هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" مقالا لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، مادلين أولبرايت، تعليقا على مساعي السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، حذرت فيه من عودة نساء أفغانستان إلى "العصور المظلمة".
وتقول "أولبرايت" في مقالها إن الجانبين يقتربان من تحقيق إنجاز نحو السلام، بعد 18 عاما من الحرب، يتم بموجبه سحب قوات أمريكية من أفغانستان مقابل التزام طالبان بضمانات أمنية.
ولكن هذا الاتفاق ما هو إلا مدخل لحوار أفغاني أكثر تعقيدا، بحسبها، بين طالبان والحكومة، من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وتؤكد الوزيرة السابقة وجود أمل في العالم كله أن تكلل هذه المفاوضات بالنجاح وتؤدي إلى حل دائم واستقرار نهائي في البلاد، ولكن بأي ثمن؟
توضح أولبرايت أن الكثيرين يخشون من أن تهدد عودة طالبان المكاسب التي حققتها المرأة في أفغانستان خلال عقدين من الزمن في مجالات الحقوق والتعليم والعمل والسياسة.
اقرأ أيضا: يد تحاور وأخرى تضرب..كيف فرضت طالبان معادلتها على أمريكا ؟
وتوجد مخاوف من تهديد المؤسسات الدستورية التي وضعها الأفغان منذ سقوط نظام طالبان عام 2011.
ففي حكم طالبان، تضيف، كانت البنات ممنوعات من الدراسة في سن الثامنة، وكانت المرأة ممنوعة من العمل ومجبرة على المكوث في البيت، وكانت مجبرة أيضا على تغطية جميع جسمها في الأماكن العامة، ولا يحق لها الكلام إلا همسا، وكانت تتعرض لعقوبات قاسية.
وتقول إن الكثير من الإنجازات تحققت في أفغانستان منذ سقوط نظام طالبان. فالملايين من البنات يذهبن اليوم إلى المدارس، وأصبحت المرأة تؤدي أدوارا ريادية في المجتمع، وتمتهن الوظائف العامة في الطب والمحاماة والشرطة والتعليم وتتمتع بحق الاقتراع والترشح للانتخابات.
وتشدد أولبرايت على ضرورة أن تتضمن المفاوضات هذه الحقوق والإنجازات وتحرص على صيانتها وتطويرها، "وعلى المفاوضات أيضا أن تضمن إجراء انتخابات ديمقراطية لاختيار قائد البلاد".
وتضيف أنه لا ينبغي أن يحل السلام على حساب الإنجازات التي تم تحقيقها في البلاد، ولا ينبغي أن يحل السلام على حساب النساء الأفغانيات، ولا بد أن تسير أفغانستان في طريق تحقيق السلام وتعزيز القيم الديمقراطية والحقوق.