حقوق وحريات

السعودية تكشف مصير السدحان بعد عامين من الاختفاء القسري

منظمة حقوقية تطالب السعودية بإنهاء الاخفاء القسري والإفراج عن معتقلي الرأي (أنترنت)
منظمة حقوقية تطالب السعودية بإنهاء الاخفاء القسري والإفراج عن معتقلي الرأي (أنترنت)

رحّب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بالتقارير التي تفيد بسماح السلطات السعودية للناشط عبد الرحمن السدحان بإجراء مكالمة هاتفية مع ذويه بعد 23 شهرًا من الإخفاء القسري، وإبلاغهم أنّه "على قيد الحياة".

وذكر المرصد الأورومتوسطي في بلاغ صحفي له اليوم الخميس أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، أن عائلة "السدحان" عاشت نحو عامين من الشك والخوف على مصير نجلها بسبب عدم إفصاح السلطات عن مصيره، وأكد أن على السلطات الآن تمكن العائلة من زيارته والاطمئنان على وضعه الصحي، والإفراج الفوري عنه دون أيّة شروط.

ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى الحاجة الملّحة للكشف عن مصير عشرات النشطاء الحقوقيين والإصلاحيين الذين قال بأن السلطات السعودية أخفتهم خلال حملات أمنية منظمة على مدار السنوات الثلاث الماضية، ودعا السلطات إلى إيضاح المسوغات القانونية لاحتجازهم، وضمان تنظيم محاكمات عادلة لمن يثبت تورطه في ارتكاب مخالفات قانونية.

وجدّد التذكير بأنّ الإخفاء القسري هو جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولي، إذ يُتيح للدولة إخفاء الأشخاص خارج إطار القانون وبالتالي ممارسة مختلف أنواع الانتهاكات ضدهم بما في ذلك التعذيب، دون أن يتحمل المنخرطون في العملية أيّة تبعات قانونية. 

وقال: "إنّ استمرار السلطات السعودية بممارسة سياسة الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري يحتّم على الأمم المتحدة تشكيل لجان تحقيق خاصة للبحث في حالات الإخفاء القسري في المملكة، ومحاسبة مرتكبيها وضمان عدم إفلاتهم من العقاب".

وأعرب المرصد عن أمله أن يعكس الكشف عن مصير "السدحان" نوايا حقيقية من السلطات لإنهاء ملف الاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري، وخطوة على طريق الالتزام باحترام الحق في حرية الرأي والتعبير.

وكانت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية قد نقلت في أواخر آذار (مارس) من العام الماضي، عن أسرة الناشط السعودي عبد الرحمن السدحان، العامل في المجال الإنساني، إعلانها عن اختفائه واعتقاله في سجون المملكة.

ونقلت الصحيفة عن شقيقة السدحان أريج، التي تعيش في الولايات المتحدة، تأكيدها أن الأسرة تفترض أنه واحد من عشرات تعتقلهم السلطات السعودية. وأن أسرته تلقت بعد أيام من اختفائه اتصالا من مجهول يقول إن مسؤولين يُعتقد أنهم من الشرطة السرية قبضوا على السدحان في مكاتب الهلال الأحمر بالرياض، حيث كان يعمل.

وأشارت الصحيفة إلى أن آخر كلمات قالها السدحان لأسرته كانت "أحبك يا أمي"، ثم انقطع الاتصال بهم ولم يسمعوا عنه طوال عام كامل، ورفضت طلبات زيارته ولا يعرفون حتى سبب اعتقاله أو التهم الموجهة إليه.

وتُقدّر جمعية "قسط" الحقوقية في لندن، أن ما لا يقل عن 150 شخصا، بين مدونين وأكاديميين وعلماء دين ورجال أعمال، اعتقلوا على مدار السنوات الأربع الماضية.

ولا يُعرف للسدحان نشاط حقوقي معارض واضح، على الرغم من مضي نحو عامين على اعتقاله، كما لم تفصح السلطات الرسمية حتى الآن عن سبب اعتقاله.

 

إقرأ أيضا: اعتقالات جديدة في السعودية تطال صحفيين ومثقفين (أسماء)

التعليقات (0)