هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي
الأسبق إيهود أولمرت، عن سبب لقائه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كاشفا
حقيقة موقف رئيس حكومة الإسرائيلية الحالي بنيامين نتنياهو من "صفقة القرن".
وأوضح أولمرت في مقال له
بصحيفة "معاريف" العبرية بعنوان: "لماذا التقيت أبو مازن؟"
أنه "حتى الأيام الأخيرة، كان الانطباع الذي قد ينشأ لدى الجمهور الإسرائيلي
والأسرة الدولية، أن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ هي موضوع بين إسرائيل
والولايات المتحدة فقط".
ونوه أن "الحدث في البيت
الأبيض، الذي لعب فيه دور النجم ترامب ورئيس حكومة بنيامين نتنياهو؛ كان احتفالا
لامعا شاركت فيه دولتان فقط، فـ"تل أبيب" وواشنطن ترتبطان بحلف من
الالتزام المتبادل ليس له مواز في العالم"، مؤكدا أن "ترامب يبدي
التزاما عميقا بتعزيز قوة إسرائيل وامنها، وفقا لفهمه لاحتياجاتها ولخريطة مصالحها".
وأضاف: "حتى هنا الصورة
بسيطة، ويمكن أن نفهم الحماسة التي ألمت بالكثيرين في ضوء هذه المظاهرة المؤثرة
جدا للصداقة من جانب زعيم القوة العظمى"؛ التي يتعلق بها أمن إسرائيل
استقرارها السياسي والاقتصادي".
ولفت رئيس وزراء الاحتلال، أنه
"بعد أن تبددت الحماسة الأولى، يتبقى لغز غير قابل للتفسير؛ كيف تنخرط مسيرة
السلام بيننا وبين الفلسطينيين في هذه الحملة الحماسية؟ وهل المفاوضات لتنفيذ
أفكار ترامب توجد على جدول أعمال إسرائيل؟ وهل يعتقد أحد ما بجدية، أنه يمكن صنع
السلام أو على الأقل البدء بالجهد لإجراء مفاوضات مع الشريك الذي ينبغي معه الوصول
لاتفاق، دون الحديث مع ممثليه؟".
ورأى أنه "يوجد شخص واحد
على الأقل، يعتقد أن هذه حيلة ممكنة؛ هو نتنياهو، الذي يتوقع أن ينهي مهام منصبه
بعد بضعة أسابيع"، موضحا أن "نتنياهو لم يقصد حقا تبني خطة ترامب،
واعتقد أن بوسعه أن يجعل منها مناورة أخرى من تلك المناورات التي يتميز بها".
وتساءل: "لماذا يعقد
السلام مع الفلسطينيين إذا كان ممكنا ضم غور الأردن من طرف واحد، وبسط القانون
الإسرائيلي على كل المستوطنات في الضفة، وإحاطة المناطق التي تتبقى ظاهرا تحت
سيطرة السلطة بتواجد عسكري مكثف للجيش الإسرائيلي، والاعتقاد بأن هذا سيؤدي إلى الهدوء
والمصالحة بل وحتى إلى اختفاء المشكلة الفلسطينية عن جدول أعمال حياتنا؟
ونبه أن "إدارة ترامب
التي تشعر بالتزام عميق جدا تجاه إسرائيل غير مستعدة لأن تنجرف خلف أحابيل
نتنياهو"، منوها أن "أمل نتنياهو والعصابة التي ترافقه؛ بأن ترامب
سيوافق على تحطيم الخطة، ويستقبل خطوات أحادية الجانب للضم؛ والتي من شأنها أن
تشعل النار، وتقوض السلام الهش مع الأردن ومصر؛ كان مبكرا جدا".
وتابع أولمرت: "تبين أن
ترامب وإدارته الملتزمة بأمن إسرائيل، غير مستعدين لأن يتخذوا صور الدمى لرئيس
حكومة في طريقه لإنهاء ولايته"، لافتا أنه "تبين أيضا، أن ما عرضه ترامب
في مؤتمره اللامع؛ دولتين للشعبين، أن نتنياهو غير مستعد له، لأنه لم يقصد الوصول
لتسوية في نهايتها تقام دولة فلسطينية عاصمتها شرقي القدس، كما يظهر في خطة ترامب
التي وضعها على طاولة المفاوضات المستقبلية".
وأشار إلى أن "نتنياهو
بأنه معني بالتسوية مع الفلسطينيين، ويعتقد أنه يمكن أن يأكل الكعكة حتى الفتات،
وأن يتركها كاملة في نفس الوقت، وبالنسبة لنتنياهو يمكن قبول خطة ترامب، والمشاركة
في الاحتفالات، ومواصلة التحريض ضد من يشكك بنزاهته، ولكن لا يمكن قبول الخطة وفي
نفس الوقت رفض الأساس المركزي الذي تقوم عليه؛ وهي فكرة الدولتين".
وبين أن "نتنياهو
يدرك جيدا، أنه في حال أعلن صراحة أنه موافق على خطة ترامب بكل عناصرها،
وانه مستعد لأن يعمل، ليس فقط بضم المستوطنات، بل ويوقع على اتفاق يعترف بوجود
دولة فلسطينية، فإنه سيفقد تأييد شركائه في كتلة اليمين، مما سيلغي تماما فرصه
لتشكيل حكومة"، موضحا أن "الحقيقة هي؛ أن المعارض الأشد لخطة ترامب هو
من يحاول تصوير نفسه كالمؤيد الأكبر لها".
وفي هذه الظروف، "المخرج
الوحيد الذي يقبله نتنياهو هو نشر الأكاذيب، ومنها؛ أنني اقترحت على الفلسطينيين
السيطرة على حائط المبكي (هو حائط البراق، ويعتبر جزء لا يتجزأ من المسجد
الأقصى)"، مضيفا: "لست مستعدا لأن أطأطئ الرأس وأسلم بالوحشية العنيفة
لنتنياهو والعصابة التي تحيط به".
وزعم أولمرت، أن "قيام
دولة فلسطينية مستقلة هي مصلحة جوهرية لإسرائيل"، معتبرا أن "هناك حاجة
إلى العودة للحديث معهم".
وأكد أن "خطة ترامب ليست
مبنية على أساسات متوازنة؛ هي ضرورية لخلق البنية الصحيحة التي يمكنها أن تؤدي إلى
مفاوضات ناجحة، ولكن يوجد في الخطة عدة أساسات كفيلة؛ إذا قبلها الطرفان، أن تؤدي
إلى اتفاق تاريخي".
ومن أجل تحقيق ما سبق، رأى أنه
"يجب الحديث مع عباس، ولهذا التقيت به (الثلاثاء الماضي)"، مبينا أن
"نتنياهو غير مستعد لذلك، لأنه يريد الضم، مهما كان الثمن الدموي الذي ندفعه،
أما أنا فأفكر بشكل مختلف".
اقرأ أيضا: أولمرت: عباس شريك حقيقي ومعالجة أمريكا غير صحيحة (شاهد)