يسود
احتقان شديد مرشح للانفجار عسكريا في الريف الجنوبي من محافظة
تعز (جنوب غرب البلاد)،
بعد يوم من مواجهات بين قوات حكومية ومجاميع مسلحة تابعة لـ"
أبو العباس"
مسنودا بميليشيا تتبع نجل شقيق صالح؛ طارق، المدعومين من
الإمارات.
والخميس،
قتل جنديان يعملان ضمن الحراسة الشخصية لمحافظ تعز نبيل شمسان في مدينة التربة، المركز
الإداري للشمايتين جنوب المدينة، قبل أن تتعرض مواقع تابعة لقوات اللواء الرابع مشاة
جبلي، لقصف نفذه مسلحون تابعون لـ"أبو العباس"، وفقا لما أفاد به مصدر عسكري مسؤول.
وقال
المصدر العسكري في تصريح خاص لـ"عربي21" مفضلا عدم كشف اسمه، إن الأجواء
هادئة في التربة، وحاليا تقوم لجنة أمنية مصغرة
بالتحقيق فيما حدث يوم الخميس.
وأضاف
المصدر أن التطورات الأخيرة في مدينة التربة كانت حادثة جنائية، في إشارة إلى مقتل
جنديين يعملان ضمن حرس المحافظ، تطور إلى استغلالها واستهداف كل المواقع التابعة للواء
الرابع مشاة جبلي الموجود في نطاق مهامه ومسرح أعماله القتالية المحدد له رسميا من
القيادة العليا في البلاد.
وبحسب
المصدر العسكري في الجيش بتعز فإن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل تعرضت مساكن قيادات
عسكرية في اللواء الرابع، ومقار أمنية وحكومية أخرى، للقصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة
والمتوسطة والخفيفة، من قبل تشكيل عسكري متمرد على الدولة وبدعم من دولة الإمارات.
وأشار
إلى أنه تم تحشيد مرتزقة وعناصر بلطجية، والدفع بهم إلى مدينة التربة لإحداث الفوضى
فيها ومناطق الريف الجنوبي من تعز، لتمرير مخططات وأجندة وصفها بـ"الخبيثة".
وذكر
المصدر أن المسلحين المتمردين على الدولة التي يقودها السلفي المثير للجدل عادل عبده فارع،
وبإيعاز من الامارات، دشنت أعمالها العدائية ضد الشرعية ورفعت درجة التوتر إلى مستوى
عال جدا، قبل أن تقوم قوات الجيش والأمن بمهامها الدستورية وكبح جماحها بشكل مؤقت.
وفق
المصدر العسكري، فإن قوات الجيش رصدت تحشيدا
من قبل المتمردين لعناصر مسلحة وعربات وسيارات مسلحة نحو التربة، عاصمة الشمايتين بريف
تعز الجنوبي.
ولم
يتسن لـ"عربي21" الحصول على تعليق فوري من قيادات في كتائب أبو العباس أو
يسارية حول ما ذكره المصدر المسؤول.
وأكد
المصدر أن الهدف الرئيسي لحكومة أبوظبي هو "تأمين نفوذها ومصالحها غير المشروعة في باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولي، والساحل
الغربي، بالإضافة إلى مدينة عدن، الخاضعة للانفصاليين منذ آب/ أغسطس الماضي".
وكشف عن إغراءات يقدمها الإماراتيون عبر "المال السياسي"، لشراء
"ولاءات قيادات في المنطقة، بالإضافة إلى تسليح مليشياوي، سعيا لإنجاح مشروعهم".
وطالب
المصدر المسؤول في الجيش بتعز، الرئيس هادي بقطع أبرز أذرع الإمارات في تعز، حتى لا
تنزلق المدينة في دورة جديدة من العنف، بدلا من المعالجات المتأخرة.
وبين
المصدر ذاته أن أبوظبي رمت بكل ثقلها العسكري في الريف الجنوبي لتعز، وتقدم دعما عسكريا
ولوجستيا لأدواتها، للهيمنة على هذا الجزء الاستراتيجي من المدينة.
وفي
منتصف آب/ أغسطس الماضي، نجحت قوات الشرطة في تعز في إخماد تمرد مسلح، قاده مسؤول
أمني موال للإمارات، يدعى عبد الكريم السامعي في مدينة التربة، بعد إقالته من منصبه،
حيث قام بمهاجمة مقر الشرطة هناك.
اقرأ أيضا: مصدرلـ"عربي21": إخماد تمرد مسلح على السلطة جنوب تعز اليمنية