هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مشاركتنا بمحادثات "جنيف" مرهونة بإحراز تقدم في المسار العسكري
غسان سلامة تجاهل رسائلنا وتحفظاتنا التي سبق تقديمها
نطالب "غسان سلامة" بالتريث وعدم تغليب رأيه الشخصي
قال عضو لجنة حوار "جنيف" بمجلس الدولة الليبي، إبراهيم عبد العزيز صهد، إن المجلس باق على شروطه للمشاركة في المباحثات المنعقدة برعاية الأمم المتحدة في جنيف.
وأكد صهد أن "مشاركة المجلس مرهونة بإنجاز المراد من المسار العسكري، وأن أية مفاوضات لا يشاركون فيها غير ملزمة لهم من حيث النتائج".
وأشار خلال مقابلة خاصة مع "عربي21" إلى أن "المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة تجاهل كل المكاتبات والبيانات والتصريحات التي أعلنها المجلس وأرسلها للبعثة والتي تشترط ضرورة إحراز تقدم إيجابي في المسار العسكري حتى نشارك في المسار السياسي".
وتاليا نص المقابلة:
بداية.. كيف تابعتم دعوة البعثة الأممية لعقد مفاوضات "سياسية وعسكرية واقتصادية" في "جنيف" قبل البدء فيها؟
للأسف الشديد فقد دأبت بعثة الأمم المتحدة على اتخاذ قرارات في الشأن الليبي دون التشاور حولها مسبقا ثم تشرع بعدئذ في إخبار مختلف الأطراف حولها على أساس أنها خطة جاهزة للتنفيذ، وبخصوص مفاوضات "جنيف" فكان لنا رأي في تعدد المسارات وفي انطلاقها دون حل المشكلة الأساس وهي الحرب الناجمة عن انقلاب عسكري يقوده "حفتر" وتدعمه عدة دول.
وهل كان للمجلس أي موقف رسمي تجاه هذه الدعوة التي أطلقت وتم التأكيد عليها في مؤتمر "برلين" الأخير؟
كان لدينا تحفظات أساسية حول المسار الاقتصادي سواء في طريقة اختيار المشاركين فيه أو في اختيار القاهرة مكانا للانعقاد، كذلك تحويل عنوان هذا المسار إلى توزيع الثروة وحصر المشكلة برمتها في هذا المصطلح، وكنا نرى أن المسار العسكري لابد سيواجه عقبات لانطلاقه قبل إرساء وقف إطلاق النار وإبعاد ميليشيات "حفتر"، وفيما يتعلق بالمسار السياسي فقد كان انفراد البعثة ممثلة برئيسها في اختيار ثلث المشاركين في المسار دون الحاجة لذلك وبدون وضوح معايير الاختيار يشكل محذورا.
ألم يقر مؤتمر "برلين" وقف إطلاق النار ثم تأكيده من مجلس الأمن؟
لا لم يحدث، بل فشل مؤتمر "برلين" ثم مجلس الأمن في فرض وقف إطلاق النار على المعتدي، والأزمة أنه أسند ذلك إلى اللجنة العسكرية (5+5) وهو شكل عقبة مضافة أمام من قَبِل بوقف القتال بل وأعطى مجالا أوسع للمعتدي للمناورة بل والاستمرار في عدوانه، ولهذا كنا نصر على ضرورة تحقق نتائج ملموسة وإيجابية في المسار العسكري بما يجعل المسار السياسي ممكنا ومأمول النتائج.
يحديثك عن المسار العسكري.. كيف تقيمون جولتي المباحثات العسكرية التي تمت؟
نحن لا نعتمد في تقييمنا للنتائج إلا على أمرين: ما نسمعه من الفريق المفاوض عن حكومة الوفاق، وما نراه يتحقق على الأرض. وللأسف الشديد فإن ما سمعناه من الفريق يدل على أنه لم يحرز أي تقدم وذلك نتيجة لتعنت الطرف الآخر، وهذا ما تؤكده الأوضاع على الأرض وتصريحات ومواقف "حفتر" المعلنة والواضحة واستمرار "ميليشياته" في القتال وقصف المنشآت الحيوية، وهذا يختلف كليا عن تصريحات رئيس بعثة الأمم المتحدة التي تقول بتحقق نجاحات في المسار العسكري.
اخترتم 13 عضوا في مجلس الدولة قبل تعليق مشاركتكم.. ما الآلية التي اختار بها المجلس لجنة الحوار؟
تم اختيار 13 عضوا في فريق الحوار بواقع عضو عن كل دائرة انتخابية، وتم الاختيار عن طريق إجراء انتخابات اختار فيها أعضاء كل دائرة من يمثلهم.
ويالعودة إلى موقفكم من المباحثات.. هل هو مقاطعة أم رفض تام أم تعليق المشاركة فقط؟
نحن لم نقاطع بل أبدينا استعدادا للمشاركة رغم مآخذنا وتحفظاتنا، وبادرنا إلى تشكيل فريقنا قبل أي طرف آخر، وكان فهمنا وموقفنا واضحا منذ البداية أن مشاركتنا مرهونة بإنجاز تحقيق المراد من المسار العسكري.
ولم اتخذتم هذا الموقف.. ألا تعتبره تعنتا؟
لابد أن أوضح سوابق مهمة، وهي جميعها قد حددت موقفنا بكل وضوح: أولها إصدارنا بيانا مشتركا مع مجلس النواب في "طرابلس"، وثانيا: رسالة من رئيس المجلس الأعلى للدولة إلى "غسان سلامة"، وغيرها من المكاتبات والبيانات والتصريحات التي تشترط بكل وضوح أن مشاركتنا في الحوار السياسي مرهونة بضرورة إحراز تقدم إيجابي في المسار العسكري، لكن "سلامة" تجاهل كل هذه المكاتبات والبيانات.
رئيس مجلس الدولة طالب البعثة بتأجيل جلسة الحوار المقرر لها غدا الأربعاء.. هل تلقيتم أي رد من البعثة؟
لا أعلم إذا ردت البعثة رسميا أم لا.
ولم ربطتم بين نجاح المحادثات العسكرية وبين مشاركتكم؟
من تجاربنا السابقة فإن "حفتر" قد عرقل اتفاقات سابقة بين الليبيين مثل الاتفاق السياسي الليبي وعدة مفاوضات أخرى كانت ستفضي إلى حلحلة الأزمة، وهو سيعمل على عرقلة أي تفاهم يتم خاصة وأنه يراد للمباحثات السياسية أن تنطلق تحت تهديد أسلحة ميليشياته وقصفه للمنشآت العامة بما فيها ميناء طرابلس ومطارها الوحيد وبما فيها الأحياء المدنية وجامعة "طرابلس".
ألا ترى أن شروطكم تصعيدية وتعجيزية نوعا ما؟
ما نطالب به ليست شروطا وإنما هي أمور ضرورية لإنجاح المباحثات السياسية، وهي ضرورات مشروعة: وقف إطلاق النار، إبعاد "ميليشيات حفتر" عن العاصمة، عودة المهاجرين إلى مساكنهم، ولسنا أول من يطالب بمثل هذه الضرورات.
وهل يمكن أن تعقد المحادثات دون مشاركة مجلس الدولة فيها؟
أوضح رئيس المجلس الأعلى للدولة أن أي نتائج عن أية مباحثات لا نشارك فيها غير ملزمة لنا، والحكمة تقول إن على "غسان سلامة" أن يتريث ولا يغلب رأيه الشخصي الذي سبق في عدة مناسبات أن أدى إلى تعقيد المسألة عوضا عن حلها.
وما توقعاتك للجولة الثالثة للمحادثات العسكرية ومصير مسودة الاتفاق التي اتفقا عليها في الجولة الثانية؟
لا أريد أن أستبق الأحداث، كذلك فالمسودة المشار إليها لم يتم الاتفاق عليها، وعلى علمي فهي مسودة طرحها "سلامة" بغية التشاور حولها، ولا أريد أن أبدي رأيي الخاص حول ما جاء فيها، لكن أقول سيكون من الخطأ الجسيم الاستمرار في استرضاء "حفتر" ومكافأته على تعنته والقبول باحتلال "ميليشياته" ومرتزقته للمواقع الحالية وبعضها تم تحت ستار وقف إطلاق النار من جانب واحد، لأن هذا سيكون الوصفة الجاهزة لتمكينه من معاودة عدوانه متى شاء، ولا ينبغي أن نركن للتطمينات الفارغة من أية مضامين، فمثلها قد مكن حفتر من الهجوم على العاصمة وقت كان الأمين العام للأمم المتحدة يقوم بزيارتها مسبوقا بالوعود حول مؤتمر "غدامس" وبالتصريحات الدولية حول عدم السماح بتهديد العاصمة.