هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شنّ سياسي يمني هجوما حادا على دولة الإمارات واعتبر أنها باتت "عدوا استراتيجيا لليمن"، كما أنه وصف ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بأنه "شيطان العرب".
وفي تصريحات لـ"عربي21" قال رئيس مجلس وجهاء وأعيان اليمنيين في تركيا، نبيل غانم، إن "طرد دولة الإمارات من التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية بات مسألة وقت ليس إلا، وإن هذا القرار سيتم اتخاذه قريبا، خاصة بعدما أصبح اليمنيون ينظرون للإمارات باعتبارها دولة احتلال فاشي".
وأكد أن "الأحداث الأخيرة في اليمن أثبتت
تماما أن الإمارات لم تدخل لليمن إلا لتحقيق مآربها ومصالحها الخاصة، والتي تصطدم
بشكل كامل مع تطلعات الشعب اليمني، خاصة أن مصالح أبو ظبي تسير في الاتجاه المعاكس
لما أعلنت عنه أثناء دخولها تحالف دعم الشرعية عام 2015".
"دولة محتلة"
وتابع
غانم: "الإمارات ادعت أنها جاءت لإعادة الشرعية، ولإنهاء الانقلاب في اليمن،
لكن للأسف الشديد كل الأحداث السابقة والوقائع التي رأيناها جميعا تؤكد كذب هذه
الادعاءات جملة وتفصيلا، بل إنها في حقيقة الأمر كانت تحارب الشرعية وتعمل على
إجهاضها بكل ما أوتيت من قوة".
ونوه
إلى أن "الجرائم السابقة التي ارتكبتها الإمارات في اليمن كانت تدعي أنها عن
طريق الخطأ ولم تكن مُتعمدة، رغم أن تلك الضربات والجرائم أوقعت العديد من الضحايا من أطفال أو نساء أو جنود، وفي الحقيقة كانت تلك الضربات مُتعمدة بهدف منع تقدم
الجيش اليمني لتحرير البلاد من الانقلاب".
وأكد السياسي اليمني أن "الإمارات أصبحت دولة محتلة معتدية وغير مرغوب فيها تماما، وعليها
مغادرة التراب اليمني كاملا، وستُرفع عليها قضايا في الجنائية الدولية، والدماء
البريئة التي سالت على أرضنا ستكون لعنة عليها وعلى كل من تسببوا فيها".
وشدّد
غانم، على أن
"دولة الإمارات باتت عدوا استراتيجيا وحقيقيا لليمن، بل إنها هي العدو الأول لنا
حاليا، ولا يمكن أن نقبل بوجودها على أرضنا يوما واحدا بعد الآن، ويجب مقاومة هذا
الاحتلال حتى طرد آخر جندي إماراتي".
"مصالح الإمارات"
وبسؤاله
عن طبيعة مصالح الإمارات في اليمن، أجاب: "بالطبع هي لم تعلن عن مصالحها، لكن
المؤكد أن أهدافها تتمثل في تعطيل موانئ اليمن والسيطرة عليها، وخاصة ميناء عدن
بالذات، لأنها تدرك جيدا المميزات الربانية والاستراتيجية لهذا الميناء الذي لو
عمل بشكل صحيح لتعطل وتوقف ميناء جبل علي بالإمارات".
ولفت
غانم إلى أن "الإمارات حريصة كل الحرص على تعطيل ميناء عدن ليس منذ هذه
الأيام، بل منذ أكثر من 20 عاما، واليوم قامت للأسف ببسط يدها على ميناء عدن وكل
الموانئ الأخرى في جنوب اليمن، وتسعى للسيطرة على مضيق باب المندب".
وأوضح أن "مصالح الإمارات تتمثل أيضا في محاولة السيطرة على جزيرة سقطرى، حيث
قامت بشراء أراضي في مناطق استراتيجية بها، فضلا عن شراء ذمم لبعض القيادات
الأمنية والقبلية والعسكرية في هذه الجزيرة، بالإضافة لمحاولة السيطرة على مناطق
أخرى استراتيجية وحيوية في اليمن".
"شيطان العرب"
وأضاف غانم أن من سماه "شيطان العرب" محمد بن زايد "ضرب الجيش الوطني، واتهمه بأنه جيش إرهابي، بينما كان هو
الذي يساعد هذا الجيش سابقا، فهل هو بذلك يوجه اتهاما للسعودية بأنها تؤوي
إرهابيين وترعى الإرهاب، ولذلك فإنه يجب على السعودية أن ترد على تلك المزاعم الساقطة".
وطالب
"القيادة الشرعية بضرورة طرد الإمارات من التحالف ومحاسبتها على كل الأعمال
الإجرامية التي ارتكبتها، ومطالبتها بالتعويض لكل الضحايا الذي سقطوا بسببها،
وتصعيد ملفات إجرامها لمحكمة العدل الدولية".
واستنكر غانم تأخر الرئاسة اليمينة عن "الرد المناسب والمكافئ لجرائم محمد بن زايد، ونحن
نتساءل عن الأسباب التي تحول إلى الآن دون اتخاذ خطوات حاسمة وقوية كان يجب اتباعها
منذ اللحظة الأولى للعدوان الإماراتي، وخاصة طرد الإمارات من التحالف، ورفع ملف
جرائمها على مدى 4 سنوات للجنائية الدولية".
موقف السعودية
وطالب
السعودية بـ"إبراء ذمتها وساحتها من الجرائم الإماراتية التي تحدث في
اليمن"، لافتا إلى أن "الرياض لم تنتقد الضربة الإماراتية للجيش اليمني
في عدن إلى الآن، ولم ترد على الادعاءات الإماراتية الكاذبة، ولم تقل كلمتها حتى
هذه اللحظة".
واستطرد
قائلا:" ما زال الموقف السعودي حتى الآن سلبيا ودون المستوى تماما، وما زلنا
نأمل أن تصحح الرياض مسار هذا التحالف الذي انحرف عن طريقه الصحيح، وعليها أن
تُظهر للعالم رأيها الحقيقي في جرائم الإمارات، وإلا ستكون هي الأخرى شريكة في تلك
الجرائم وخصما للشعب اليمني".
ورفض
بشدة دعوات البعض لحزب الإصلاح بالابتعاد عن المشهد، قائلا:" أنا لست عضوا في
حزب الإصلاح، إلا أنه حزب من أحزاب اليمن المُعترف بها، ولا يعمل إلا من خلال
الشرعية، وبالتالي فمن غير المقبول إقصاؤه -هو أو غيره- عن المشهد، فاليمن بحاجة
ماسة لكل أبنائه".
وشدّد
على أنه من "المعروف عن اليمنيين الصبر والجلد وقوة التحمل والتفاؤل"،
مضيفا:" في الأيام المقبلة ستكون هناك بشائر قادمة ستفرح الجميع، وستكون
إجراءات حازمة وصارمة جدا ضد دولة الإمارات".
وفي
29 آب/ أغسطس الماضي، نفذت مقاتلات إماراتية ضربات جوية في جنوب اليمن خلفت أكثر
من ثلاثمئة شخص بين قتيل وجريح، فيما أقرت أبو ظبي بمسؤوليتها عن الغارات الجوية،
وادعت أن القوات التي استهدفتها كانت تشكل تهديدا لقوات التحالف، بحسب مزاعمها.