القاري للبنان.
وأضافت أنه منذ انفجار مرفأ بيروت، قامت تسع مؤسسات إعلامية ناطقة بالعربية مركزها فرنسا بتهيئة الأرضية من خلال أخبار وبرامج تمدح العلاقات الفرنسية اللبنانية مؤخرا.
وتابعت بأن ماكرون قام بالتوقيعات اللازمة من أجل أنشطة البحث في بعض المناطق المتنازع عليها بين "إسرائيل ولبنان" في السواحل اللبنانية.
وذكرت أن فرنسا تقود معارضة ضد تركيا في الاتحاد الأوروبي من خلال اليونان، ومن ناحية أخرى فهي في سباق تشكيل دول شرق أوسطية مثل لبنان ضد تركيا.
وختمت الصحيفة، أن هذا المحور قد يمتد إلى ليبيا ومصر وإسرائيل والعراق، وبالنظر إلى العلاقة الجيدة بين طهران وباريس منذ الثورة الإيرانية، فقد تكون ضمن هذا المحور.