هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شدد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، على أن منطقة شرق الفرات، مسألة حياة بالنسبة لبلاده، كاشفا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صرح لنظيره التركي رجب طيب أردوغان، أن قوات بلاده تريد الانسحاب من شمال سوريا.
وقال تشاووش أوغلو في مقابلة أجرتها صحيفة "صباح" التركية، وترجمتها "عربي21"، إن بلاده إذا لم تتحرك اليوم شرق الفرات، فسوف تواجه تحديات أكبر غد، وسيتنامى التهديد على أمنها القومي.
وكشف الوزير التركي، أن الرئيس الأمريكي أبلغ أردوغان، قبل نحو أسبوع أنه يرغب بسحب قوات بلاده من سوريا.
وأضاف تشاووش أوغلو، أن تصريحات ترامب لأردوغان، مفاجئة بحد ذاتها بهذا التوقيت، "لأننا رأينا أن هناك محاولات أمريكية لمنع ذلك".
وتطرق إلى تشكيل "العمليات المشتركة" الأمريكية التركية، لافتا إلى أن ذلك سبقه مفاوضات على المستوى الفني والعسكري، وتركيا رأت ذلك بالبداية موقفا إيجابيا من الولايات المتحدة.
اقرأ أيضا: مع انتهاء مهلة أردوغان.. هل تنفذ أنقرة تهديداتها شرق الفرات؟
وأضاف أن بلاده حذرت الولايات المتحدة من المماطلات كما حدث في منبج، موضحا أن واشنطن مازالت تدعم الوحدات الكردية، ولم يتم سحبها شرق الفرات، كما لم يتم هدم كمائنهم، ومازال تقديم الدعم العسكري لها مستمرا.
وأشار إلى أن الخلافات الأمريكية التركية في شرق الفرات حول عمق المنطقة الآمنة، واستمرارية وجود وحدات حماية الشعب الكردية.
وأضاف أن هناك تطورا في العلاقات مع الولايات المتحدة على الصعيد التجاري، إلا أن مسألة شرق الفرات أصبحت مسألة حياة بالنسبة لبلاده في ظل عدم التعاون الأمريكي.
وأوضح أن التطورات في شرق الفرات، "لا يمكن أن يجعلنا ننتظر أكثر.. وعند النظر إلى التحديات، فإن انتظرنا اليوم دون اتخاذ أي خطوات جدية، فسوف نشهد غد تحديا أكبر، ويزداد التهديد والمخاطر أكبر بكثير، لذلك نحن بحاجة لاتخاذ قرار".
وأشار إلى أن هناك رغبة من الاتحاد الأوروبي والعالم، بعد البدء بإعادة الإعمار في سوريا دون التوصل إلى حل سياسي، إلا أن ذلك لا يمنع من تلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين السوريين عندما يتم إنشاء المنطقة الآمنة، والمطلوب من الجميع تلبية تلك الاحتياجات.
وحول مسار أستانة، لفت الوزير التركي، إلى أن بلاده وروسيا وإيران تؤمن بالحل السياسي، ويجري الآن التفاوض حول الدستور.
اقرأ أيضا: هذه هي الخطة التركية لـ"توطين" اللاجئين بالمنطقة الآمنة
وأشار إلى أن الاجتماع المقبل في جنيف نهاية الشهر الجاري، مهم جدا، إلا أنه أعرب عن قلقه من تصرفات النظام السوري الذي "لا يؤمن بالحل السياسي".
وأضاف أن هناك من يعارض عمليات بلاده في سوريا، ويتهمها بأنها تحاول قلب الموازين الديمغرافية شرق الفرات، مستدركا بالقول: "هم لا يستطيعون البوح صراحة بأنهم يدعمون الوحدات الكردية هناك، وأنهم يعملون معهم".
وأضاف: "في تركيا 300 ألف كردي سوري، قامت الوحدات الكردية بتهجيرهم، ونحن نسعى لعودتهم إلى شرق الفرات مع إخوانهم من القبائل العربية".