هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
غادر الوفدان الليبيان مقر وزارة الخارجية الروسية بالعاصمة موسكو، دون التوقيع على مسودة اتفاق يقضي بإيقاف دائم لإطلاق النار في البلاد.
وخلال مؤتمر صحفي، جمع وزيري الخارجية الروسي والتركي، أوضح سيرغي لافروف، أن حكومة الوفاق الليبية، ممثلة برئسيها، فايز السراج، وقعت على مسودة الاتفاق، فيما طلب اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر مهلة من الوقت.
وقال لافروف إن حفتر طلب مهلة إلى الغد من أجل التفكير، وهو ما أكده وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو.
ونشرت "عربي21" مسودة عن الاتفاق المنوي التوقيع عليه من قبل الأطراف الليبية، تضمنت في أبرز بنودها: تحديد نقاط التماس بين القوات المتحاربة التي من شأنها استدامة وقف إطلاق النار.
وكذلك العمل على عودة الحياة الطبيعية لطرابلس والمدن الأخرى وإنهاء الاعتداءات و التهدئة المتسقة على طول خطوط المواجهة.
وتشكيل لجنة عسكرية مشتركة تحدد خطوط التماس بين قوات الطرفين، وتعمل على مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار، وتضمن استمراره.
والاثنين، دخل وقف إطلاق النار بين حكومة الوفاق الليبية، واللواء المتقاعد خليفة حفتر يومه الثاني، رغم تسجيل خروقات على جبهات القتال المحيطة بالعاصمة طرابلس.
وأبرز هذه الخروقات كان في محور عين زارة جنوبي طرابلس، حيث اتهمت الوفاق قوات حفتر بقتل عنصر من قوات بركان الغضب التابعة لها، عقب اشتباكات في المنطقة المذكورة.
وحضر المباحثات في موسكو وزيري الخارجية والدفاع التركيين، مولود تشاووش أوغلو وخلوصي أكار مع نظيريهما الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، لبحث الملف الليبي.
ومن الجانب الليبي حضر رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر.
وكانت وكالات أنباء روسيّة قد نقلت عن رئيس فريق الاتّصال الروسيّ بشأن ليبيا، ليف دينغوف، قوله محادثات ستُركّز على التسوية المستقبليّة في ليبيا، بما في ذلك إمكان توقيع اتّفاق هدنة وتفاصيل هذه الوثيقة".
وأشار دينغوف إلى أنّ كلاً من حفتر والسراج سيلتقيان "بشكل منفصل مع المسؤولين الروس ومع ممثلي الوفد التركي الذي يتعاون مع روسيا حول هذا الملفّ"، لافتا إلى أن مسؤولين من مصر والإمارات سيكونون موجودين أيضا على الأرجح بصفتهم مراقبين في المحادثات، في حين قالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان الاثنين، إن حفتر والسراج سيجريان محادثات في موسكو اليوم.
اقرأ أيضا: بدء سريان الهدنة بليبيا.. وقتيل من الوفاق في خروقات لحفتر
من جهته، دعا السرّاج الليبيّين إلى "طيّ صفحة الماضي"، قائلاً في خطاب متلفز "أدعو كلّ الليبيّين إلى طيّ صفحة الماضي ونبذ الفرقة ورصّ الصفوف للانطلاق نحو السلام والاستقرار".
ودخل وقفٌ لإطلاق النار في ليبيا حيّز التنفيذ الأحد بعد أشهر من المعارك عند أبواب طرابلس وإثر مبادرة من أنقرة وموسكو ومباحثات دبلوماسية مكثفة فرضتها الخشية من تدويل إضافي للنزاع.
وفي وقت تخشى فيه أوروبا من تحوّل ليبيا إلى "سوريا ثانية"، التقت المستشارة الألمانية آنغيلا ميركل في موسكو السبت الرئيس الروسي.
ورحبت ميركل بالجهود الروسية-التركية، آملةً في أن توجّه قريبًا "الدعوات إلى مؤتمر في برلين ترعاه الأمم المتحدة".
من جانبه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار في ليبيا "ذي صدقية ودائما ويمكن التحقق منه"، وفق ما أفاد الإليزيه الاثنين في بيان.
وجاء موقف الرئيس الفرنسي خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يجمع في موسكو الاثنين، رئيس حكومة الوفاق الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة فايز السراج وخصمه المشير خليفة حفتر.
ومساء السبت، أعرب الرئيسان الروسي والتركي في اتصال هاتفي عن "رغبتهما في توفير مساعدة على جميع الصعد التي من شأنها دفع مسار الحل السياسي قدماً" في ليبيا، وفق الكرملين.
ونشرت تركيا في بداية الشهر الحالي جنودا في ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني، في حين اتُّهمت موسكو بدورها بإرسال مئات المرتزقة لدعم قوات حفتر الذي يتمتع أيضا بدعم الإمارات ومصر.
وتشن قوات خليفة حفتر، منذ 4 نيسان/ أبريل الماضي، هجوما متعثرا للسيطرة على العاصمة طرابلس، مقر حكومة "الوفاق الوطني" المعترف بها دوليا.
وأجهض هجوم حفتر على طرابلس جهودا كانت تبذلها الأمم المتحدة لعقد مؤتمر حوار بين الليبيين، ضمن خريطة طريق أممية لمعالجة الصراع الداخلي.