ملفات وتقارير

ماذا وراء زيارة وفد من الشرق الليبي إلى روسيا؟

الوفد الليبي يضم قيادات عسكرية وسياسية من الشرق- روسيا اليوم
الوفد الليبي يضم قيادات عسكرية وسياسية من الشرق- روسيا اليوم

أثارت زيارة وفد عسكري وسياسي من الشرق الليبي إلى روسيا في هذا التوقيت، مزيدا من التكهنات والتساؤلات عن أهداف موسكو من التدخل في الملف الليبي، وما إذا كانت لا تزال تراهن على ورقة حفتر؟


واستقبلت روسيا وفدا من شرق ليبيا ضم ممثلا عسكريا عن اللواء المتقاعد خليفة حفتر ونائب رئيس برلمان طبرق، ووزير الخارجية في الحكومة غير المعترف بها دوليا لمناقشة عدة ملفات منها المبادرة المصرية الأخيرة ووقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات السياسية طبقا لمخرجات مؤتمر برلين، وفق تصريحات الوفد.


استدعاء أم زيارة؟

 
مراقبون للخطوة رأوا أن الأمر لا يعدو عن كونه استدعاء من قبل موسكو لمعسكر الشرق الليبي من أجل إملاءات جديدة، لكن البعض رأى أنها خطوة للضغط من أجل وقف التصعيد وقبول التفاوض.

 

وفي ظل حالة التقارب والتباعد بين روسيا وتركيا في الملف الليبي وتخوفات حلف "الناتو" من الدور الروسي في ليبيا، تُثار عدة تساؤلات حول هذه الزيارة المفاجئة وغير المعلنة ومنها: ماذا تحمل هذه الخطوة سياسيا وعسكريا الآن؟ وهل تضغط موسكو على الشرق الليبي أم تحاول إحراج تركيا؟


انسحاب تركيا

 
من جهته رأى وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي أن "روسيا الآن أصبحت الجانب الأقوى تأثيرا على ما أسماه "الأطماع التركية" في ليبيا، وأن هناك صراعا مشتركا بينهما في سوريا تميل الكفة فيه إلى روسيا، لذا ستقوم بدور الضاغط على أنقرة.

 

اقرأ أيضا: إندبندنت: هكذا بدا دور المرتزقة في الحرب الأهلية بليبيا

وفي حديث لـ"عربي21" أشار البرغثي إلى أن "روسيا قادرة الآن على إقناع كل الأطراف الليبية من أجل وقف القتال وانسحاب تركيا ومن ثم الجلوس على طاولة المفاوضات"، حسب تقديره.


شكوك وتورط روسي

 
لكن الضابط الليبي السابق وعضو مجلس الدولة حاليا، إبراهيم صهد أكد أن "هذه الزيارة تخلط الأوراق بطريقة مثيرة، فالوفد مختلط بين عسكري وبرلماني مما يضع شكوكا حول ما يقال عن رغبة رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح في التوصل إلى حل سلمي ونبذ الحل العسكري".


وأوضح في حديث لـ"عربي21" أن "هذه الخطوة من قبل الشرق تتيح لروسيا أن تُملي مزيدا من الشروط وقد ينتج عن هذه المباحثات تورط روسي أكبر، لقاء ارتهانات أكبر سواء في مقدرات ليبيا أو ترابها أو الإثنين معا، وهذا سيزيد في تعقيد الأوضاع وقد يقود إلى تشجيع تشتت وتشظي "ليبيا"، كما قال.


تراجع دور حفتر سياسيا


الكاتب والمدون من الشرق الليبي، فرج فركاش أوضح أن "الجديد في الأمر هو اقتناع الطرف السياسي الداعم لحرب حفتر على العاصمة أخيرا بالحل السياسي وليس العسكري ولعل تقدمات قوات الوفاق بدعم من تركيا على حساب تراجع قوات حفتر المدعومة بالوكالة من روسيا كان لها الفضل في ذلك".

 

اقرأ أيضا: روسيا تبحث عن بديل لحفتر يناسب تركيا.. وعينها على النفط

وأضاف: "والجديد أيضا هو تواصل موسكو بالطرف السياسي من الحكومة المؤقتة (غير معترف بها) ومن نواب طبرق وتراجع دور حفتر السياسي وهذا واضح من خلال تواصل لافروف بعقيلة وإعطاء نوع من الدعم لمبادرته الأخيرة، ولعل هذه الزيارة تأتي في إطار التحضير لجلوس الجانب الروسي قريبا مع الجانب التركي للاتفاق حول موضوع وقف إطلاق النار وموضوع سرت والجفرة"، كما قال لـ"عربي21".


مرتزقة فاغنر

 
في حين أكد الناطق السابق باسم قوة حماية وتأمين سرت التابعة لحكومة الوفاق، طه حديد أن "ذهاب وفد حفتر من جديد إلى روسيا يؤكد أن الأخير لا قيمة له بدون مرتزقة فاغنر، والذي انهارت قواته في الغرب الليبي بعد هروب هؤلاء المرتزقة، لذا كلمة السر في الزيارة هي "فاغنر"".


وتابع خلال حديثه لـ"عربي21" أنه "بعد توالي خسائر حفتر ربما تبحث روسيا الآن عن شريك آخر لها في الشرق وخاصة أن الجميع يؤكد بأن حفتر لن يكون طرفا في أي حوار قادم، وأيضا عقيلة صالح يبحث عن مؤيد وداعم لمبادرته فلربما يجد حاجته في موسكو التي لا تريد أن ينهار الشرق الليبي لذا تبحث عن شخصية توافقية لديهم بديلا عن حفتر الذي أصبح غير مقبول محليا ودوليا"، حسب رأيه.

التعليقات (0)