قضايا وآراء

هل حققت زيارة هنية إلى موسكو أهدافها؟

حازم عيّاد
1300x600
1300x600

بعد مرور عام كامل على اجتماع الفصائل الفلسطينية في موسكو (13 شباط / فبراير من العام 2019) زار اسماعيل هنية موسكو في 2 آذار (مارس) من العام الحالي 2020؛ ذات الزيارة التي تأجلت لعام كامل بسبب المعيقات التي أُلقي اللوم فيها على الجانب المصري تارة؛ وعلى الأوضاع الساخنة في الأراضي المحتلة تارة أخرى.

 

تحدي المصالحة

فهل تنجح حماس وموسكو في إنجاز ما عجزت الفصائل عن تحقيقه قبل عام؟ وهل نضجت الظروف المناسبة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، خصوصا أن إسماعيل هنية قدم لوزير الخارجية الروسي مقترحات أربعة لإنهاء الانقسام في ظل حرص روسي على توحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة صفقة القرن؟

بين زيارة إسماعيل هنية لموسكو 2020 واجتماع الفصائل الموسع قبل عام جرت الكثير من المياه الآسنة في قنوات الإقليم على رأسها إعلان الإدارة الأمريكية خطتها لتصفية القضية الفلسطينية المعروفة بصفقة القرن  في 28 كانون ثاني (يناير) من العام الحالي 2020.

وإذا كان تزامن اجتماع الفصائل في موسكو في شباط (فبراير) 2019 مع مؤتمر وارسو التطبيعي بتاريخ 15 شباط (فبراير) الماضي؛ فإن لقاء إسماعيل هنية مع كبار المسؤولين الروس في المجلس الاتحادي ومجلس الدوما الروسي يعد استكمالا لهذه الجهود الهادفة لتجاوز الأجندة الإقليمية الأمريكية والاحتكار الأمريكي لملف الصراع العربي ـ الصهيوني.

 

روسيا ومن خلال حرصها على المصالحة تدرك بأنها لا تستطيع أن تكون فاعلة بدون موقف فلسطيني موحد يكسر الاحتكار الأمريكي


فرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي قسطنطين كوساتشوف أكد على هذه المعاني أثناء لقائه برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بالدعوة إلى "إيجاد موقف فلسطيني موحد يعزز توجه بلاده والجهود العربية والدولية لضمان إفشال الصفقة" ذات الموقف الذي أكد عليه رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما ليونيد سلوتسكي.

روسيا ومن خلال حرصها على المصالحة تدرك بأنها لا تستطيع أن تكون فاعلة بدون موقف فلسطيني موحد يكسر الاحتكار الأمريكي ويواجه الخروقات الخطيرة للقانون الدولي وللقرارات الأممية التي أقدمت عليها الإدارة الأمريكية؛ بالإعلان عن ضم القدس والجولان والمستوطنات في الصفة الغربية والتهديد بضم غور الأردن للكيان الإسرائيلي؛ خروقات تحرج روسيا وتضعف تأثيرها وتجردها من الأوراق السياسية المؤثرة في الصراع الأهم في المنطقة.

موقف تفاعلت معه حركة "حماس" بقوة، إذ أبدت تقبلا للموقف الروسي وانفتاحا كبيرا غير مسبوق لدرجة أنها كشفت عن محاولات أمريكية للقاء قادة حركة "حماس" الأمر الذي رفضته الحركة باعتباره مناورة لتعزيز الانقسام؛ موقف يقف على النقيض من موقف موسكو الحريصة على إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية من خلال انفتاحها على حركة "حماس" وتوظيف علاقاتها مع حركة "فتح" والفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام وشتان بين الموقفين.

 

حضور روسي مؤثر

فالجهود الروسية باتت أقرب إلى القوى الفاعلة لتتخذ منحى جديا يمكنها من إعادة رسم ملامح مسار سياسي جديد؛ فروسيا باتت أقرب إلى اللاعبين الأساس في الساحة الفلسطينية وفي ذات الوقت مؤثرة في الإقليم بحكم حضورها العسكري في سوريا وعلاقاته الإقليمية الواسعة التي تشمل تركيا وإيران  ومصر؛ الدول الأكثر فاعلية وتأثير في اللعبة الإقليمية ما يعطي الحلول المقترحة مصداقية أكبر بكثير مما تطرحه الولايات المتحدة وبعض الدول الهامشية التأثير في الملف الفلسطيني والتي ينصب تركيزها على التطبيع واسترضاء الإدارة الأمريكية في البيت الأبيض.

ختاما.. زيارة إسماعيل هنية مختلفة عن كل اللقاءات التي ضمت قيادات في الحركة ومسؤولين روس كمساعد وزير الخارجية في المنطقة ميخائيل بوغادنوف أو ممثل روسيا في فلسطين الدكتور حيدر أغانين أو مبعوث الرئيس الروسي إلى فلسطين، ألكسندر لافرنتيف؛ فاللقاءات كانت كثيفة وعلى أرفع المستويات؛ تضمنت مقترحات روسية لمواجهة صفقة القرن وتحدي السياسية الأمريكية في المنطقة والأهم من ذلك كله أنها وسعت مروحة العلاقات لحركة "حماس" على قاعدة المصالحة الفلسطينية ومواجهة صفقة القرن لا على قاعدة التنازل والتفاوض مع الكيان الإسرائيلي.

التعليقات (0)