نشر موقع "
سي بي سي" تقريرا، تحدث فيه عن
مدى إمكانية العدوى بمرض كوفيد-19 عبر الأسطح.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"
إن تعقيم المشتريات، ومسح العبوات، وتطويق الملاعب، جميعها أساليب أصبحت شائعة لتجنب
الإصابة بفيروس كورونا في بداية الجائحة، ولكن قد لا ينتقل الفيروس بسهولة على
الأسطح كما كنا نعتقد، ويقول الخبراء إنه قد حان الوقت لتغيير تركيزنا على كيفية
حماية أنفسنا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنه حتى الآن لم ترد
"تقارير محددة" تشير إلى أن فيروس كورونا يمكن أن ينتقل بشكل مباشر من
خلال ملامسة الأسطح الملوثة، على الرغم من أن الأبحاث أظهرت بأن الفيروس يمكن أن
يعيش على الأسطح لعدة ساعات و حتى أيام.
وعلى الرغم من عدم وجود أدلة ملموسة على انتقاله
عبر الأسطح، لا تزال منظمة الصحة العالمية تضع "الأسطح الملوثة" طريقة انتقال محتملة" لفيروس كورونا.
لكن الخبراء من عدة تخصصات غير مقتنعين، ويحذر
البعض من أن التركيز على الأسطح مبالغ فيه.
وقال إيمانويل غولدمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة
في كلية الطب بجامعة "روتجرز"، في مقال في مجلة "لانسيت"، إن خطر الإصابة
بفيروس كورونا من الأسطح "مبالغ فيه".
وقال لشبكة "سي بي سي" إن "الأسطح
ليست ذات مخاطر كبيرة، وليست حتى قابلة للقياس".
وقال غولدمان إن الأدلة على العدوى من الأسطح
استندت إلى تجارب معملية كانت غير واقعية عند مقارنتها بمواقف الحياة الحقيقية، حيث
استخدمت كميات كبيرة جدا من الفيروس لاختبار ما إذا كان بإمكانه البقاء على قيد
الحياة لفترات طويلة من الزمن.
وقالت لينسي مار، خبيرة في انتقال الفيروسات في "فيرجينيا
تكنولوجي": "أعتقد أن خطر انتقال العدوى من الأسطح الملوثة أصبح أقل مما
كان عليه في وقت سابق، وقالت إنه من أجل الإصابة بفيروس كورونا من سطح ملوث، يجب
على الشخص نقله إلى أصابعه، وبعدها يحتاج للبقاء لفترة طويلة بما يكفي لدخول الجسم
عن طريق لمس العين أو الأنف أو الفم".
وأضافت:" يجب أن يكون لديك الكثير من
الفيروسات حتى تصيبك بالعدوى".
وأشار المتخصص في الأمراض المعدية الدكتور زين
تشاغلا: "الفيروسات تصيب الخلايا البشرية، وبمجرد مغادرتها المضيف البشري والدخول
إلى حيز البيئة، تصبح عديمة الاستقرار والفعالية".
وقال يوجين شودنوفسكي، أستاذ الفيزياء في جامعة "سيتي"
في نيويورك، الذي ركزت أبحاثه على انتشار الفيروس، إن خطر العدوى من سطح مثل مقبض الباب يعتمد حقا على الظروف".
وقال:" إذا لمس مقبض الباب عدد قليل من
الأشخاص في غضون ساعة، فمن غير المحتمل أن يحتوي على جرعة معدية من الفيروس".
"ولكن
إذا كان هذا الباب يفتح كل بضع ثوان، ولفترات طويلة من الوقت، وكان هناك عدد كبير
من المصابين بالفيروس، فيمكن أن يتراكم على المقبض قدر كبير من الفيروس".
وقال إرين بروماج، أستاذ علم الأحياء في جامعة "ماساتشوستس"، إن أحد الأسباب التي تجعلنا نفتقر إلى الأدلة على إمكانية الإصابة بفيروس كورونا
من الأسطح هو صعوبة تتبع الأمر، مضيفا: "عندما تبدأ بسؤال مرضى فيروس كورونا
عن الأشخاص الذين قابلوهم أو الأماكن التي كانوا فيها فسيتذكرون، لكن عندما تسألهم
عن الأسطح التي لمسوها، فإنهم لا يتذكرون، ويصبح من الصعب جدا تحديدها".
وقامت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بتحديث
إرشاداتها بشأن النقل السطحي لفيروس كورونا في أيار/ مايو، قائلة: "قد يكون
من الممكن" أن يصاب الشخص بفيروس كورونا من خلال لمس سطح يحتوي على الفيروس، لكنها "ليست الطريقة الرئيسية لانتشار الفيروس".
وقال تشاغلا إن التركيز على التلوث السطحي أثار
أيضا ممارسة شائعة يمكن أن تكون ضارة جدا وهي: ارتداء القفازات أثناء التسوق أو
التبضع.
وقال إن ارتداء القفازات لفترات طويلة أثناء لمس
أشياء مختلفة يمكن أن يؤدي إلى انتقال التلوث كلما طالت مدة ارتدائها، ما يجعلها
أقل فائدة من مجرد غسل أو تعقيم يديك العاريتين بانتظام.