هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تواصل مدرسة إسلامية في بريطانيا فتح أبوابها أمام الطلاب، رغم تهديد جهات التفتيش بإغلاقها.
وأقامت جهات التفتيش الحكومية دعوى قضائية ضد مديرة المدرسة "غير المسجلة" رسميا، فيما تصر مديرة المدرسة على أنها تقدم منهجا فريدا في
التدريس، وتقول: "إنها ستبقى مفتوحة"، وفق ما ذكرته هيئة الإذاعة
البريطانية "بي بي سي".
وتتهم لجنة التفتيش، نادية علي مديرة مدرسة "أمباسادورز"
بمنطقة ستريتهام في العاصمة البريطانية لندن، بأنها "تقاعست عن عمد" عن
دورها فيما يتعلق بـ"إجراءات الحماية"، ولم تف بالمعايير المطلوبة.
في ما تنفي مديرة المدرسة مخالفتها للقوانين، تقول
أيضا: " ووصفت إن التلاميذ "متعلمون سعداء"، لأن المدرسة تعمل بدوام
18 ساعة فقط في الأسبوع حاليا".
ونقلت "بي بي سي" عن إدارة المدرسة قولها:
"إنها تتقاضى 2500 جنيه استرليني سنويا عن كل تلميذ، وكان لديها 45 تلميذا في
وقت إجراء التفتيش الأخير عليها، لكنها لم تنجح في عملية التفتيش الأخيرة، التي
تسبق التسجيل".
اقرأ أيضا: ناشط إسلامي بريطاني: الحكومة تتجاهلنا والقانون ينصفنا
وأكدت نادية علي في مقابلتها مع "بي بي سي"
على أن "المدرسة ظلت مفتوحة لأن عملها مع الأطفال "فريد من نوعه".
وأوضحت بأنها تمارس التدريس منذ 15 عاما، مضيفة:
"رأيت كيف يحتاج الأطفال إلى منهج مختلف وهذا ما نسعى إلى تقديمه في مدرسة
أمباسادورز".
وتابعت: "أؤمن بما نسعى إلى تحقيقه، لأننا لمسنا
نتائج كثيرة مع أطفالنا. إنهم متعلمون سعداء".
وبحسب "بي بي سي" فقد أصدر المفتشون تحذيرات
مرتين للمدرسة التي تعمل بشكل "غير قانوني على الأرجح"، بعد أن تقدمت
نادية بطلب للتسجيل أول مرة في عام 2016.
تقارير لجنة التفتيش
ولم تنجح المدرسة في عملية التفتيش التي تسبق التسجيل،
في شباط/فبراير 2019، إذ اعتبر المفتشون أن المدرسة لم تف بالمعايير المطلوبة
لتسجيل المدارس المستقلة.
وعلى الرغم من ذلك ظلت المدرسة مفتوحة، مما أدى إلى
مقاضاة نادية علي.
وخلص التفتيش إلى أن مديرة المدرسة "تقاعست عن
عمد بالوفاء ببعض المسؤوليات الأساسية والحاسمة المتعلقة بالحماية".
كما تبين للمفتشين أن ستة مدرسين من مجموع 11 مدرسا لم
يخضعوا للفحص بمعرفة جهاز الإفصاح والخلو من السوابق الجنائية في بريطانيا، أو
التحقق من الحالة الجنائية.
بيد أن نادية ردت على الادعاءات بقولها: "إن جميع
الموظفين العاملين وقت التفتيش خضعوا لذلك الفحص بدقة".
وأضافت: "في ذلك الوقت، كان لدينا أربعة أعضاء
تدريس فقط في المدرسة".
وقالت: "حاولنا شرح الأمر للمفتشين وقتها بأن
الموظفين الذي تركوا المدرسة مازالوا مقيدين في السجل المركزي".
وقال المفتشون أيضا إن "المعلمين لا يمتلكون
المهارات" اللازمة لمساعدة التلاميذ على إحراز تقدم، كما خلص المفتشون إلى
أنه "لا توجد قدرة على التحسن" في المدرسة.
كما توصل فريق التفتيش إلى "عدم وجود خطة تهدف
إلى تعزيز القيم البريطانية الأساسية بطريقة فعّالة".
وعثر المفتشون في عام 2018 ، على نصوص داخل بعض الكتب
الموجودة في غرفة المدرسين، تشجع الآباء على "ضرب أطفالهم" في حالة عدم
أداء الصلاة، ونصوص أخرى تقول إن الزوجة ليس لها الحق في الامتناع عن زوجها.
لكن المفتشين لم يعثروا على دليل يؤكد استخدام مثل هذه
الكتب مع الأطفال.
وأفادت نادية إن الكتب أتت إلى المدرسة من مسجد قد
تبرع بها، وهي حبيسة المكتب فقط، وأقرت بأنها غير مناسبة، لكنها نفت أن تكون تلك
الكتب قد ساهمت في تشكيل تصور مختلف عن المجتمع البريطاني، أو عدم رغبة في أن تكون
المدرسة ضمن منظمومة المجتمع البريطاني الحديث.
وأضافت: "لا أعتقد أن مجرد العثور على بعض الكتب
أو فقرة من كتاب كهذا يجعلنا نعارض القيم البريطانية الأساسية، لأننا وأطفالنا،
نشأنا في المجتمع البريطاني".
دروس قرآنية
وذكرت "بي بي سي" أنه ليس واضحا عدد الساعات
التعليمية التي تقدمها المدرسة حاليا، على الرغم من أن نادية أصرت على أنها لم
تتجاوز 18 ساعة أسبوعيا، بيد أن المفتشين اطلعوا على جدول حصص لتلاميذ تتراوح
أعمارهم بين 11 و 14 عاما، تصل فيه الساعات الدراسية إلى 21 ساعة في الأسبوع، ونفت
نادية أن يكون جدول الحصص ذلك دقيقا.
وكان التلاميذ يتلقون دروسا قرآنية داخل المدرسة، لكن
ذلك يحدث الآن في مسجد قريب، وفق هيئة الإذاعة البريطانية.
وقالت نادية: "إن دروس القرآن تدار بمعرفة أولياء
الأمور، لكن الموقع الإلكتروني للمدرسة، الذي لم يعد يعمل على الإنترنت، كان قد
طلب من أولياء الأمور دفع 80 جنيها إسترلينيا شهريا مقابل دروس القرآن".
ونقلت عن أولياء الأمور قولهم: "إنهم يديرون ناديا لتقديم دروس
خاصة منزلية في مكان منفصل على مقربة من المدرسة".
اقرأ أيضا: كيف أصبح الإسلام قوة اجتماعية متنامية بثاني أكبر مدن بريطانيا؟
وقالت نادية: "إنها كانت تعد أوراقها من أجل
التقدم مرة أخرى لتسجيل المدرسة في غضون أسابيع قليلة".
وعلى الرغم من تفتيش مكتب معايير التعليم وخدمات
الأطفال والمهارات في بريطانيا "أوفستد" نحو 260 مدرسة يشتبه في أنها
غير مسجلة منذ يناير/كانون الثاني 2016 ، وإصدار إشعارات تحذيرية لـ 71 منها، كانت
هذه هي المرة الثانية فقط التي تُرفع فيها دعوى قضائية ضد مدير أو مديرة مدرسة
لهذا السبب، بحسب ما ذكرته "بي بي سي".
وقالت متحدثة باسم "أوفستد" إنه يجب أن يكون
هناك تعريف قانوني مناسب لـ "المدارس" و"الدوام الكامل"، لأن
التشريع الحالي غامض للغاية.
وأضافت: "إذا كانت تقدم تعليما للطفل، إذن فهي
مدرسة ويجب تسجيلها، حتى نتمكن من التأكد من أن الأطفال في أمان ويحصلون على تعليم
جيد".
وقال لورد أغنيو، مسؤول في التعليم، إن المدارس غير
المسجلة "غير قانونية وغير آمنة، وأي شخص يثبت أنه يدير مدرسة منها سيخضع
للمحاكمة".
وأضاف: "عندما تعمل المدارس بدوام جزئي فقط، يجب
أن تكون هناك مجموعة من الصلاحيات القانونية المعمول بها للتأكد من أن الأطفال في
أمان أثناء رعايتهم".
وقال: "الغالبية العظمى من الحالات تؤدي عملا
ممتازا في إثراء حياة الشباب".