هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وصل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى دمشق، الاثنين، في أول زيارة له إلى سوريا منذ سنة 2012.
ومن المنتظر أن يلتقي لافروف رئيس النظام السوري بشار الأسد، قبل أن يجتمع بنظيره وليد المعلم.
ووصل في وقت سابق وفد من الحكومة الروسية برئاسة نائب رئيس الوزراء، يوري بوريسوف، والممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، نائب وزير خارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.
وحظيت الزيارة التي يجريها الاثنين، لافروف إلى العاصمة السورية دمشق، باهتمام المراقبين، وسط توقعات بأن تحمل زيارة لافروف التي تعد الثانية منذ اندلاع الثورة السورية، والأولى منذ 8 سنوات، ملفات غير اعتيادية.
وبحسب مصادر "عربي21"، سيبحث لافروف والوفد السياسي والاقتصادي المرافق له، جملة من الملفات، على رأسها الملفات المتعلقة بالوضع الميداني في شمال غرب سوريا، حيث جرى حول هذه المنطقة تفاهمات تركية- روسية، وكذلك ملف "اللجنة الدستورية"، وآخرها الوضع الاقتصادي السوري المتهور.
وحول توقيت الزيارة والملفات التي سيتم بحثها، يرى الكاتب الصحفي المختص بالشأن الروسي، رائد جبر، أنه من الضروري العودة إلى شهر شباط/فبراير 2012، تاريخ الزيارة الأولى لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى سوريا بعد اندلاع الثورة السورية في العام 2011.
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن الزيارة الأولى مهدت للانخراط الروسي الكامل في الملف السوري.
ولذلك، وحسب جبر، فإن من السهل الآن التوقع بأن الزيارة هذه لن تكون عابرة، مضيفا أنه "إن كانت روسيا بغرض إرسال رسائل للأسد، لكانت قادرة على ذلك، من خلال المبعوث الرئاسي الروسي الخاص لها في دمشق، ألكسندر لافرنتيف".
وتساءل، هل باستطاعتنا القول إن هذه الزيارة تحمل تغييرا في السياسة الروسية تجاه الملف السوري؟ وأجاب: "لا أعتقد، عودتنا روسيا على ألا تجري تغييرات في سياساتها الخارجية".
ملفان مهمان
ومن المتوقع، بحسب جبر، أن تكون الزيارة مخصصة لتناول ملفين في غاية الأهمية، الأول اقتصادي، متعلق بالأوضاع الاقتصادية المعقدة السائدة في سوريا، حيث الوضع الإنساني والمعيشي الصعب نتيجة كورونا وتأثيرات عقوبات "قيصر" الأمريكية، حيث تخشى روسيا من انهيار اقتصادي كامل.
وقال إن الزيارة قد تحمل خطة أو ملامح دعم الوضع المعيشي.
أما الملف الثاني، يرى جبر، أن روسيا بصدد وضع ملامح سياسية لتحريك الملف السياسي بشكل جاد، موضحا: "يبدو أن الرؤية الروسية للحل في سوريا قد نضجت، حيث كانت ترى موسكو أن اللجنة الدستورية بوابة للحل السياسي، لكنها اليوم ترى أن تشمل كل الملفات التي ينص عليها القرار الأممي 2254، أي الدستور، والمرحلة الانتقالية، والانتخابات".
اقرأ أيضا: لافروف يستقبل ممثلين عن "قسد" مع وصول وفد تركي
خارطة طريق
وبالبناء على ذلك، يعتقد جبر أن الزيارة ستؤسس لوضع خطة طريق شاملة للتحركات الروسية المقبلة في الملف السوري.
وقال إن "هذه الخارطة تأتي بعد تلقي موسكو رسائل أمريكية واضحة، تجلت في الدعم الأمريكي للمسار السياسي في جنيف، وهو ما تأكد بعد زيارة جيمس جيفري إلى جنيف، قبيل الجولة الأخيرة من محادثات الدستور".
وأكمل بقوله: "يبدو أن الموقف الدولي حيال سوريا نضج بما فيه الكفاية، ويبدو أن إطلاق العملية السياسية بات قريبا".
واستدرك جبر: "لكن كل ذلك لا يعني أن هناك تفاهمات كاملة روسية – أمريكية حول سوريا".
الضغط على الأسد
تقارير صحفية، نقلت عن مصادر في المعارضة السورية، تأكيدها أن لافروف سيضع النظام بمواجهة الحقائق الصعبة التي ترفض دمشق الاعتراف بها، وهي أنه من دون تقديم تنازلات حقيقية على الصعيد الدبلوماسي والسياسي فإن الأمور ستتجه للأسوأ، خاصة مع تصاعد هجمات تنظيم الدولة في البادية، وإعلان الولايات المتحدة تأييدها للموقف التركي في إدلب، الأمر الذي شجع أنقرة على إطلاق تصريحات قوية خلال اليومين الماضيين.
وتابعت المصادر، أن روسيا طلبت من الولايات المتحدة التريث في إصدار الحزمة الرابعة من العقوبات الاقتصادية ضمن قانون "قيصر"، ووعدت بممارسة ضغط أكبر على النظام للانخراط الجدي في العملية السياسية المتعثرة حتى الآن.
من جانبه، ربط الباحث بالشأن السوري، أحمد السعيد بين قدوم لافروف إلى دمشق، والمباحثات التي أجرتها موسكو وأنقرة حول الملف السوري.
وفي حديثه لـ"عربي21"، أشار إلى ما يبدو توافقا روسيا تركيا على النظر بعين الريبة إلى التحركات الأمريكية شرق الفرات، وتحديدا بعد الإعلان عن اتفاق نفطي هو الأول من نوعه بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وشركات أمريكية.
وحسب السعيد، فإن الزيارة تهدف في هذا السياق، إلى تهدئة الأوضاع في إدلب وجعل اتفاق إطلاق النار المنفذ منذ آذار/مارس الماضي مستداما، بما يخدم التحركات الروسية- التركية المشتركة في منطقة شرق الفرات.
يذكر أن الوفد الروسي، سيكون برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف، حيث سيلتقي الوفد خلال الزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد، وعددا من المسؤولين، وفق ما أكدت صحيفة "الوطن" الموالية.
وأشارت إلى أن وزير الخارجية الروسي ومعاونه ميخائيل بوغدانوف من ضمن الوفد، موضحة أنه سيُعقد في ختامها مؤتمر صحفي مشترك بين لافروف ووليد المعلم، وزير خارجية الأسد.