هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لاقت نتائج الانتخابات التونسية الأولية بفوز المرشح "قيس سعيد" ردود فعل إيجابية في الداخل الليبي، خاصة بعد تصريحات الأخير بأنه يتمنى زيارة ليبيا، والمساهمة في حل أزماتها، وسط تكهنات بدور إقليمي قد يقوم به الرئيس التونسي الجديد المنتخب.
وقبل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، صرح "سعيد" بأنه -حال فوزه بالرئاسة- سيسعى إلى "وضع حد لهذا الوضع المتأزم في ليبيا، ولنمكن الشعب الليبي من تقرير مصيره بنفسه، ولتكون تونس أرض الحوار، مضيفا: "ارفعوا أيديكم عن الشعب الليبي، وذلك لمصلحة الجميع، بما في ذلك الدول المتدخلة"، كما قال.
وبعد إعلان فوزه في جولة الإعادة على منافسه نبيل القروي، قال الرئيس التونسي المنتخب إنه "يتمنى زيارة ليبيا قريبا، وأن يلتقي رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، مؤكدا أنه "سيبذل كل الجهد من أجل أن يتحقق الأمن والسلام للشعب الليبي"، حسب كلامه.
"أول تهنئة"
من جهته، أجرى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، مكالمة هاتفية مساء الأحد مع "قيس سعيد"، هنأه فيها على انتخابه رئيسا لتونس، وكانت بمثابة أول تهنئة رسمية من مسؤول عربي.
وطرحت تصريحات الرئيس التونسي الجديد قبل الفوز وبعده عدة تساؤلات عن الدور الذي سيلعبه "قيس سعيد" في الملف الليبي بصفته رئيسا منتخبا، وهل سيقود موقفا إقليميا من شأنه تغيير دفة الملف الليبي.
اقرأ أيضا: احتفاء عربي برئاسة تونس.. وقيس يغرد عن الربيع العربي
الأزمة أكبر من "تونس"
وقال عضو البرلمان الليبي، جبريل أوحيدة: "لا نملك إلا أن نحسن الظن في القيادة التونسية الجديدة، التي تدرك جيدا أن أمن واستقرار ليبيا هو مكسب لتونس، كما أن الفوضى التي تعاني منها ليبيا هي مكسب كبير لعصابات تهريب الوقود والهجرة وغسيل الأموال التي تشارك فيها أطراف تونسية".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "ربما من هذا المنطلق كان دور تونس غير فاعل تجاه الأزمة الليبية خلال الفترات السابقة، فهل سيتغير الآن ويكون أكثر إيجابية تحت قيادة "قيس سعيد" رجل القانون، الذي يوصف بالنزاهة، ويبدو أنه أكثر غيرة على محيطه العربي؟ أم سيتأثر بتوجه مناصريه "الأيديولوجي" تجاه الأزمة الليبية كما يتوجس من ذلك البعض؟"، حسب تساؤلاته.
وتابع: "الأزمة الليبية أكبر من قدرة "تونس" بمفردها في ظل الانقسام الدولي تجاهها، وكذلك بتعنت الأطراف الليبية الذي يزداد يوما بعد يوما، حتى أصبح أغلب الليبيين لا يثقون في نجاح أي حل سياسي، ويعولون على الحل الأمني"، كما قال.
"هزيمة للعسكر"
لكن الناشطة الليبية في مؤسسات المجتمع المدني، غالية بن ساسي، أشارت إلى أن "الغرب الليبي متفائل فعلا بفوز "قيس سعيد" برئاسة دولة الجوار "تونس"، كون انتصاره يخدم ويؤكد أهمية قضية "مدنية الدولة"، والانتقال السلمي للسلطة عبر صندوق الانتخاب".
وأضافت لـ"عربي21": "كما أن فوز "سعيد" أعطى الأمل بأن إرادة الشعوب ستنتصر يوما ما، والدور الذي قد يلعبه في ليبيا هو رفض "عسكرة الدولة"، وتشجيعه للعملية الديمقراطية هناك"، حسب تقديراتها.
وبدوره، أشار الباحث التونسي المهتم بالملف الليبي، نزار مقني، إلى أنه "ليس في إمكان الرئيس التونسي الجديد حل الإشكال الليبي في هذه الفترة؛ لأنه يجب أن يفهم أولا طبيعة وتفاصيل المعضلة الليبية".
وأضاف لـ"عربي21": "أما بخصوص تداعيات الانتخابات التونسية وإمكانية تأثيرها على من حولها، فإنه يمكن القول إن هذا النموذج غير قابل للتصدير إلى بلدان أخرى"، وفق رأيه.