اقتصاد دولي

"الطاقة الدولية" تتوقع "انهيارا تاريخيا" للطلب على النفط

الوكالة توقعت أن يتراجع الطلب على النفط إلى مستويات لم يشهدها منذ 25 عاما- جيتي
الوكالة توقعت أن يتراجع الطلب على النفط إلى مستويات لم يشهدها منذ 25 عاما- جيتي

توقعت وكالة الطاقة الدولية، الأربعاء، أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بمقدار 29 مليون برميل يوميا على أساس سنوي في أبريل نيسان ليسجل مستويات لم يشهدها منذ 25 عاما، بسبب تفشي فيروس كورونا.

 

وحذرت من أي خفض للإنتاج من جانب منتجين لن يعوض بالكامل خسائر الطلب في السوق في الأجل القريب.

وتوقعت الوكالة أن ينخفض الطلب على النفط في 2020 بمعدل 9.3 مليون برميل يوميا رغم ما وصفته بالبداية القوية من جانب المنتجين عقب اتفاق قياسي لخفض الإمدادات استجابة لفيروس كورونا.

وذكرت في تقريرها الشهري أنه "من خلال خفض ذروة تخمة المعروض وتثبيت منحنى بناء المخزونات، فسيساعد ذلك آلية معقدة لامتصاص أسوأ (تداعيات) هذه الأزمة".

واعتبرت الوكالة في تقريرها الشهري أن هذا الانهيار "التاريخي" سيعيد الاستهلاك العالمي للنفط إلى المستوى الذي كان عليه عام 2012، وهو حوالى 90.6 مليون برميل في اليوم. وعزت الوكالة ومقرّها باريس، سبب هذا الانهيار إلى تكاثر إجراءات العزل وقطاع النقل المتوقف تقريباً في كل أنحاء العالم.

 

اقرأ أيضا: النفط الأمريكي يهبط لـ19 دولارا للبرميل.. وبرنت يخسر 5%

خلال شهر نيسان/أبريل فقط، تتوقع الوكالة انهيار الطلب بـ29 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر نفسه من العام 2019، وهو مستوى لم يشهد العالم مثيلا له منذ ربع قرن. وتتوقع أن يتراجع الاستهلاك بـ26 مليون برميل يومياً في أيار/مايو و15 مليون برميل يومياً في حزيران/يونيو مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأوضحت الوكالة أن الإجراءات التي فُرضت للحدّ من تفشي الوباء العالمي ودعم الاقتصاد يُفترض أن تسمح بـ"انتعاش" للطلب على النفط في النصف الثاني من العام، لكن هذا الانتعاش سيكون "تدريجياً" والاستهلاك سيكون لا يزال منخفضاً في كانون الأول/ديسمبر بــ2.7 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر نفسه من العام 2019.

وتابعت الوكالة بأن "الاقتصاد العالمي يتعرض لضغوط بحجم غير مسبوق منذ الكساد الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي".

وفي مواجهة الانهيار الكبير لأسعار النفط، توصّلت منظّمة أوبك وشركاؤها الأحد إلى خفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً في أيّار/مايو وحزيران/يونيو فيما وعدت دول مجموعة العشرين بتعاون متزايد.

ورحّبت الوكالة الدولية للطاقة بهذه التدابير التي قالت إنها "ستحقق توازن السوق بشكل فوري" لكنها تشكل "مرحلة أولى صلبة".

ولفتت إلى أنه "عبر تقليل ذروة العرض وإبطاء تضخم المخزون، فإن ذلك سيساعد النظام على استيعاب أسوأ ما في الأزمة" حتى لو أن "أي اتفاق محتمل لن يتمكن من تخفيض العرض بشكل كاف لتعويض تراجع الطلب".

وتتوقع الوكالة أنه بعد اتفاق أوبك وشركائها، فإنه سينخفض إنتاج النفط العالمي إلى 12 مليون برميل في اليوم في أيار/مايو، في تراجع قياسي.

سيسمح هذا الأمر بالحدّ من وفرة العرض قليلاً. وقالت الوكالة إن زيادة احتياطيات النفط الاستراتيجية في الصين والهند والولايات المتحدة التي تستغلّ الأسعار المنخفضة، سيساعد أيضاً السوق.

وتتوقع الوكالة أيضاً أن الطلب على النفط يمكن أن يصبح مجدداً أكبر من العرض خلال النصف الثاني من العام، على خلفية خفض كبير للإنتاج وتضخّم المخزون والانتعاش الاقتصادي.

التعليقات (0)