هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تباينت ردود فعل الأحزاب التونسية، الثلاثاء، من إعلان رئيس الحكومة المكلف، هشام المشيشي، بتشكيل حكومة كفاءات (تكنوقراط)، مبتعدا عن الأحزاب التونسية.
والتقى المشيشي بعض الأحزاب التونسية بشكل منفصل، واستمع إليهم ولردود فعلهم من إعلانه نيته تشكيل "حكومة تكنوقراط"، ويعتزم استكمال اللقاءات الحزبية يوم غد أيضا.
وترصد "عربي21" ردود فعل أبرز الأحزاب في البرلمان من خطوة المشيشي، وفق تصريحات لها في مواقع وصحف وإذاعات محلية:
التيار الديمقراطي: مشهد معقد
من جهته، انتقد رئيس الكتلة الديمقراطية والقيادي في التيار الديمقراطي، هشام العحبوني، خطوة المشيشي، معتبرا ما حصل ترذيلا للعمل الحزبي، معتبرا أن هذا الخيار مضر بالمسار الديمقراطي.
وقال: "الحل في حكومة مثل الحكومة الحالية التي لم يكن لديها إشكالات داخلها بين الوزراء، ولديها حد أدنى من الانسجام بين مكوناتها".
وأكدت النائب عن حزب التيار الديمقراطي، منيرة العياري، أن قرار المشيشي "لا يعبّر عن الديمقراطية".
وأوضحت العياري، أنّ هذا القرار يستثني الأحزاب السياسية التي اختارها الشعب لتمثيله في الحكم عبر المشاركة في تسيير شؤون البلاد، ويقصيهم من العملية السياسية كلها، وفق تعبيرها.
وأضافت أنّ الفترة الحالية التي تمر بها البلاد تتطلب تظافر الجهود، وتستوجب أن يلعب الفاعلون السياسيون بشكل خاص دورهم في إنقاذ تونس من الأزمات التي تمر بها.
وشدّدت العياري على أنّ تكوين حكومة كفاءات مستقلة سيعقّد مسألة تحديد المسؤوليات ومحاسبة من أخطأ، وفق تقديرها.
حركة الشعب: حكومة خوف
واعتبر النائب والقيادي في "حركة الشعب"، زهير المغزاوي، أنّه "لا توجد ضمانات لنجاح حكومة كفاءات مستقلة، في ظل النظام السياسي الموجود في تونس".
وأضاف أنه "حتى وإن مرت في البرلمان، فستكون حكومة الخوف من حل المجلس، ولن تضمن استمراريتها وتمرير قوانينها".
وقال المغزاوي إنّ المكلف بتشكيل الحكومة أكّد خلال اللقاء الذي جمعه بممثلي الكتلة أنه سيفكر في كيفية إيجاد صلة للحكومة المرتقبة بالأحزاب.
النهضة: الحوار متواصل
وعلى الرغم من أن موقف حركة النهضة واضح بمعارضة حكومة كفاءات بعيدا عن الأحزاب، أكّد رئيس كتلة حركة النهضة في البرلمان نور الدين البحيري أن "الحوار متواصل".
وقال: "تم إبلاغ المشيشي أسس قرار مجلس الشورى الداعي إلى قرار تشكيل حكومة وحدة وطنية سياسية ذات حزام سياسي وبرلماني واسع تراعي التوازنات البرلمانية".
وأكّد أن "اللقاء كان فرصة أوضح من خلالها المشيشي إعلانه اختيار حكومة تكنوقراط، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على مواصلة المشاورات من أجل التوصل إلى خيارات تخدم البلاد، وتعجل في تشكيل الحكومة".
وقال البحيري في تعليقه على قرار المكلف بتشكيل الحكومة: "دعها حتى تقع.. والحوار ما زال متواصلا، والحكومة لم تتشكل بعد".
قلب تونس: إرادة الرئيس
من جانبه، قال الناطق الرسمي باسم "قلب تونس"، محمد الصادق جبنون، الثلاثاء، إن حزب قلب تونس توقّع منذ البداية أن المكلّف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي سينتهج هذا المسار في تكوين حكومته.
وقال إن ذلك يأتي "نظرا إلى أن هناك اختلافا جوهريا في الرؤى حول دور الأحزاب السياسية وفاعليتها تجاه تشكيل الحكومة من جهة، وإدارة الشأن العام من جهة أخرى".
وأكد جبنون أن "الرئيس سعيّد يرى أن الأحزاب ليست هي التي تقوم بالدور الفاعل في تشكيل الحكومة وفي البرلمان".
واعتبر أنّ "تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة هو ترجمة لإرادة رئيس الجمهورية سعيّد"، موضحا أن "سعيّد لديه قراءة خاصة للدستور، يرى من خلالها أن الأحزاب ليست هي التي تقوم بالدور الفاعل في تشكيل الحكومة وفي البرلمان"، وفق تعبيره.
وتابع الناطق باسم قلب تونس: "نحن في قلب تونس نرى أن الأحزاب هي التي عليها تحمل مسؤولية إدارة الشأن العام، وأن الحكومة في حاجة إلى أرضية سياسية قوية تدعمها، وذلك لضمان أكبر نسبة لفرص النجاح ولتحقيق أهداف العمل الحكومي في أسرع وقت ممكن".
وأفاد الصادق جبنون بأنه من المتوقع أن يجتمع المكتب السياسي لقلب تونس، خلال هذا الأسبوع، لإعطاء موقفه الرسمي من ذلك، مؤكّدا أن الحزب سيتفاعل مع قرار المشيشي؛ إثر اجتماع هياكله، والاطّلاع أكثر على محتوى برنامج هذه الحكومة.
الدستوري الحر يرحب
وأفاد حزب "الدستوري الحر" عبر صفحته الرسمية في ''فيسبوك''، الثلاثاء، بأنّه على إثر تصريح رئيس الحكومة المكلف بقراره تكوين حكومة كفاءات مستقلة تماما، قرّر الحزب المشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة.
وأكد أنه "سيكون في الموعد المحدّد صباح الأربعاء؛ للقاء هشام المشيشي، والإدلاء بمقترحات الحزب ورؤيته المستقبلية".
تحيا تونس يساند المشيشي
بدوره، قال النائب عن "تحيا تونس"، مروان فلفال، الثلاثاء، إنّ حركة "تحيا تونس" تساند التوجه الذي اختاره المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي بخصوص قراره تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة.
واستذكّر بأن حزبه سبق أن طالب بذلك خلال المشاورات مع المشيشي.
ولفت إلى أنّ "تونس في حاجة إلى حكومة إنجاز بعيدة كلّ البعد عن التجاذبات السياسية".
وقال الفلفال: "المشيشي هو الوحيد المسؤول عن تشكيل هذه الحكومة ونجاحها أو فشلها مرتبط به وحده".
وأضاف أن "المشهد السياسي اليوم بما فيه من تشتت وتجاذبات وخصومات يصعب مهمة تكوين حكومة متجانسة ومتضامنة"، مستدركا القول: "لا نقصد ههنا أن دور الأحزاب سيُلغى أو ينتفي، فالأحزاب موجودة في البرلمان وتشتغل"، حسب تعبيره.
وأكّد مروان فلفال أنّ "الخيار الأفضل هو تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة بدعم من الأحزاب"، وفق تقديره.
وختم القيادي بتحيا تونس حديثه بالقول إن "الحركة تريد حكومة تستجيب لضرورات الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب وتركز على الإنجاز، بعيدا عن كلّ ما من شأنه أن يعكر صفو عملها من ضغوط وتجاذبات سياسية".
وتحتاج حكومة المشيشي لتنال الثقة إلى أصوات 109 نواب من أصل 217 عدد أعضاء المجلس.
وفي حال اختار المشيشي تشكيل حكومة كفاءات، قال الهاروني، إن "مجلس شورى النهضة سيجتمع حينها لاتخاذ الموقف المناسب؛ بحثا عن مصلحة البلاد".
وفي 25 تموز/ يوليو، كلف الرئيس التونسي، قيس سعيد، المشيشي بتشكيل الحكومة الجديدة خلال شهر واحد، بداية من 26 تموز/ يوليو الماضي.
وفي ما يأتي استعراض لتركيبة البرلمان التونسي:
كتلة حركة النهضة - 54 نائبا
الكتلة الديمقراطية - 38 نائبا
كتلة قلب تونس - 27 نائبا
كتلة ائتلاف الكرامة - 19 نائبا
كتلة الحزب الدستوري الحر - 16 نائبا
كتلة الإصلاح الوطني - 16 نائبا
الكتلة الوطنية - 11 نائبا
كتلة تحيا تونس - 11 نائبا
كتلة المستقبل - 9 نوّاب
غير المنتمين - 16 نائبا.