هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سجلت الصين الجمعة ثماني إصابات جديدة فقط بفيروس كورونا المستجد، وهو أدنى رقم في البلاد منذ بدء نشر الإحصاءات المتعلقة بالإصابات في منتصف كانون الثاني/يناير، كما انحسر انتشار الوباء في كوريا الجنوبية، بينما تزداد معاناة دول غربية، وسط تحذيرات من "كارثة".
ومن بين حالات الإصابات الجديدة في الصين، خمس في مدينة ووهان (وسط)، حيث كان الفيروس ظهر في أواخر العام 2019، أما الثلاث الأخرى، فسجلت اثنتان منها في شنغهاي وواحدة في بكين، وقد تسبب بها أشخاص وافدون من الخارج لم تحدد جنسياتهم.
ولدى الصين الآن ما مجموعه 88 حالة "مستوردة" من دول أخرى، وهو ما يمثل تحديا جديدا للسلطات الصحية.
كما أعلنت وزارة الصحة الجمعة عن سبع وفيات أخرى في البلاد جراء الفيروس، ليصل مجموع الوفيات إلى 3176 في البر الصيني الرئيسي.
بدورها، أعلنت كوريا الجنوبية الجمعة تسجيلها أقل عدد من حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا الجديد في ثلاثة أسابيع.
وقالت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، إن عدد المرضى الذين تعافوا تجاوز، الخميس، وللمرة الأولى عدد الإصابات الجديدة.
وفي المجموع، تم الخميس تسجيل 110 حالات إصابة جديدة، ليصل إجمالي عدد المصابين في كوريا الجنوبية إلى 7979 حالة.
وفي اليوم نفسه، ارتفع عدد المرضى الذين تعافوا بالكامل وغادروا المستشفيات إلى 177، وفق المصدر إياه.
انتشار متسارع غربا
أما في إيطاليا، فقد تخطت الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، الخميس، عتبة الألف، من بين أكثر من 15 ألف إصابة مسجّلة، كما أعلنت إدارة الحماية المدنية.
وارتفعت حصيلة الوفيات، حتى وقت متأخر من مساء الخميس، إلى ألف و16، إثر تسجيل 189 وفاة جديدة.
وبحسب بيانات موقع "ورلد ميترز" المتخصص في متابعة إحصائيات ضحايا "كورونا" حول العالم، فقد تم تسجيل ألفين و651 إصابة جديدة خلال ذلك اليوم، ليصل بذلك إجمالي المصابين إلى 15 ألفا و113.
وبلغ عدد المتعافين من الفيروس حتى اليوم ألفا و258.
وفي إسبانيا، فرضت السلطات حجرا صحيا على أربع مناطق في كاتالونيا، في قرار هو الأول من نوعه بالبلاد.
ومنذ بداية الأسبوع، تضاعفت الإصابات بالفيروس في إسبانيا، ما دفع الحكومة إلى اتخاذ تدابير صارمة لتجنب سيناريو مماثل لما حصل في إيطاليا، التي تعتبر البلد الأكثر تضررا من جراء الفيروس بعد الصين.
وبدءا من الساعة التاسعة مساء الخميس، لم يعد ممكنا لنحو 66 ألف شخص يسكنون في أربع مناطق في كاتالونيا (إغوالادا، أودينا، سانتا مارغاريدا دي مونتبوي وفيلانوفا ديل كامي) "أن يتركوا مناطق" سكنهم بحسب ما أعلن الدفاع المدني، ولكنهم لا يخضعون لحجر صحي في منازلهم.
وأظهرت آخر حصيلة تم نشرها مساء الخميس، أن هناك 3052 حالة إصابة في البلاد، بينما ارتفع عدد الوفيات جراء الفيروس إلى 84.
اقرأ أيضا: خامنئي يوجه ببناء مقر علاجي لكورونا تحسبا لـ"هجوم بيولوجي"
استنفار على مستوى القادة
وفي بريطانيا، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون تكثيف إجراءات مكافحة فيروس كورونا، والانتقال إلى ما يسمى "بمرحلة التأخير"، التي تشمل اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تهدف إلى إبطاء تفشي الفيروس.
وقال جونسون، الخميس: "نحن الآن نصل إلى المرحلة التالية... هذه ليست مجرد محاولة لاحتواء المرض بقدر الإمكان، ولكن لتأخير تفشيه".
بدوره، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطاب نقله التلفزيون، إن البلاد ستغلق جميع المدارس والجامعات الأسبوع المقبل في محاولة للحد من تفشي فيروس كورونا.
ووصف ماكرون تفشي الفيروس بأنه أكبر أزمة للصحة العامة في فرنسا منذ قرن، كما حث أصحاب الأعمال على السماح للموظفين بالعمل من المنزل، وقال إن كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية، يجب أن يبقوا في منازلهم.
لكنه شدد في الوقت ذاته على أن الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها مطلع الأسبوع المقبل، يجب أن تمضي قدما.
وفي كندا، قال متحدث باسم رئيس الوزراء، جاستن ترودو، إن الفحوص أكدت إصابة زوجته صوفي بفيروس كورونا.
وقال المتحدث، في بيان على تويتر، إن رئيس الوزراء بصحة جيدة، ولم تظهر عليه أعراض الإصابة.
وأضاف البيان أن زوجة ترودو ستخضع للعزل الصحي في الوقت الحالي، بينما سيبقى رئيس الوزراء في عزل ذاتي لمدة 14 يوما.
كما تأكدت إصابة وزير الاتصالات البرازيلي، فابيو واجنجارتن، فيما وضع الرئيس جايير بولسونارو ووزراء ومسؤولون آخرون قيد المراقبة.
والخميس، أعلن التلفزيون النرويجي الرسمي، أن ملك وملكة البلاد، وأعضاء من الحكومة، تم وضعهم في الحجر الصحي احترازيا.
وأعلنت السلطات إغلاق جميع المدارس والمدارس التمهيدية في العاصمة أوسلو، بسبب المخاوف من انتشار فيروس كورونا، فيما قالت رئيس مجلس المدينة، ريمون جوهانسن، للتلفزيون النرويجي، "إن الإجراءات التي نتخذها بعيدة المدى، ولها عواقب كبيرة على سكان المدينة".
وقالت سلطات مدينة بيرجن الساحلية في غرب النرويج، إنها لن تسمح لركاب السفن السياحية الزائرة من النزول بها، وذلك في خضم مخاوف من تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال الجيش النرويجي، الأربعاء، إن النرويج قررت وقف تدريب عسكري لحلف شمال الأطلسي على أراضيها بمنطقة القطب الشمالي بسبب تفشي كورونا.
يذكر أن النرويج سجلت إصابة أكثر من 700 شخص بالوباء.
سباق مع الزمن في أمريكا
بدورها، تسابق الولايات المتحدة الزمن، وسط تزايد الاضطراب في جميع مناحي الحياة تقريبا، فيما يتزايد أعداد المشرعين والمسؤولين الذين يعلنون الخضوع للحجر الصحي الطوعي.
ومع تنامي القلق من انتشار سريع لفيروس (كوفيد-19)، تهاوت سوق الأسهم الأمريكية مجددا، كما علقت دوريات رياضية محترفة وجامعية المباريات، وأوقفت مسارح برودواي العروض، وأغلق كثير من المدارس أبوابها من أوهايو وحتى تكساس.
وكشفت مسؤولة بوزارة الصحة في ولاية أوهايو الأمريكية، عن تقديرات تشير إلى أن عدد المصابين بفيروس كورونا، قد يتجاوز 100 ألف شخص أو 1% من سكان الولاية.
وقالت مديرة قسم الصحة بولاية أوهايو إيمي إكتون خلال مؤتمر صحفي الخميس: "نعرف الآن أن معدلات الانتشار بين السكان، تدل على أن 1% من السكان يحملون هذا الفيروس في أوهايو اليوم".
وتابعت: "لدينا 11.7 مليون نسمة، وبهذا تكون الإحصاءات أكثر من 100 ألف، وهذا يعطي إشارة إلى أن هذا الفيروس ينتشر بسرعة".
وأضافت أن الوتائر البطيئة لتحليل نتائج الفحوص، لا تسمح لسلطات الولاية بامتلاك إحصاءات جيدة ومؤكدة حول عدد المصابين.
ويشير الخبراء إلى أنه ليس كل المصابين بالفيروس لديهم أعراض المرض، ونحو 80% من المصابين لا يحتاجون إلى دخول المستشفى، لكن الفيروس قد يكون خطيرا للغاية بالنسبة للمسنين ومن يعانون صحيا.
وتعكس وتيرة الإغلاقات التي لم يسبق لها مثيل، المخاوف المتزايدة من خروج تفشي الفيروس شديد العدوى عن نطاق السيطرة، ما لم تمنع السلطات التجمعات الكبيرة. وقد قتل الفيروس بالفعل 40 شخصا على الأقل في الولايات المتحدة.
وأعلن بيل دي بلاسيو رئيس بلدية مدينة نيويورك حالة الطوارئ، مما يتيح له سلطات إضافية مع ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة في المدينة الأكبر في البلاد من حيث عدد السكان إلى 95.
ومن كاليفورنيا إلى نيويورك، حظرت السلطات التجمعات الكبيرة وأغلقت المتاحف ومؤسسات أخرى، دون أن تحدد إطارا زمنيا للإغلاق، وهو ما يفاقم حالة الغموض.
وأجلت هوليوود إطلاق العديد من الأفلام، كما أغلقت مسارح في أرجاء العالم أبوابها بسبب الأزمة الصحية.
كما أغلقت شركة والت ديزني متنزهاتها الكبرى في الولايات المتحدة، بما في ذلك ديزني لاند في كاليفورنيا وديزني وورلد في فلوريدا.
وفي واشنطن العاصمة، أغلقت السلطات مجمع الكونغرس أمام العامة، بعدما أكدت الفحوص إصابة مساعد لعضو بمجلس الشيوخ بفيروس كورونا. كما أُغلقت المحكمة العليا أمام العامة لأجل غير مسمى.