سياسة عربية

صبري لـ"عربي21": من حقنا ممارسة العبادة بحرية في الأقصى

عبّر الشيخ عكرمة صبري عن رفضه لقرارات الاحتلال بالإبعاد عن المسجد الأقصى- جيتي
عبّر الشيخ عكرمة صبري عن رفضه لقرارات الاحتلال بالإبعاد عن المسجد الأقصى- جيتي

أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري أن "المسجد حق خالص للمسلمين، وأن الاحتلال يضيق عليهم حرية العبادة فيه".


وقال صبري في حديث خاص لـ"عربي21" إن "قرارات الإبعاد عن الأقصى التي تصدرها قوات الاحتلال بتصاعد ملحوظ ضد المصلين هي غير قانونية وغير إنسانية وتتعارض مع حرية العبادة، وهو الأمر الذي لأجله قام بتحدي قرار الإبعاد الصادر بحقه ودخول المسجد الأقصى المبارك يوم الجمعة الماضية".


وعبّر صبري عن رفضه لهذه القرارات جملة وتفصيلا، لأنها تستهدف تفريغ المصلين من مسجدهم وإبعادهم عنه، وإعطاء الفرصة للمستوطنين باستباحته عبر جولات الاقتحام اليومية.


وشدد على أن سياسة الاحتلال في المسجد الأقصى باتت واضحة وهي تفريغه من المسلمين؛ والعمل بكل جهد على إبعاد رواده عنه وقطع التواصل معه عبر سياسات ترهيب مختلفة.

 

اقرأ أيضا: الاحتلال يبعد الشيخ عكرمة صبري عن الأقصى 4 أشهر.. وأنقرة تعلق


وتابع: "في ظل كل ذلك يقع علينا دور لرفض هذه الممارسات؛ فمن حقنا ممارسة العبادة بحرية في مسجدنا، وما يقع علينا هو رفض الإبعاد والتصدي لهذه القرارات الجائرة التي تأتي ضمن أطماعه المستمرة بحق المسجد".


وحول الخطوات التي سيقوم بها بعد تسلمه قرارا بالإبعاد عن المسجد لمدة أربعة أشهر؛ أشار الشيخ صبري إلى أنها قيد الدراسة والنقاش مع المحامين والأطراف المختلفة.


وقال: "لعل وعسى أن يحرك رفضنا لقرارات الإبعاد ساكنا في المجال السياسي، وأن يتم التراجع عن إصدار هذه القرارات التي تمس بأبسط حق إنساني وهو حق العبادة".


أهداف مبيتة


أما عن أهداف الاحتلال من إصدار قرارات إبعاد متلاحقة وصلت أكثر من 40 قرارا خلال أسبوع واحد عن المسجد الأقصى؛ فأكد الشيخ أنها تتمثل في هدفين؛ الأول هو تفريغ المسجد من المصلين وقطع التواصل معه والآخر هو تهيئة أسباب الاقتحامات للمستوطنين اليهود كي يتمكنوا من تغيير ملامح ومعالم المكان وأن يتوصلوا في النهاية إلى حلمهم وهو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد ثم السيطرة عليه.


وشدد على أن المطلوب في وجه هذه الممارسات هو فقط شد الرحال إلى الأقصى؛ فحين يمنع الاحتلال شخصا من دخوله يأتي بدلا منه عشرة وبالتالي تزداد أعداد المسلمين فيه، مضيفا أنه "يجب أن نثبت للاحتلال أنه كلما ازدادت الخطورة على المسجد الأقصى ازددنا تمسكا به".


حملة الفجر العظيم


وفي السياق ذاته، أكد الشيخ صبري على أن حملة "الفجر العظيم" التي ينظمها الفلسطينيون منذ أسابيع لزيادة أعداد المصلين في المسجد الأقصى فجر كل جمعة؛ هي خطوة إيجابية ينبغي أن تستمر دائما وأن لا تقتصر على جمعة بعينها أو يوم واحد.


وأوضح أنه "من حق المسلمين الصلاة في مسجدهم وهي ليست حالة شاذة؛ بل الشاذ هو عدم الصلاة في الأقصى والابتعاد عنه"، مضيفا أن "حملات صلاة الفجر هي رسالة المصلين للاحتلال بألا يفكر بالأقصى لأن المسلمين هم الأحق فيه".

 

اقرأ أيضا: صبري يكسر حظر الاحتلال ويدخل الأقصى.. ويصرح لـ"عربي21"


وكانت قوات الاحتلال استدعت الشيخ عكرمة صبري الأسبوع الماضي وسلمته قرارا بالإبعاد عن المسجد الأقصى لمدة أسبوع بحجة التحريض خلال خطبة الجمعة، بعد أن دعا المصلين إلى الحفاظ على مصلى باب الرحمة من أطماع الاحتلال.


ولكنه تحدى القرار وقام بدخول المسجد يوم الجمعة للصلاة، وفي ساعات فجر السبت اقتحم الجنود منزله في حي الصوانة بالقدس وسلموه بلاغ استدعاء صبيحة الأحد، وبعد ثلاث ساعات من التحقيق معه تم تسليمه قرارا بإبعاده عن المسجد لمدة أربعة أشهر.


والشيخ صبري هو مؤسس ورئيس هيئة العلماء والدعاة في فلسطين عام 1992، ورئيس مجلس الفتوى الأعلى في فلسطين وخطيب المسجد الأقصى المبارك وهو عضو مؤسس في رابطة مؤتمر المساجد الإسلامي العالمي بمكة المكرمة وعضو المجمع الفقهي الإسلامي الدولي بجدة، وانتخب رئيسا للهيئة الإسلامية العليا في القدس عام 1997 وحتى الآن.

 
التعليقات (0)