هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر إيرانية، الأحد، عن شروط وضعتها طهران لـ"إنقاذ الاتفاق النووي"، بالتزامن مع إجراء وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، محادثات على هامش قمة السبع في فرنسا، استمرت ساعات، قبل أن يغادر.
قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسي لوكالة "رويترز" إن طهران تريد تصدير 700 ألف برميل يوميا من النفط على الأقل "كبداية"، إذا أراد الغرب أن يتفاوض لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وأوضح مسؤول إيراني كبير: "كبادرة حسن نية وخطة صوب إتاحة المجال للمفاوضات، قمنا بالرد على اقتراح فرنسا، نريد تصدير 700 ألف برميل يوميا من النفط وأن نحصل على الأموال نقدا... وهذه مجرد بداية. يجب أن نصل إلى 1.5 مليون برميل يوميا".
لا تفاوض على الصواريخ
وقال مسؤول ثان: "لا يمكن التفاوض بشأن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني ولن يحدث، أوضحنا ذلك تماما وبصراحة".
ولم يوضح المسؤولون الإشارة إلى اقتراح باريس، ولم يتسن الاتصال بمسؤولين فرنسيين للتعليق.
وقال دبلوماسي إيراني إن بلاده استبعدت أيضا إجراء أي مفاوضات بشأن "حقها في تخصيب اليورانيوم ودورة الوقود النووي المصنوع محليا... وفي المقابل سنلتزم تماما بالاتفاق النووي المبرم عام 2015".
وقالت مصادر بصناعة النفط لرويترز إن صادرات النفط الإيرانية هوت في تموز/ يوليو إلى 100 ألف برميل بسبب العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على البلاد منذ انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي العام الماضي.
المقترح الفرنسي
كشف مصدر فرنسي عن تقديم الرئيس إيمانويل ماكرون مقترحا لنظيره الأمريكي دونالد ترامب، يقضي بالسماح لإيران بتصدير نفطها لفترة محددة، مقابل وقفها تخصيب اليورانيوم.
وأوضح دبلوماسي فرنسي، فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية، مساء السبت، إن ماكرون عرض تفاصيل خطة فرنسية لتهدئة التوترات مع إيران، أثناء غداء عمل جمعه بترامب قبل انطلاق قمة مجموعة السبع.
ولفت إلى أن فرنسا تعمل منذ عدة أسابيع على الخطة، مؤكدا أن واشنطن وباريس تشتركان في نفس المصالح، والتي تتمثل بمنع إيران مسلحة نوويا.
وبحسب المصدر، تسمح الخطة الفرنسية إيران من تصدير نفطها لفترة محددة. بالمقابل تلتزام طهران كاملا بتنفيذ الاتفاق النووي الموقع مع القوى الغربية عام 2015، وتخفض التوترات في الخليج وتنفتح على الحوار.
بدوره، ذكر مسؤول في الرئاسة الفرنسية أن ترامب أكد خلال لقائه بماكرون على أنه لا يريد حربا مع إيران بل اتفاقا، حسبما نقل موقع قناة "فرانس 24" المحلية.
وذكر الموقع أن الدبلوماسيين الفرنسيين طرحوا فكرة أن تعفي واشنطن إيران من العقوبات التي تستهدف صادراتها النفطية إلى الهند والصين.
اقرأ أيضا: بعد وصوله مكان انعقاد G7.. مباحثات بين ظريف ولودريان
من جانبها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن المحادثات بين وزيري الخارجية الإيراني والفرنسي اليوم الأحد كانت على هامش قمة مجموعة السبع، وإن كل فرصة يجب اغتنامها لتخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وقالت ميركل لصحفيين: "علينا أن نجد سبيلا لخفض التصعيد. إذا لم يحدث .. علينا أن نخشى أن تتخلى إيران عن مزيد من التزاماتها (في الاتفاق النووي)، حتى أكثر في أيلول/ سبتمبر".
وأضافت أنها علمت بوصول ظريف إلى بياريتس قبل وقت قصير من وصوله.
بدورها أفادت الرئاسة الفرنسية، بحسب وكالة أنباء "فرانس برس" أن ماكرون أجرى محادثات "إيجابية" مع الوزير الإيراني، مؤكدة تواصلها.
وكتب ظريف على تويتر: "التقيت إيمانويل ماكرون على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس بعد مناقشات مفصلة" مع وزير الخارجية جان إيف لو دريان ووزير المالية برونو لو مير.
وتابع، قبل مغادرته بياريتس: "الطريق صعب، لكنه يستحق المحاولة".
— Javad Zarif (@JZarif) August 25, 2019
مشاركة ظريف "المفاجئة"
والأحد، أعلنت الخارجية الإيرانية، مشاركة الوزير محمد جواد ظريف بقمة السبع المنعقدة في فرنسا.
جاء ذلك في تغريدة عبر تويتر للمتحدث باسم الوزارة، عباس موسوي.
وأوضح موسوي أن المشاركة المفاجئة تأتي بناء على دعوة من الجانب الفرنسي، نافيا أن تشهد لقاءات مع مسؤولين أمريكيين.
وبالتزامن مع إعلان موسوي، كشف موقع "فلايت رادار 24" لتعقب حركة الطائرات عن وصول طائرة إيرانية رسمية إلى مطار مدينة بياريتس، التي تستقبل القمة.
وقال مسؤول بالبيت الأبيض، الأحد، إن فرنسا لم تبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مسبقا بأن وزير الخارجية الإيراني سيجتمع مع وفد فرنسي على هامش قمة مجموعة السبع في بياريتس.
إلا أن بيان الرئاسة الفرنسية أكد، لاحقا، التنسيق مع واشنطن بشأن الخطوة.
اقرأ أيضا: قضايا خلافية تهيمن على مجموعة السبع خلال قمتها في باريس
وفي وقت سابق، أفادت "رويترز" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض التعليق، الأحد، على تقارير بشأن احتمال حضور ظريف إلى بياريتس.
وقال ترامب ردا على أسئلة صحفيين بهذا الشأن: "لا تعليق".