هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شكك عضو أمانة حركة "رشاد" الجزائرية المعارضة الديبلوماسي السابق محمد العربي زيتوت في حيادية النظام الجزائري إزاء الأزمة الليبية، وأكد أن اجتماع دول الجوار الذي استضافته الجزائر أمس الخميس، ليس إلا حلقة في مسار دعم سيطرة خليفة حفتر على ليبيا.
واتهم زيتوت في حديث مع "عربي21" السلطات الجزائرية بـ "التضليل"، وقال: "النظام الجزائري يجد نفسه عاطفيا في الأزمة الليبية مع حفتر، على الرغم من أن مصلحة الجزائر تقتضي منه الوقوف إلى جانب حكومة السراج".
وأضاف: "لقد كان واضحا أن النظام الجزائري أراد أن يقدم مبادرة ملغومة من خلال استضافة وزير خارجية حكومة الثني في طبرق، التي لا يعترف بها أحد، وهو ما يعني عمليا ضرب جملة عصافير بحجر واحد، فقد دعا حكومة الثني التي هي ليست جزءا من اتفاق الصخيرات، وهو بذلك يستكمل مسار برلين ويحقق رغبة فرنسا ودول الثورات المضادة وعلى رأسها الإمارات".
وأشار زيتوت، إلى أن "النظام الجزائري، الذي مازال يواجه حراكا شعبيا انطلق منذ نحو عام، ومازال يطالب بالانتقال الديمقراطي وإنهاء الحكم العسكري لصالح مدنية الدولة، يسعى لترسيخ شرعيته من خلال الاستقواء بالخارج".
وأعرب عن أسفه لأن هذا المسار سيكون على حساب مصالح الجزائر، وقال: "علينا أن نتذكر أن ليبيا هي البلد الجار الوحيد الذي لم يعترف إلى حد الآن بالحدود الجزائرية، وحفتر الذي يسعى للهيمنة العسكرية على ليبيا، هو وريث الزعيم الليبي المقبور معمر القذافي، يمكنه أن يجدد المطالبة بما كانت يقوله القذافي سابقا من أن الجزائر تسيطر على جزء من الأراضي الليبية في إقليم فزان، الذي كانت فرنسا تسيطر عليه أيام استعمارها للمنطقة"، على حد تعبيره.
اقرأ أيضا: "الوفاق" تكشف لـ"عربي21" سبب رفضها حضور اجتماع الجزائر
وكان وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقدوم، قد أكد أمس الخميس في ختام اجتماع دول الجوار الليبي الذي استضافته الجزائر، على ضرورة مشاركة دول الجوار والاتحاد الأفريقي في المبادرات الرامية إلى إيجاد حل للازمة الليبية ودعم الحل السياسي فيها، مبرزا أن الجزائر "ستواصل مساعيها للم شمل الشعب الليبي".
وقال بوقدوم في تصريحات نقلتها وسائل إعلام رسمية جزائرية، إنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على "ضرورة استئناف العمل مع دول الجوار الليبي وإشراك الاتحاد الأفريقي في هذه المبادرة، ودعم الحل السياسي للأزمة التي يمر بها هذا البلد".
وجدد التأكيد أنه "لا حل للأزمة الليبية إلا الحل السلمي السياسي بين الليبيين بدعم من المجتمع الدولي"، وأن الجزائر "ترحب بأي طرف يريد أن يساهم في إرساء السلام في الدولة الجارة والشقيقة"، مضيفا أنه على دول الجوار "بذل كل الجهود من أجل إنهاء هذه المأساة التي تمسنا مباشرة".
وشارك في أشغال الاجتماع الوزاري لدول الجوار الليبي، إلى جانب وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، كل من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال التونسية صبري باش طبجي، وزير الشؤون الخارجية المصري سامح شكري، وزير خارجية التشاد محمد زين شريف، إلى جانب ممثلي وزيري خارجية النيجر والسودان.
كما حضر اللقاء كاتب الدولة الجزائري المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات في الخارج رشيد بلادهان والوزير المالي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي تيبيلي درامي، بحكم تداعيات الأزمة الليبية على بلاده، وكذا وزير الشؤون الخارجية الالماني هيكو ماس، الذي احتضنت بلاده مؤخرا الندوة الدولية حول الأزمة في ليبيا.
والأحد الماضي، انعقد مؤتمر برلين حول ليبيا، بمشاركة 12 دولة هي الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات والجزائر والكونغو، و4 منظمات دولية وإقليمية هي الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
وكان من أبرز بنود البيان الختامي للمؤتمر، الذي وقعت عليه 16 دولة ومنظمة بجانب طرفي الأزمة، ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار، والالتزام بقرار الأمم المتحدة الخاص بحظر تصدير السلاح إلى ليبيا، وتشكيل لجنة عسكرية لتثبيت ومراقبة وقف إطلاق النار، تضم 5 ممثلين عن كل من طرفي النزاع.
وكان لافتا للانتباه تغييب المغرب في اجتماعي برلين والجزائر، على الرغم من أن المغرب استضافت "اتفاق الصخيرات"، الذي جرى توقيعه تحت رعاية أممية بمدينة الصخيرات المغربية، في 17 كانون الأول/ديسمبر 2015، لإنهاء الصراع في ليبيا.
اقرأ أيضا: أردوغان يعرب عن أمله بعدم تكرار تجربة سوريا في ليبيا