هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اختتمت ورشة البحرين الاقتصادية يومين من فعالياتها التي خصصت للترويج للشق الاقتصادي من "صفقة القرن" الأمريكية، بعد تأجيل الكشف عن الجانب السياسي من الخطة، رغم الجهود الحثيثة التي بذلها المسؤولون الأمريكيون لإنجازها منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ولم ينتظر مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر انتهاء
الورشة من أجل تقييمها، فقال قبيل انعقادها إنها "ناجحة"، وإن عددا من
المستثمرين سيشاركون بها، دون التطرق للغياب والرفض الفلسطيني للورشة وللصفقة
الأمريكية ككل.
لكنه عاد بعد انتهاء الورشة للقول إن "الباب لا
يزال مفتوحا أمام الفلسطينيين للانضمام إلى خطة السلام الأمريكية"، التي لم
تتضح معالمها السياسية بعد، وتابع قائلا: "القضايا الاقتصادية في الصراع
الفلسطيني الإسرائيلي يمكن حلها، وإنه سيطرح خطة سياسية عندما يكون الوقت
مناسب"، على حد قوله.
وبحسب محللين تحدثوا لـ"عربي21" فإن
الولايات المتحدة فشلت في تحقيق جميع ما كانت تسعى لتحقيقه من خلال ورشة المنامة،
إلا أنها حققت نجاحا مهما ربما يكون "الوحيد"، وهو فتح باب التطبيع
العربي أمام الاحتلال الإسرائيلي.
بينما
تمحورت إخفاقات ورشة البحرين، في النقاط الآتية:
- المقاطعة الفلسطينية
- الحضور العربي والدولي الباهت
- فشل واشنطن في تحديد خطوتها المقبلة
الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم أبراش أكد أن
"أمريكا لم تحقق كل ما كانت تطمح إليه"، مستدركا بقوله: "لكنها لم
تفشل فشلا نهائيا، لأن انعقاد الورشة وحضور دول عربية وأجنبية يعتبر إنجازا
بالنسبة لواشنطن وإسرائيل".
وأوضح أبراش في حديثه لـ"عربي21" أن
"عقد ورشة البحرين يعتبر خطوة في سياق التطبيع العربي الإسرائيلي"،
معتبرا أن "التطبيع يسير من خلال عقد ورشة في عاصمة عربية، وبجلوس
الإسرائيليين مع العرب".
اقرأ أيضا: كوشنر: حل الصراع يقتضي مقاربة جديدة وورشة البحرين ليست رشوة
وشدد أبراش على أن "المقاطعة الفلسطينية حدت من
هذا الإنجاز"، مبينا أن "الغياب الفلسطيني هو الذي جعل الحضور العربي
والأجنبي هزيلا، وبمستويات تمثيلية متدنية بشكل كبير".
ومن إخفاقات الورشة أيضا، ذكر المحلل الفلسطيني أنه
"بعد انعقادها بقيت الخطوة التالية قبل الوصول إلى الشق السياسي مجهولة"،
متسائلا: "هل الدول المقترحة بالخطة الاقتصادية مستعدة لدفع المبالغ المقدرة
بـ(50 مليار دولار)، قبل وجود رؤية سياسية وموافقة فلسطينية".
ورأى أبراش أن "أي دولة لن تدفع أموالا دون أن
يكون هناك موافقة فلسطينية أو وضوح للرؤية السياسية"، متوقعا أن "تماطل
الولايات المتحدة في خطواتها القادمة، وتبتعد عن عقد أي فعالية أخرى ضمن صفقة
القرن، لحين اتضاح المشهد السياسي الإسرائيلي".
وحول مدى ترجمة الأرقام والمشاريع الاقتصادية التي
طرحت بورشة المنامة، رأى أبراش أنها "هدفت لاستطلاع الآراء، لكن الحضور
الخجول للدول العربية والغربية، سيجعل واشنطن تتمهل في الانتقال إلى الجانب
السياسي"، وفق تقديره.
في المقابل، واصلت الصحافة
الإسرائيلية تعبيرها عن حالة الابتهاج التي تعيشها تل أبيب، نتيجة عقد الورشة
الاقتصادية في عاصمة عربية بحضور إسرائيلي، لكنها تساءلت عن مدى تحقق الهدف
الرئيسي من الورشة وهو "تحسين الاقتصاد الفلسطيني".
ونشرت صحيفة "إسرائيل اليوم"
العبرية تقريرا من العاصمة المنامة ترجمته "عربي21"، وقالت فيه إن "حكام البحرين لم يخفوا انفتاحهم على التقارب مع الإسرائيليين"، مؤكدة
أنه "حتى لو فشل كوشنر في خطته الاقتصادية فلن يتوقف التقارب بين الدول
العربية وإسرائيل".
"حفل زفاف دون عروس"
ونوهت إلى أن "كوشنر عرض
بشكل تفصيلي خطته لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وترك الكرة الآن في ملعب
الفلسطينيين"، واصفة ورشة البحرين بأنها "حفل زفاف دون عروس"، في
إشارة منها لغياب المسؤولين الفلسطينيين عن الورشة.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات
البحرينية لم تضع ختم دخولها على جوازات سفر الإسرائيليين الذين دخلوا المنامة،
لكنها حرصت على مرافقتهم في المراحل الحساسة للمعابر الحدودية، وتحديدا عند المدخل
والخروج.
وشددت الصحيفة على أن
"خلاصة القول أمام العالم أجمع، أن الإسرائيليين دخلوا بجوازات سفرهم الزرقاء
إلى دولة عربية، ليست لها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل"، مرجحة أن "تكون
البحرين من أوائل من سيقيمون علاقات رسمية مع إسرائيل".