سياسة عربية

صحيفة لبنانية: إغراءات أمريكية لحكومة بلا حزب الله وباسيل

ماكرون يقود اتصالات مع حزب الله رغم انتقادات أمريكية بحسب الصحيفة- جيتي
ماكرون يقود اتصالات مع حزب الله رغم انتقادات أمريكية بحسب الصحيفة- جيتي

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن اللقاء الأخير بين حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني، أكد على أنه لا انتخابات نيابية مبكرة ولا حكومة حيادية، ضمن ثوابت ما اتفقت عليه الأطراف.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك عقبات أمام حكومة الوحدة الوطنية، في ظل رفض واشنطن حكومة يمثل فيها حزب الله، وتضم جبران باسيل، بانتظار وساطة الرئيس إيمانويل ماكرون.

ولفتت إلى أن استقالة الحكومات تعني الدخول في مرحلة الانتظار السلبي، خصوصاً أن الوصول إلى اتفاق حول حكومة جديدة، في الظروف العادية، يستغرق شهوراً عدة. فكيف إذا كانت اللحظة كارثية والانهيارات المالية والاقتصادية شاملة، والمناخ الدولي إلى مزيد من الاستثمار في الساحة اللبنانية؟

ورأت الصحيفة أن الاستقالة جاءت، كما لو أنها تمهيد لتشكيل حكومة سياسية تتيح للمنظومة الحاكمة العودة إلى سابق عهدها وممارسة سلطتها بالأصالة، قبل أن تصطدِم بمؤشرات تشي بأن الطريق غير معبد بالكامل، رغم الحركة الفرنسية المستمرة.

وكشفت عن أن ماكرون تواصل مع الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، وكل من سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع، وأبلغهم بإصراره على وقف الاستقالات من مجلس النواب، مؤكداً أن "الأولوية لتشكيل حكومة وليس إجراء انتخابات نيابية مبكرة"، وشدد على "ضرورة مشاركة الجميع فيها وإقناع الحريري بهذه المهمة".

وبحسب مصادر للصحيفة في العاصمة الفرنسية فإن عودة الحريري، على رأس الحكومة تحظى بدعم أميركي فرنسي إماراتي مصري، فيما تتخذ الرياض موقفاً محايداً. إذ لا تعارض عودة رئيس تيار المستقبل إلى السراي، لكنها لا تريد أن تلزم نفسها بما لا تريد أن تلتزمه. كما أن السعوديين مستفَزون مما يرونه محاولة أمريكية فرنسية لإعطاء دور أكبر للإمارات في الملف اللبناني.

وبحسب المصادر نفسها فإن الأمريكيين "باتوا مقتنعين بتغيير استراتيجيتهم في لبنان، وهو ما ينعكس في إيفاد نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل إلى بيروت، وإبعاد مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد شنكر، الأكثر تشدداً عن الملف، على أن يخوض هيل مفاوضات مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل لتليين مواقفه من تأليف الحكومة مع التهويل عليه بسيف العقوبات".

 

اقرأ أيضا: جهات لبنانية تتبادل إلقاء المسؤولية بعد الكارثة.. ووثائق


ولفتت إلى أن "المعلومات تفيد، بأن هيل يحمل معه طلباً أمريكيا مباشراً يتعلق بإنجاز ترسيم الحدود البحرية مع فلسطين المحتلة، ومحاولة الحصول على ضمانات بعدم قيام حزب الله بأعمال جديدة ضد العدو الإسرائيلي، وتعزيز (بدل تعديل) مهمات اليونيفيل.

 

وفي المقابل، يتحدثون عن حزمة إغراءات، تتمثل في مساعدة عاجلة من صندوق النقد الدولي بقيمة 10 مليارات دولار، والبحث مع الأوروبيين لمنح لبنان قروضاً وهبات تصل إلى أكثر من 25 مليار ليرة بفوائد معدومة شرط الإشراف على عملية الإصلاحات.

 فيما أخذ الفرنسيون على أنفسهم مهمة التحاور مع حزب الله مع قناعتهم بامكان التوصل الى حلول رغم التحذيرات الأمريكية من مخاطر الفشل.

وقالت الصحيفة إنه وبحسب المعلومات، وُضعت "القوات اللبنانية" في أجواء عدم الممانعة الأميركية السعودية لعودة الحريري، لكن واشنطن والرياض لا تريدان حكومة يشارك فيها حزب الله وباسيل، والرئيس الفرنسي ملتزم التواصل معهما لإقناعهما بالأمر. وهذا الجو أصاب فريق الرابع عشر من آذار بالخيبة، بعدما تأكد بأن الخارج لا يريد إسقاط العهد والمجلس النيابي، وهو مصرّ على إطلاق دورة الحياة السياسية في البلاد.

وفي إطار تسارع الحركة الدولية والعربية تجاه لبنان، قالت مصادر مطلعة إن "القطريين إتصلوا بعون ورئيس الحكومة المُستقيل، وأبدوا استعداداً لإعادة إعمار المرفأ والإستثمار فيه، بعدَ ورود أخبار عن اقتراح مماثل تقدمت به دبي بواسطة الأمريكيين والفرنسيين" بحسب ما قالته الصحيفة.

وتنقل المصادر عن السفيرة الأميركية دوروثي شيا قولها إنه "في حال سارت خطة ماكرون كما هو مرسوم لها، وتجاوبت القوى السياسية اللبنانية معها، فإن بلادها ستساعد على بناء معامل الكهرباء سريعاً"، كما لفتت المصادر بأن مصر تعمَل على الإتجاه ذاته.

وقالت الصحيفة إنه رغم ذلك، فإن لقاء عين التينة الثلاثي، بحسب المصادر، لم يتطرق الى الأسماء مع أن الحريري، ضمناً، على رأسها، ولا إلى التفاصيل، وذلك في انتظار أن يحوز الأخير ضوءاً أخضر سعودياً يسمح له بالعودة الى السراي.

التعليقات (0)