هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهمت إيرلندا، الجمعة، رئيس الوزراء البريطاني الجديد، بوريس جونسون، بـ"تعمد قيادة لندن نحو صدام مع دبلن والاتحاد الأوروبي".
وفي مقابلة مع شبكة التلفزيون المحلية "آر
تي إيه"، قال وزير الخارجية الإيرلندي، سايمون كوفني، إن جونسون "يبدو
أنه اتخذ قرارا متعمدا بوضع بريطانيا على مسار صدام مع الاتحاد الأوروبي ومع
إيرلندا في ما يتعلق بمفاوضات بريكست".
وجاءت تصريحات "كوفيني" عقب اجتماعه بالوزير
المكلف بشؤون إيرلندا الشمالية، جوليان سميث، وبعد يومين على تولي جونسون رئاسة
وزراء المملكة المتحدة.
وتعد طبيعة العلاقة بين جمهورية إيرلندا وإيرلندا الشمالية التابعة
لبريطانيا، في مرحلة ما بعد خروج لندن من الاتحاد الأوروبي؛ أكثر القضايا الشائكة
في اتفاق "بريكست"، لاسيما أن دبلن عضو بالاتحاد.
اقرأ أيضا: بريطانيا تحدد موعد انفصالها رسميا عن الاتحاد الأوروبي
والخميس، رفض الاتحاد الأوروبي بشكل قاطع طلب جونسون إعادة التفاوض للتوصل إلى اتفاق جديد حول بريكست.
وحذر كبير المفاوضين في الاتحاد الأوروبي حول
الملف، ميشال بارنييه، الدول الأعضاء في التكتل من أن جونسون كان يحاول إثارة
الانقسام في صفوفها عن طريق التهديد بالخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
وأبلغ رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر
رئيس الوزراء البريطاني في مكالمة هاتفية، أن قادة الاتحاد الأوروبي لم يمنحوا
بروكسل أي تفويض لإعادة التفاوض.
وقالت المتحدثة باسمه مينا أندرييفا:
"أجرى الرئيس يونكر محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء جونسون، وبعدما استمع
إليه، جدد موقف الاتحاد الأوروبي لجهة أن اتفاق الانسحاب هو الأفضل والوحيد الممكن
بالنسبة للاتحاد الأوروبي".
وأضافت: "أكد له أيضا أن المفوضية
الأوروبية مستعدة للعمل مع المملكة المتحدة لإتمام الإعلان السياسي (المرفق باتفاق
الخروج) ولبحث كل اقتراحاتها، شرط أن تكون منسجمة مع اتفاق الخروج".
وفي وقت سابق الخميس، نبه المفاوض الأوروبي
ميشال بارنييه إلى أن مطالب رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون حول تعديل
اتفاق بريكست "غير مقبولة"، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى الاستعداد لاحتمال
خروج بريطانيا من دون اتفاق.
وقال بارنييه في رسالة وجهها إلى ممثلي الدول
الـ27 واطلعت عليها فرانس برس، إن جونسون "أعلن أنه إذا كان ينبغي التوصل إلى
اتفاق، فيجب إلغاء شبكة الأمان (المتعلقة بالحدود الإيرلندية). هذا بالتأكيد غير
مقبول ولا يقع ضمن مهام المجلس الأوروبي".
وشدد على أن "عدم وجود اتفاق لن يكون أبدا
خيار الاتحاد الأوروبي، ولكن علينا أن نستعد جميعا لكل السيناريوهات".
والخميس أيضا، وصف جونسون الاتفاق الذي توصلت إليه
رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي مع بروكسل بـ"غير المقبول"، وقال إن
حكومته ستولي "أولوية قصوى" للتحضيرات للخروج من الاتحاد في حال عدم
التوصل إلى اتفاق مع بروكسل في الموعد المحدد في 31 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي بداية عاصفة في البرلمان، دعا جونسون
الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير في رفضه التفاوض مجددا بشأن الاتفاق، كما أكد مجددا وعده بإخراج بريطانيا من الاتحاد
الأوروبي في الموعد المحدد بأي ثمن.
ويهدد جونسون، في حال الخروج دون اتفاق، بعدم
دفع فاتورة الخروج وقدرها 39 مليار جنيه إسترليني (49 مليار يورو).