هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
معركة سرت لم تتأخر وأكملنا كافة الاستعدادات
نحاول تجنيب المدينة الدمار والدخول بأقل الخسائر
قصف الوطية لن يغير شيئا من استراتيجيتنا وسنرد بالمثل
حفتر أصبح من الماضي ويجب أن يقدم للعدالة
الموقف الأخلاقي الروسي من الأزمة الليبية "محرج للغاية"
كشف المتحدث العسكري باسم قوات بركان الغضب آخر التطورات والاستعدادات الجارية لاستئناف عملية سرت شرقي العاصمة طرابلس، مؤكدا أن الجيش والقوى المساندة له أنهى كافة الترتيبات اللازمة، وينتظر أوامر التحرك.
وقال مصطفى المجعي في حديث خاص لـ"عربي21"، إن "الاستعدادات مكتملة لسرت وما بعدها (الجفرة)، ونحن الآن بانتظار الأوامر، ولدينا طيراننا، ودفاعاتنا الجوية، ولدينا مقاتلونا، وأتممنا كل الاحتياجات، وبانتظار الأوامر".
إغلاق مناطق بمحيط سرت
ولفت إلى أن الجيش أعلن مناطق بويرات الحسون، وأبو قرين والوشكة (قريبة من سرت) الخميس، مناطق عسكرية مغلقة بهدف تلاشي "أخطاء وقعت من قبل" مشيرا إلى أن إغلاق هذه المناطق "جاء لأسباب ميدانية سنعلن عنها في الوقت المناسب".
وفي رده على سؤالنا حول تأخر المعركة أجاب المجعي: "لا نعتقد أن العملية تأخرت، نحاول تجنيب المدينة الدمار والدخول بأقل الخسائر كما حصل في مدن الغرب الليبي وآخرها ترهونة، كما أن هناك ترتيبات لما بعد الدخول، فلا يمكن أن نسلم المدينة وما بعدها للمجهول بعد تحريرها".
اقرأ أيضا: طرابلس تدعو الاتحاد الأوروبي لتصنيف "فاغنر" مجموعة إرهابية
واستطرد: "الجميع يعلم أن هناك مسارات أخرى خارج الميدان، بعضها سياسي وبعضها مخابراتي، وبعضها اجتماعي، وكل هذا جرى الترتيب له جيدا تمهيدا للتحرك صوب المدينة".
قصف الوطية
وفيما يتعلق بقصف الوطية قبل أيام من قبل طيران داعم لحفتر قال المجعي: "القصف لن يغير شيئا من استراتيجيتنا، نحن نعمل بتخطيط محكم، ونخطط للمفاجآت، ولن يؤثر هذا القصف على عملياتنا الحربية، لكن لنقل إن بنك الأهداف قد يتعدى إلى أماكن لم تكن في خططنا من قبل، فقاعدة الوطية التي ضربت بعيدة عن خطوط المواجهة، وفتح المجال لقصف أهداف بعيدة عن المعارك يعطينا هامشا لنتحرك بالمثل، لأجل الردع ومعاقبة المعتدي".
وحول الاتهامات التي أطلقها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، وقال فيها إن حكومة الوفاق ترفض التوقيع حاليا على وقف لإطلاق النار رد المجعي بالقول: "أظن أن روسيا ترد على التوبيخ الذي تعرضت له في مجلس الأمن، بعد الطلب الصريح لمندوب الحكومة الليبية، حين دعا موسكو لسحب مقاتليها من ليبيا".
وأضاف: "روسيا تعلم تماما من رفض التوقيع، في التاسع من يناير الماضي في موسكو، وفي 19 يناير في برلين، وقبل ذلك رفض كل الدعوات الدولية والأممية لوقف القتال، وأفشل مؤتمر غدامس من قبل، وخرق كل هدنة مؤقتة".
التحيز الروسي
وفي السياق ذاته واصل المجعي حديثه: "ثم إننا لازلنا نواجه ألغامه وألغام فاغنر الروسية على أطراف طرابلس حتى اليوم، ولا تزال تسجل كل يوم أرقام جديدة من الضحايا حيث اقترب العدد من 150 ضحية في شهر".
وشدد على أن روسيا تعلم جيدا من الذي عطل كل الجهود لوقف نزيف الدماء، "لكنه التحيز الأعمى لحفتر، عندما دعمته بالسلاح والمرتزقة ودعمته سياسيا (..)، وأظن أن الموقف الأخلاقي لروسيا محرج للغاية.
اقرأ أيضا: ثروات ليبيا الضائعة.. وأطماع الدول العظمى (إنفوغراف)
وحول مصير حفتر وإمكانية الجلوس معه مجددا قال المجعي: "بالنسبة لنا حفتر أصبح من الماضي، ويجب أن يقدم للعدالة ويعطى الفرصة للدفاع عن نفسه في محاكمة عادلة، فقد أعطي فرصا لا يستحقها، وعهدنا منه كل غدر، ووقف إطلاق النار الذي يطلبه الآن ليس إلا محاولة لالتقاط الأنفاس، وسيعاود الكرّة لو أتيحت له الفرصة".
وأكد أن الحكومة سعت دائما للوحدة بين الليبيين وذهبت في سبيل ذلك إلى باريس وباليرمو وحتى أبوظبي والقاهرة، وعندما حصل العدوان تصدت له، وهزمته، وإذا كان هناك حديث لوقف إطلاق النار
واستئناف الحوار، لا يمكن للمرتزقة أن يكونوا طرفا فيه.
وختم بالقول: "الحكومة تسعى إلى أن يجتمع كل الليبيين بكل مشاربهم وأطيافهم، ليبحثوا مستقبل بلادهم، لا يستثنى من ذلك إلا المتورطين في جرائم الحرب وجرائم تمس بأمن الدولة، وليكن القضاء هو الفيصل".
وشنت قوات حفتر، بدعم من دول عربية وأوروبية، عدوانا على طرابلس، في الرابع من نيسان/ أبريل 2019، ما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب دمار واسع.
وارتكبت قوات حفتر ومليشيات موالية له، بحسب مصادر ليبية رسمية، جرائم الحرب، وجرائم ضد الإنسانية، وإبادة جماعية، خلال هجومه الذي انتهى بخسارته وطرده من الغرب الليبي بالكامل.
كما ارتكبت تلك الميليشيات جرائم أخرى مثل الاختطاف والإخفاء القسري، والتعذيب، وإجبار عشرات الآلاف من السكان على النزوح من بيوتهم.
وحقق الجيش الليبي مؤخرا انتصارات واسعة أبرزها تحرير كامل الحدود الإدارية لطرابلس، وترهونة، وكامل مدن الساحل الغربي، وقاعدة الوطية الجوية، وبلدات بالجبل الغربي.