سياسة دولية

توترات اغتيال سليماني.. اتصالات أوروبية أمريكية وحراك ألماني

العديد من الأطراف الأوروبية انتقدت اغتيال أمريكا لسليماني- جيتي
العديد من الأطراف الأوروبية انتقدت اغتيال أمريكا لسليماني- جيتي

شهدت ضفتا الأطلسي، الأحد والاثنين، اتصالات كثيفة على مستوى القادة، على خلفية التوترات الجارية في الشرق الأوسط، عقب اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، فجر الجمعة، فيما ينتظر أن يعقد حلف شمال الأطلسي "ناتو" اجتماعا طارئا ببروكسل، في وقت لاحق الاثنين.

واتصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأحد، بكل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، لبحث الأوضاع في العراق، بعد قرار من الأخيرة بالعمل على إخراج القوات الأجنبية من البلاد، على خلفية اغتيال سليماني.

وفي بيان له، مساء الأحد، قال جونسون إنه دعا في اتصالاته إلى التهدئة، مؤكدا وجود اتصال وثيق بجميع الأطراف.

اقرأ أيضا: خامنئي يؤم جنازة سليماني بطهران.. وكلمة لهنية (شاهد)

وقال جونسون إن بلاده "لن ترثي سليماني"، معتبرا أن الأخير "كان مسؤولا عن نموذج سلوك تخريبي ومزعزع للاستقرار في المنطقة بالنظر إلى الوضع البارز الذي لعبه في أفعال أدت إلى قتل آلاف المدنيين الأبرياء وأشخاص في الغرب".

وأضاف: "الدعوات إلى الانتقام ستؤدي ببساطة إلى مزيد من أعمال العنف".

وصباح الاثنين، ذكر البيت الأبيض في بيان أن ترامب ناقش مع جونسون الوضع في العراق وإيران في اتصال هاتفي، مكتفيا بالإشارة إلى أن الزعيمين "أكدا على التحالف الوثيق بين البلدين".

بدوره، عبر ماكرون خلال مكالمة هاتفية مع ترامب، الأحد،  عن "تضامنه مع الحلفاء"، وقال إن على إيران أن تتجنب الأفعال "المزعزعة للاستقرار"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.

وصباح الاثنين، نقلت "رويترز" عن مسؤول في الناتو إن السفراء لدى الحلف سيعقدون اجتماعا عاجلا الاثنين في بروكسل، لبحث الوضع في الشرق الأوسط بعد مقتل سليماني.

ودعا ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف لعقد هذا الاجتماع بعد مشاورات مع الدول الأعضاء.

ويعقد السفراء لدى الحلف اجتماعات دورية لكن الاجتماع العاجل يوم الاثنين تقرر في أعقاب قرار الحلف يوم السبت تعليق مهمته التدريبية في العراق لمخاطر أمنية بعد مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني.


حراك ألماني

وفي ملفي التوتر بين واشنطن وطهران، وبرنامج الأخيرة النووي، تجري برلين حراكا دبلوماسيا مكثفا، حيث دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأحد، لاجتماع أزمة مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع.

واقترح ماس على مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد خوسيب بوريل عقد اجتماع لوزراء خارجية التكتل هذا الاسبوع للاتفاق على نهج مشترك.

وقال الوزير أيضا إن بلاده ستتحدث إلى حكومة العراق بعد تأييد برلمانه أمرا بضرورة رحيل كل القوات الأجنبية من البلاد.

وأوضح ماس: "ما يهمنا في الأساس هو ألا يقع استقرار ووحدة العراق ضحية للتصعيد الأخير"، مؤكدا الاستعداد "لمواصلة دعمنا إذا وُجدت الرغبة في ذلك وسمح الوضع".

اقرأ أيضا: تصويت قريب بالنواب الأمريكي لعرقلة تحركات ترامب ضد إيران


وأضاف: "نبحث ذلك بشكل مكثف مع شركائنا في حلف الأطلسي وفي الاتحاد الأوروبي وفي التحالف المناهض لتنظيم الدولة الإسلامية وفوق كل ذلك مع العراق".

وفي سياق متصل، ذكرت وزارة الدفاع الألمانية على تويتر أن برلين قررت إرجاء عملية إحلال وتبديل مقبلة لقواتها في العراق.

والاثنين، قال ماس، إن التهديد بفرض عقوبات على العراق، على خلفية قراره، لا يجدي نفعا.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حذر من أن بغداد قد تتعرض لعقوبات "لم يروا مثلها من قبل مطلقا" إذا أجبرت القوات الأمريكية على المغادرة.

وقال ماس لإذاعة "دويتشلاند فونك" المحلية: "لا أعتقد أن إقناع العراق بالتهديد سيجدي وإنما بالحوار".

وأضاف أن ألمانيا ستبحث مع بريطانيا وفرنسا اتفاق إيران النووي اليوم وسترد الدول الثلاث هذا الأسبوع على إعلانات إيران الأخيرة بشأن الاتفاق.

وفي وقت لاحق الاثنين، أعلنت الرئاسة الروسية (الكرملين) أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ستزور موسكو السبت، بدعوة من نظيرها فلاديمير بوتين.

وجاء في بيان للكرملين "من المرتقب خلال الزيارة إجراء المحادثات لبحث تصعيد التوتر في الشرق الأوسط، إلى جانب الوضع في سوريا وليبيا"، حسبما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية.

وأوضح البيان أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس سيكون من بين أعضاء وفد مرافق لميركل خلال الزيارة.

وكانت مجموعة دول "إي3" المؤلفة من فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد حثّت إيران على الامتناع عن أي تحرك ينطوي على عنف وحثتها على العودة لاحترام التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية في عام 2015.


اقرأ أيضا: هل تدفع دول الخليج ثمن الهجوم الأمريكي على إيران؟

وشددت الدول الثلاث على أهمية وقف تصعيد التوتر في العراق وإيران وأكدت على التزامها بمحاربة تنظيم الدولة.

وجاء في بيان للمجموعة: "نعيد التأكيد على التزامنا بمواصلة القتال ضد الدولة وهو لا يزال يحظى بالأولوية. من الضروري أن نحافظ على التحالف وفي هذا الصدد ندعو السلطات العراقية إلى مواصلة تقديم الدعم الضروري للتحالف".

وأضاف: "نحن مستعدون لمواصلة المشاورات مع كل الأطراف من أجل المساهمة في وقف تصعيد التوتر وإعادة تأسيس الاستقرار بالمنطقة".

وقتل سليماني ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" أبو مهدي المهندس، وثمانية آخرون كانوا برفقتهما، في غارة نفذتها مسيرة أمريكية، استهدفت سيارتين كانوا يستقلونهما على طريق مطار العاصمة العراقية بغداد، ما فجّر توترا جديدا بالمنطقة.

التعليقات (0)