هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ذكرت صحيفة تركية، أن السعودية تسعى لتحسين صورتها دوليا عبر الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنها قد تتحول لمصدر تهديد إقليمي ثان بالمنطقة بعد إيران.
وقالت صحيفة "خبر ترك" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن هذا العام هام جدا بالنسبة للسعودية التي ستتولى رئاسة مجموعة العشرين بعد تسلمها من اليابان.
وأوضحت، أنه بعد الانتقادات الموجهة لها بسبب الحرب باليمن، ومقتل الصحفي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده بإسطنبول، تهدف السلطات السعودية، بتحسين صورتها على الساحة الدولية من خلال رئاستها لمجموعة العشرين.
وأضافت، أنه من أجل ذلك، دفعت الرياض لجماعات الضغط، مبالغ مالية تجاوزت الـ4 مليارات دولار، لكن تفشي فيروس كورونا وانخفاض أسعار النفط، وجها لها ضربة مزدوجة، بالوقت الذي تعاني فيه من أزمة اقتصادية، وفقدان للنفوذ السياسي.
وأشارت إلى أنه على الرغم من الأزمة الاقتصادية، والأجواء السلبية التي تحيط بالعالم بسبب أزمة كورونا، فإن الرياض تواصل شراء كميات ضخمة من الأسلحة من الولايات المتحدة، وبالوقت الذي قد تلحق فيه الجائحة أضرارا بمكة والمدينة المنورة. وموسم الحج الذي يشكل مصدرا هاما من مصادر إيرادات الاقتصاد السعودي.
اقرأ أيضا: ماذا فعل بومبيو لتسريع صفقة أسلحة للسعودية؟
ولفتت إلى أن الرياض لإعادة اعتبار مكانتها السياسية في العالم الإسلامي، فقد تراجع دورها في الوقت الحاضر خلافا لما كانت عليه بالماضي، كما أن علاقتها مع روسيا والولايات المتحدة معرضة للخطر.
وتابعت الصحيفة، بأن الدور التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، سلب من السعودية قيادة العالم الإسلامي على مدار السنوات الخمس الماضية.
ورأت أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تسبب بردود فعل غاضبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، بسبب التوتر الناجم عن سياسة النفط بالأشهر الماضية، بحاجة إلى موسكو وواشنطن لإخراج إيران من سوريا ولإبقائها تحت السيطرة في الخليج الفارسي، وعلى الرغم من ذلك، فقد قامت الولايات المتحدة بسحب صواريخ الباتريوت من السعودية في نيسان/ أبريل الماضي.
وأضافت أن الرياض تتساءل، عن ما إذا كان ترامب سيضع تهديداته ضد إيران موضع التنفيذ.
لماذا تتسلح السعودية؟
ولفتت إلى أن هناك إدعاءات بأن محمد بن سلمان، يستعد للاستثمار بصناعة الأسلحة، وإن كان ذلك على حساب "رؤية 2030" التي تهدف للحد من الاعتماد على النفط وتنويع اقتصاديات البلاد، وتطوير قطاعات الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة.
وتساءلت الصحيفة، عن ما إذا كانت ستتحول السعودية لتشكل تهديدا إقليميا بالمنطقة بعد إيران.
اقرأ أيضا: هل تتخلى السعودية عن صفقات السلاح الجديدة بعد أزمة كورونا؟
وأضافت أن الكثير من الشخصيات تشكك في توقيت بيع إدارة ترامب قنابل عالية الدقة بقيمة 500 مليون دولار إلى السعودية، مشيرة إلى أن ذلك قد يصاحب توترا بين البيت الأبيض وأعضاء مجلس النواب.
ولفتت إلى أن قرار ترامب ببيع الأسلحة للسعودية، جاء بالتزامن مع تمرير صفقة أسلحة بقيمة 8.1 مليار دولار للسعودية والإمارات من الشهر ذاته من العام الماضي.
وأشارت إلى أن الصفقة إذا تحققت أيضا هذه المرة، فإن السعودية سوف تحصل على 7500 من قنابل الطائرات "بافواي IV" عالية الدقة والمصنعة في شركة "رايثيون"، منوهة إلى أن الرياض اشترت بالفعل 60 ألفا من القنابل الموجهة عالية الدقة بموجب صفقة 2019.
ونقلت الصحيفة عن مصادر، أن عرض البيع يتضمن أيضا منح رخصة لشركة رايثيون، لإنتاج نسخ سابقة من قنابل "بافواي" في السعودية، ما يعني انتقال الإنتاج بالإنابة من الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط، ما يزيد من احتمال قيام السعوديين ببيع هذه الأسلحة إلى دول أخرى.
ووفقا لعضو في النواب الأمريكي تحدث للصحيفة التركية، فإن الكونغرس يفحص مبيعات أسلحة أخرى لدول الخليج، بما في ذلك بيع طائرات مسيرة من نوع "بريداتور" إلى الإمارات.
وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك قد يعطي دفعة في "العلاقات القذرة" بين إدارة ترامب والسعودية والإمارات في المنطقة.
ولم تستبعد الصحيفة، أن تقوم الإمارات والسعودية، بمنح مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أسلحة أمريكية اشترتها للقتال ضد المصالح التركية في ليبيا، ما يؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة.