هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا رصدت فيه تنامي نفوذ الجماعات الجهادية وتصاعد هجماتها في توغو وبنين وغانا وكوت ديفوار، وتحوّل المحميات الطبيعية في هذه الدول إلى ملاذات آمنة ومصادر تمويل للمسلّحين المرتبطين بالقاعدة وتنظيم الدولة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الجماعات الجهادية التي عُرفت في السنوات الماضية بنشاطها في مالي والنيجر وبوركينا فاسو، فتحت جبهات جديدة وكثّفت هجماتها في دول خليج غينيا بشكل يضع منطقة الساحل الإفريقي أمام خطر كبير.
وفي إطار جهود دول الساحل للحد من خطر المنظمات الجهادية المرتبطة في معظمها بجماعة أنصار الإسلام التابعة للقاعدة وتنظيم الدولة في الصحراء الكبرى، شهد متنزه كوميه الوطني في شمال كوت ديفوار قبل أيام قليلة عملية عسكرية مشتركة بين الجيشين الإيفواري والبوركيني أسفرت عن مقتل 8 عناصر واعتقال 38 مشتبها بهم وضبط كمية من الأسلحة والذخائر.
وعلّق الجنرال لاسينا دومبيا، رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الإيفواري قائلا: "هذه ليست سوى البداية. لقد نجح الإرهابيون في توحيد صفوفهم".
وأوضحت الصحيفة أن عددا من المحميات الطبيعية والغابات في كوت ديفوار وغانا وتوغو وبنين أصبحت تشكل في السنتين الماضيين ملاذات آمنة للجماعات الجهادية ومنطلقا لتنفيذ الهجمات في منطقة الساحل الأفريقي.
اقرأ أيضا : قتال ومعارك بين "القاعدة وتنظيم الدولة" بالساحل الأفريقي
وشهدت المنطقة الحدودية بين توغو وبوركينا فاسو في شباط/ فبراير 2019 اغتيال مواطن إسباني، وبعدها بثلاثة أشهر وقع اختطاف سائحين فرنسيين وقتل مرشدهما في متنزه بينجاري الوطني في بنين.
ونقلت الصحيفة عن لوري آن ثيرو بينوني، مديرة معهد الدراسات الأمنية في داكار قولها إن دول الساحل تشكل منطقة عبور وتمويل وتسليح للجماعات الجهادية.
وبحسب المركز، تحصل الجماعات المتطرفة على عوائد كبيرة من بيع الذهب المستخرج في المناطق التي تقع تحت سيطرتها، ومن صيد الحيوانات والاتجار بها بطرق غير مشروعة.
وأكدت الصحيفة أن تنامي نفوذ الجماعات المسلحة في توغو وبنين وغانا وكوت ديفوار، يعود أساسا إلى سهولة التنقل بين هذه الدول، وإلى الضغط الكبير الذي شكلته عليها العمليات المشتركة بين قوات مجموعة الساحل الخمس في مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
وكانت بنين وبوركينا وغانا وكوت ديفوار وتوغو قد أطلقت في أيلول/ سبتمبر 2017 مبادرة أكرا التي تهدف لمواجهة التطرف والحد من استقطاب الجماعات المسلحة للسكان المحليين، وإلى مكافحة الجريمة المنظمة التي تشكل مصادر تمويل رئيسية لتلك الجماعات، وقد انضمت مالي والنيجر لاحقا إلى هذه المبادرة.
وفي المقابل، عملت الجماعات الإرهابية خلال الفترة الماضية - كما تقول الصحيفة - على إعادة تنظيم صفوفها وتعزيز قوتها في مناطق جديدة، وقد تمكنت من تحقيق اختراقات في توغو وبنين وغانا وكوت ديفوار، حيث استطاعت أن تقوم بعمليات تجنيد في صفوف الفئات الأكثر فقرا، وطورت أنشطتها غير المشروعة لتوفير الأموال، ونجحت في تنفيذ عدد من عمليات الخطف والهجمات على مواقع عسكرية ومدارس ومراكز صحية.