هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يحشد ناشطون
عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي لإحياء الاحتجاجات الشعبية بعد انتهاء حالة حظر
التجوال التي فرضتها السلطات في عموم البلاد بسبب فيروس كورنا، وذلك للخروج بـ"مليونية"
تنادي بمطالب مظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
الحملة التي
أطلق عليها الناشطون "وعد ترجع الثورة"، جاءت متزامنة مع بداية رئيس الوزراء
المكلف مصطفى الكاظمي بمشاوراته لتشكيل المؤقتة، التي من المقرر لها أن تمهد لانتخابات
مبكرة تلبية لمطالب المتظاهرين.
"محفزات للعودة"
من جهته،
رأى رئيس مركز "التفكير السياسي" الدكتور إحسان الشمري، أن "الناشطين
يمتلكون القدرة على العودة مرة أخرى وبأعداد كبيرة جدا للاحتجاجات، ويحفزهم كثيرا لذلك الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يمر بها العراق، وسوء الخدمات الصحية نتيجة تفشي
كورونا وما رافقها من حظر للتجوال".
وأضاف الشمري
في حديث لـ"عربي21" أن "المحفز الأكبر لهذه العودة، هم المتعاطفون الذين
ترددوا في السابق من الالتحاق بالاحتجاجات، لأن هذه الطبقة السياسية، ناورت كثيرا في
تلبية مطالب المتظاهرين، وتغيير حكومة عادل عبد المهدي".
وأعرب الخبير
السياسي العراقي عن اعتقاده بحدوث تفاعل "كبير جدا" مع دعوات عودة الاحتجاجات،
ولا سيما إذا طبق قرار عبد المهدي في خفض رواتب الموظفين، نتيجة للأزمة المالية التي
يمر بها العراق.
وبخصوص مشاورات
تشكيل حكومة الكاظمي، التي أفادت أنباء بأنها ستبتعد عن المستقلين وتأتي بوزراء ترشحهم
القوى السياسية، أوضح الشمري: "بما لا يقبل الشك أن العودة إلى عرف المحاصصة هو
جزء من عمليات التحشيد التي يمضي بها قيادات الحركة الاحتجاجية".
وأشار الشمري
إلى أن "المرحلة المقبلة ستتخذ مسارين، الأول: المضي نحو المحافظة على مطالبهم
حتى لو كانت تدريجية. والثاني: ستبلور الحركة الاحتجاجية من خلال هذا التحشيد تنظيما
سياسيا، وهذا يوفر لها نوعا من المساحة على مستوى السلطتين التشريعية والتنفيذية إذا
ما تحققت الانتخابات المبكرة".
ونوه إلى
أن "جائحة كورونا كانت سببا أساسيا في عدم وجود المحتجين في ساحات الاحتجاج،
وهو جزء من الالتزام الصحي، وخارج الفعل الحكومي، لكن ذلك خدم حكومة عبد المهدي تحديدا،
لأنها خفّفت كثيرا من الضغط على الحكومة، كونها كانت تواجه اتهامات بقتل المتظاهرين".
ورأى الشمري
أنه بكل الأحوال "ستعود الاحتجاجات إذا لم تنفذ مطالب المتظاهرين، بعد الانتهاء
من حظر التجوال المفروض بسبب تنفشي جائحة كورونا".
وفي تصريح
سابق لـ"عربي21"، أكد النائب في البرلمان العراقي أحمد الحاج رشيد، أن
"مشاورات الغرف المظلمة لتشكيل حكومة الكاظمي لا تبشر بخير"، محذرا من أن
"العودة إلى المحاصصة وتقاسم الأحزاب للحكومة، سيؤدي إلى اندلاع التظاهرات من
جديد".
"مليونية قادمة"
وفي السياق
ذاته، قال أحد ناشطي ساحة التحرير في بغداد، الذي فضل التحدث باسم "أحمد"، إن "التحشيد لمليونية ما بعد حظر التجوال جار منذ بداية شهر نيسان/ أبريل الجاري،
وتصاعد بشكل كبير خلال الأيام القلية الماضية؛ بسبب المشاورات الحاصلة حاليا لتشكيل
حكومة مصطفى الكاظمي".
وأوضح أحمد
لـ"عربي21" أن الذي حفّز الناشطين للدعوة بشكل كبير إلى إحياء الثورة بقوة،
"هو محاولة القوى السياسية التنصل من مطالب الشارع العراقي وما قدمه من دماء مئات
الشباب وآلاف المصابين، لإنهاء المحاصصة الطائفية وتقسيم مناصب الحكومة بين الأحزاب".
ولفت إلى
أن "الطبقة السياسية الحالية لم تف بأي وعود للشارع العراقي الذي خرج بمظاهرات
استمرت لخمسة أشهر، وأطاحت بحكومة عادل عبد المهدي، وطالبت بمحاكمة قتلة المتظاهرين".
وأكد الناشط
أحمد أن "من يدعو إلى إحياء الثورة مجددا، هم الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات
السابقة، على الرغم من اغتيال الكثير منهم والإخفاء القسري الذي طال عددا آخر من الناشطين".
وبيّن أن
التفاعل كبير مع الدعوات، مضيفا: "نحن مستبشرون بخروج الشعب العراقي بمظاهرة مليونية
تزيح الطبقة السياسية الطائفية التي تمسك بمقاليد الحكم منذ 17 عاما، وأوصلته إلى الحال
الذي هو فيه اليوم".
وبخصوص أزمة
كورونا، رأى أحمد أنها "عامل تشجيع كبير للمواطنين، حتى يساندوا الاحتجاجات، لأنها
كشفت ضعف إمكانيات الدولة، وحجم النهب لثروات البلد، حتى جعله دون بنى صحية بمستوى
الأموال التي صرفت للقطاع الصحي، إضافة إلى انعدام الدعم للعائلات التي تعتمد على الدخل
اليومي".
وأشار الناشط
العراقي إلى أن "ساحة التحرير وسط بغداد، ما تزال تضم خيم المتظاهرين. وعدد قليل من المحتجين موجودون هناك، إضافة إلى وجودهم ببناية المطعم التركي الذي أطلق عليه
المتظاهرون "جبل أحد"، ويمثل أهمية كبيرة بالنسبة لنا".
وتصدّر، الخميس،
هاشتاغ "وعد ترجع الثورة" على منصة "تويتر" في العراق، وسط تفاعل
كبير من الناشطين العراقيين، إضافة إلى وصول جروب على "فيسبوك" يحمل الاسم
نفسه إلى أكثر من 55 ألف مشترك.
يشار إلى
أن عدد قتلى المظاهرات بالعراق وصل إلى 650 شخصا، وإصابة أكثر من 27 ألف آخرين، اتهمت
فيها مليشيات موالية لإيران، وقوات أمن بإطلاق الرصاص الحي وقنابل مسيلة للدموع تبيّن
لاحقا أنها تخرق الجماجم، حسبما أكدت منظمات حقوقية.
اقرأ أيضا: الكاظمي يعلن اكتمال حكومته ويجري مفاوضات مع أحزاب العراق