هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قرر المجلس العسكري الانتقالي في السودان إغلاق جميع المدارس بالبلاد "حتى إشعار آخر"، غداة مقتل ستة بينهم خمسة طلاب، أثناء مشاركتهم في مسيرة بمدينة الأُبيض.
والثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء الرسمية بأن الأمين العام لديوان الحكم الانتقالي، صديق جمعة، وجه "ولاة الولايات بتعطيل الدراسة لكل المرحلة التعليمية، الثانوية والأساسية ورياض الأطفال، ابتداء من الأربعاء 31 تموز/ يوليو، وإلى إشعار آخر".
وأضاف المصدر أن القرار صادر بتوجيه من المجلس العسكري الانتقالي، بالتزامن مع تظاهر مئات الطلاب في الخرطوم تنديدا بمقتل زملائهم، وإلغاء معارضين مشاركتهم في مفاوضات كانت مقررة مع العسكريين الثلاثاء.
وهتف طلاب، بالزي المدرسي: "مقتل طالب مقتل أمة"، ورفعوا علم السودان، وذلك في عدة أحياء بالعاصمة.
واتهم المتظاهرون قوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي"، بإطلاق النار على مسيرة الأبيض، التي خرجت، الاثنين، احتجاجا على نقص الخبز والوقود.
وفجر الأربعاء، أعلنت "لجنة أطباء السودان المركزية" أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى ستة، بعد وفاة متظاهر متأثرا بإصابته برصاصة في الرأس.
اقرأ أيضا: قتلى وجرحى بقمع "الدعم السريع" مظاهرة بالسودان (شاهد)
وجاء مقتل المتظاهرين الستة عشية محادثات بين الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري لبحث مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية.
وأكد مفاوضان في حركة الاحتجاج عدم إجراء جلسة المفاوضات المقررة مع المجلس العسكري الثلاثاء، بسبب تواجد الفريق التفاوضي للحركة في الأُبيض.
وفي تصريح لوكالة "فرانس برس"، قال القيادي والمفاوض في حركة الاحتجاج، طه عثمان: "لن تعقد جلسة مفاوضات الثلاثاء مع المجلس العسكري لأن الفريق التفاوضي موجود في الأُبيض حاليا".
وأكد ذلك أيضا المفاوض في الحركة ساطع الحاج، الذي قال إنّ الوفد "سيعود للخرطوم مساء الثلاثاء" ليتم تحديد موعد جديد للتفاوض بين الطرفين.
وقال لـ"فرانس برس" قيادي آخر، طلب عدم كشف هويته، إن المحادثات ستستأنف عندما يهدأ الشارع، مؤكدا ان الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق اختراق.
وندد رئيس المجلس العسكري الحاكم عبد الفتاح البرهان بمقتل المتظاهرين.
وقال إن "ما حدث في الأُبيض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة"، وفقا للتلفزيون الرسمي الثلاثاء.
وأضاف في لقاء مع صحفيين بثه التلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء أن "ما يحدث حاليا يجب أن يشكل حافزا للمفاوضين لتعجيل الاتفاق لإنقاذ الشعب السوداني".
اقرأ أيضا: إخوان السودان يدينون قتل المتظاهرين بمسيرة الاثنين
والثلاثاء، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) السلطات إلى التحقيق في الحادثة، مشيرة إلى أن أعمار المتظاهرين تتراوح بين 15 و17 عاما.
بدوره، دعا تجمع المهنيين السودانيين، مساء الثلاثاء، إلى مليونية أسماها " القصاص العادل"، يوم الخميس، على خلفية أحداث الأبيض.
وكان والي ولاية شمال كردفان المكلف، اللواء الركن الصادق الطيب عبد الله، أعلن الاثنين تشكيل لجنة تحقيق وتقص للأحداث، متهما "مندسين" بالدخول وسط المسيرة الطلابية السلمية.