سياسة عربية

معهد استراتيجي يحذر من المس بتفوق إسرائيل العسكري

ترفض إسرائيل أن تشتري الإمارات طائرات "أف 35" - جيتي
ترفض إسرائيل أن تشتري الإمارات طائرات "أف 35" - جيتي
 حذر معهد إسرائيلي مهتم بالدراسات الاستراتيجية، من المس بالتفوق العسكري النوعي لجيش الاحتلال، مشددا على وجوب منع بيع طائرات "أف 35" لدولة الإمارات، التي أعلنت قبل أيام عن اتفاق تطبيع مع "تل أبيب".

واعتبر معهد السياسة والاستراتيجية في المركز متعدد المجالات في هرتسيليا، في تقرير له، أعده رئيس المعهد الجنرال عاموس جلعاد، أن "اتفاق التطبيع من الإمارات، هو إنجاز تاريخي، واستراتيجي ودراماتيكي، وبذلك تصبح منظومة العلاقات التي تجري من تحت الطاولة؛ زواجا علنيا".

ونوه أنه "يوجد لإمارة أبوظبي مفهوم أمني بالغ الأثر، والذي على أساسه أقيم جيش وسلاح جوي قويان، حيث تزودت الإمارات بمنظومات سلاح وطائرات هي من الأكثر تطورا في العالم، وأولا وقبل كل شيء؛ هي من إنتاج الولايات المتحدة".

وزعم الجنرال جلعاد وهو المدير السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الحرب الإسرائيلية، أن "إسرائيل والدول العربية بما فيها الإمارات، تتقاسم نظرة مشتركة تجاه إيران؛ كعدو استراتيجي ووجودي"، لافتا أن "طهران من جهة، تستخلص فضائل اقتصادية في علاقاتها الاقتصادية مع الإمارات، وبالمقابل، لم يعد سرا أن إيران كان يسرها أن تسيطر على الدول العربية على طول الخليج".

وذكر أن "إسرائيل بمفهوم الأمن القومي لديها، فإنها ملزمة بأن تستثمر جهدا جبارا في تطوير وتعميق علاقاتها الأمنية وغيرها مع الدول العربية، ونجاحنا في هذا المجال يساعد على تركيز الجهود على التهديد الإيراني تجاه إسرائيل".

ورأى أنه "بعد أن جربت الدول العربية وفشلت في حروب إبادة إسرائيل، استنتجت؛ أنه لا توجد إمكانية لهذا، ومن الأفضل التعاون معها في جملة من المجالات، وعلى رأسها الأمني، العسكري والسياسي".

وفي ظل هذا الواقع، حذر المعهد في دراسته من أن "تنسى إسرائيل ولو للحظة صغيرة، بأن تضعضع القوة الإسرائيلية، من شأنه أن يسحب البساط من تحت أقدامها في المدى البعيد، وعليه فقد نشأ ارتباط مثير للاهتمام وهام مع الولايات المتحدة، التي تعهدت وتواصل التعهد بحفظ التفوق العسكري النوعي لإسرائيل؛ وهذا يندرج عميقا في القانون الأمريكي الذي يلزم واشنطن بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل".

والمعنى العملي لذلك بحسب الجنرال، أن "الولايات المتحدة تمتنع كسياسة، ملزمة بها حسب القانون، عن بيع منظمات سلاح متطورة وذكية للدول العربية، حتى عندما ترتبط تلك الدول بعلاقات سلام مع إسرائيل، وطائرات "إف35" التي تزود بها سلاح الجور الإسرائيلي، مثال على ذلك".

ولفت إلى أن "الحديث في واقع الأمر، يدور عن منظومات قتالية ذكية متعددة الأبعاد، تمنح إسرائيل تفوقا ساحقا، إلى جانب عناصر قوة أخرى"، لافتا إلى أن "واشنطن قررت، بأنه ليس في نيتها بيع هذه الطائرات للدول العربية، رغم الإغراء الاقتصادي لعمل ذلك".

وأضاف: "يُعرف في عالم الاستخبارات مبدآن؛ نوايا الطرف الأخير وقدراته".

على سبيل المثال، ذكر الجنرال، أن "تركيا كانت دولة قريبة من إسرائيل، وهي اليوم خصم استراتيجي، إيران كانت صديقة الروح لإسرائيل واليوم عدو مرير وخطير"، منوها إلى أن "عبد الفتاح السيسي أنقذ إسرائيل من تهديد استراتيجي واسع وعظيم، بعد أن فازت جماعة الإخوان المسلمين بالحكم".

وقال جلعاد: "في محادثات لي مع نظرائي العرب، سُئلت غير مرة؛ لماذا تعارض إسرائيل تعادل القوة مع الدول العربية؟ ولماذا تحرص على التفوق النوعي؟ وكان الجواب دوما؛ كلما حافظنا على تفوقنا النوعي، يتعمق الاستقرار وحصانة السلام بيننا".
التعليقات (0)