هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا قالت فيه إن سجناء من العائلة المالكة في السعودية وحلفاء لهم يخططون للاستعانة بتأثير من واشنطن لمواجهة تصرفات ابن سلمان.
وقال كينث فوغل، وبن هبارد، في تقريرهما الذي ترجمته "عربي21" إن بعض الأمراء السجناء يحاولون الحصول على مساعدة جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة ممن لديها صلات مع إدارة ترامب.
وأضافت الصحيفة أن التطور غير العادي يهدد بالكشف علنا عن خلافات العائلة المالكة وانقساماتها ويأتي في لحظة يواجه فيها محمد بن سلمان تحديات كبرى.
وتضيف الصحيفة أن التحرك يهدف لاستغلال الوضع وجاء بعد اتصال عدد من المقربين من الأمراء السجناء بعدد من شركات المحاماة ومؤسسات الضغط وشركات العلاقات العامة للدفع باتجاه ما يرونه نهاية للقمع السياسي في المملكة.
ووقع مقرب من الأمير سلمان بن عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، الجمعة، عقدا بمليوني دولار مع روبرت ستريك، المعروف بعلاقاته القوية مع دوائر السياسة الخارجية في إدارة ترامب. ونص العقد على "الدعوة للإفراج" عن الأمير.
وفي الشهر الماضي وقع باري بينت، الإستراتيجي الجمهوري والمستشار لترامب أثناء حملته الرئاسية عام 2016 عقدا مع عميل على علاقة مع أمير سجين ومنافس لابن سلمان.
وفي تحرك هادئ الشهر الماضي اتصل ممثلون للأميرة بسمة بنت آل سعود، مع محامين وشركات استشارات في واشنطن ولندن من أجل دعم قضيتها.
وتقول الصحيفة إن الأمير محمد بنى علاقة قوية مع ترامب وصهره ومستشاره جارد كوشنر، رغم القمع الواسع الذي قام به والتحركات الأخرى التي أثارت القلق مثل شن الحرب في اليمن ومقتل الصحافي المعارض جمال خاشقجي عام 2018 وأزمة حرب أسعار النفط التي شنها الأمير ضد روسيا وأثرت على صناعة النفط الأمريكية.
وزادت السعودية نفقاتها المالية على جماعات الضغط في واشنطن منذ مقتل خاشقجي.
وتضيف الصحيفة أن الوضع يختلف في الكونغرس ودوائر في البنتاغون والخارجية حيث يسود حس متزايد من عدم اليقين بشأن الأمير الذي يعرف عنه اهتمامه بصورته في الخارج.
ويأمل حلفاء الأشخاص الذين سجنهم ومن يمثلونهم في واشنطن باستغلال الوضع والضغط من أجل الإفراج عنهم عبر مجموعة من التحركات كحملة علاقات عامة وضغط للكشف عن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية وإمكانية تقديم دعاوى ضده في المحاكم الدولية.
ويشير ملف التسجيل الذي قدمته شركة ستريك "سوناران بوليسي غروب" إلى وزارة العدل بناء على قانون تسجيل العملاء الأجانب إلى محاولة الدفع للإفراج عن أمير سجين عبر حكومات الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي.
ووقع العقد الذي يستمر لمدة ستة أشهر، نيابة عن الأمير، هشام موغول الباكستاني المقيم في باريس ووصف في ملف التسجيل بأنه "مقرب بارز سابق" للأمير سلمان.
اقرأ أيضا: WP : الرأسمالية السعودية الكارثية تصل إلى "هوليوود"
وكان الأمير سلمان بن عبدالعزيز بن سلمان، واحدا من 11 أمير اعتقلوا في كانون الثاني/ يناير.
ويقول أشخاص مقربون من الأمير بأنه قضى عاما في سجن الحائر خارج الرياض ثم نقل إلى اعتقال إجباري في فيلا مع والده المعتقل أيضا.
ويرى أشخاص أن استهداف الأمير محمد بن سلمان للأمير سلمان دافعه الغيرة، خاصة أن الأمير سلمان ملياردير متخرج من جامعة السوربون ومحسن وتنقل في العالم وأقام علاقات مع الأشخاص المؤثرين.
وينتمي الأمير سلمان لفرع ثانوي في عائلة آل سعود لكن زوجته هي ابنة الملك عبد الله الذي توفي عام 2015 ودعا للإفراج عن ابن عمه الأمير تركي بن محمد بن سعود الكبير الذي وجه انتقادات في أحاديث خاصة لمحمد بن سلمان.
وأكد ممثل للأميرة بسمة أنه قام وأحد أقاربها بالاتصال مع شركات قانونية في واشنطن ولندن وبحثا سبل تأمين الإفراج عنها، ولكنهما لم يستطيعا توقيع عقود مع أي شركة قانونية لأن الحكومة السعودية جمدت حساباتها بعد ظهور مناشدتها للملك على تويتر.
ولدى ستريك خبرة في تمثيل منافسي محمد بن سلمان حيث سجل عام 2017 للضغط من أجل الإفراج عن الأمير محمد بن نايف والذي كان وليا للعهد والمرشح الأول لخلافة الملك.
وأصبحت لدى ستريك وشركته سمعة وهي الجرأة على تمثيل الأشخاص الذين تتردد الشركات بتمثيلهم في واشنطن. وفي هذا العام وقع عقدا لتمثيل يزابيل دون سانتوس، ابنة حاكم أنغولا السابق المتهمة باختلاس ملايين الدولارات من شركة النفط الوطنية التي ترأستها في الماضي.
ويتمتع ستريك بعلاقات مع مسؤولين في إدارة ترامب وعمل مع رودلف غولياني، المحامي الشخصي لترامب أثناء التحقيقات في محاكمته في جهود للحصول على عقود تجارية مع حكومات أجنبية بما فيها البحرين.
وهو مقرب من كريستين فونتينروز، التي كانت مسؤولة بارزة في مجلس الأمن القومي وتدير ملف العلاقة مع السعودية قبل استقالتها 2018.
ودفعت فونتينروز الحكومة السعودية لبعض الإصلاحات، بعد مقتل خاشقجي.
وبعد استقالتها عملت مع ستريك قبل أن تقبل موقعا في المجلس الأطلنطي لإدارة "مبادرة سكوكروفت لأمن الشرق الأوسط".
وهي لا تمثل أحدا من الأمراء السعوديين ولكنها تقول إنه "يبدو وقتا مناسبا للضغط كي يطلق سراح السجناء". واقترحت أن جماعات اللوبي والعلاقات العامة في واشنطن قد تجد صعوبة في إقناع إدارة ترامب في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية- السعودية ملفات أكثر إلحاحا للمناقشة.
وهناك من تكهن أن سبب غضب ولي العهد هو لقاء الأمير سلمان مع النائب آدم شيف، الذي كان ناقدا لترامب وقاد جهود محاكمته، حيث تم اللقاء قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016.
وحاول ممثلو الأمير سلمان البحث عن دعم له خارج الولايات المتحدة وطرح موضوعه أمام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ومسؤولين في البرلمان الأوروبي الذين طرحوا موضوعه في رسائل للمفوضية الأوروبية.