هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن المركز العربي الثقافي ديوان في العاصمة الألمانية برلين عن أول جائزة للخط العربي في أوروبا، تحت شعار: "جائزة الخط العربي في برلين 2019"، وذلك لإعادة الاعتبار للخط اليدوي في ظل طغيان عصر الرقمنة، وتشجيعاً للإبداع.
وقال عميد كلية الفنون بجامعة ليبزيغ شرقي ألمانيا، ريان عبد الله: "إن المسابقة هي الأولى من نوعها في أوروبا بهذا الحجم لتكريم الخط العربي وإعادة الروح له".
وأضاف في حديث مع "عربي21": "نحن أعطينا الشباب جسر التواصل مع أوروبا، وهنا الفكرة ليست سهلة، بل تحتاج للتعمق. فالخط العربي ثقافة عالية بمحيط عربي متواصل ومتكامل، وهو أحد رموز العربية المهمة، ولديه الإمكانية لتوصيل صورة جيدة عنا في الغرب".
شروط المسابقة
ويمكن للمشاركين من جميع أنحاء العالم بدون حدود، وبغض النظر من أي ثقافة أو جنسية كان الخطاط، طالما لديه المقدرة الخطية، كما يوضح البروفسور الألماني العراقي.
وحول شروط المسابقة لفت رئيس قسم الفنون بجامعة ليبزيغ: "يجب أن لا يتجاوز عمر المشارك فيها 35 عاماً، وستقوم هيئة التحكيم التي ستركز على تقنية وجمالية العمل والفكرة التشكيلية الجميلة بدورها بعد اكتمال المسابقة، في حين ستكون هناك جائزة إضافية سيتم التصويت خلالها إلكترونيا من خلال صفحة مركز ديوان، وقد يكون هناك جوائز ترضية لمتسابقين آخرين تبعاً للعدد".
وتستمر المسابقة التي أعلن عن انطلاقها في العاصمة الألمانية نهاية نيسان/ أبريل 2019 حتى الفاتح من تموز/ يوليو من ذات العام، فيما سيعلن عن الفائزين في شهر أيلول/ سبتمبر.
وسيتم توثيق المسابقة ضمن كتاب تدخل فيه أعمال المسابقة، كما سينشر لاحقا في دور النشر العربية.
واختار المصمم العالمي بأن تكون فلسفة شعار المسابقة مكونا من الدائرة كرمز متكامل، في حين أنه وضع الألف كرمز للخط العربي؛ لاسيما أنه أول أحرف الهجاء ولفظ الجلالة، أما النقطة فكانت تشكيلة متكاملة لهذه الجائزة.
يذكر بأن البروفيسور عبد الله من أبرز الباحثين في الخط العربي، وصمم الكثير من الخطوط الرقمية لعدد من الشركات الكبرى، مثل: شركة نوكيا، ومترو دبي وماكدونالز، كما صمم علم ألمانيا الموحدة.
جانب إنساني
من ناحيتها، قالت كارمن سيدلا مديرة مشاريع ثقافية في برلين: "أجد بأن الفكرة مثيرة للاهتمام. فالرسم بخط اليد هو جزء مهم في الجانب الإنساني، وأيضا جزء من الحضارة".
وأضافت لـ "عربي21": "أصبح في عصر فيسبوك وتويتر والآيباد أناس قليلون يهتمون بالثقافة، ومع ذلك خط اليد ليس فقط شكلا للكتابة؛ بل لديه جانب فني، وهذا ما لاحظته في ثقافات متعددة منها العربية، ولكن لا يوجد مثل هذا في ألمانيا".
وتابعت: "لدي إحساس بسعادة غامرة بالثقافة العربية، وأعتقد أن أوروبا تحتاج هذا الإحساس. لدينا الكثير من التكنولوجيا، ولدينا منحى عملي أكثر، ولكننا نفتقر لهذا الجانب الموجود لدى العرب مثل هذه الجوانب البصرية، وهذا ربما يحتاج لمراجعة".
بناء جسور
بدوره، قال سفير دولة قطر ورئيس مجلس أمناء المركز الثقافي العربي ديوان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني: "هدفنا من خلال هذه الفعالية أن نجعل علامة بارزة للبيت الثقافي العربي، وأن نبرز دور الثقافة العربية، وكذلك بناء جسور ما بين الثقافتين العربية والغربية".
وأضاف سفير قطر في حوار مع مراسل "عربي21": "إن أهم استراتيجياتنا الموجودة هي تعريف الجمهور الغربي بالثقافة العربية، فهي غنية بمختلف أطياف الفنون، من شعر وموسيقى وتصميم ومسرح وقصص، كما نريد تقديم صورة مختلفة عن تلك النمطية الموجودة لديهم".
وأوضح آل ثاني بأن كثيرا من العلماء العرب ساهموا في الحضارة الغربية عندما كانت متأخرة، كابن جبر، وابن حيان، وابن سينا، وهم من اخترعوا الأرقام، والصفر الذي اخترعه الخوارزمي؛ والذي تقوم عليه لغة الديجتال اليوم، كما يساهم اليوم عددا من العرب، مشيرا إلى أن الثقافات تكمل بعضها.
وأكد بأن الثقافة تبني الجسور بين الدول وتمكن العلاقات؛ لأن الإنسان إذا كان يفهم الثقافات المختلفة يصبح لديه فهم أكبر للثقافات، وعلاقات وطيدة، مشيرا إلى أن فعاليات المركز لا تستهدف القطريين أو العرب فحسب، بل جميع الثقافات.
وعن جعبة الفعاليات التي ينظمها ديوان لاسيما في رمضان، لفت رئيس مجلس الأمناء في المركز الثقافي العربي بأنه سيكون هناك إفطار للمؤسسات المعنية باللاجئين في برلين، وآخر للسلك الدبلوماسي وبعض المؤسسات المعنية، مثل وزارة الخارجية، والمجلس الأعلى للمسلمين، وبعض الفعاليات البسيطة مثل فعاليات للأطفال، ولاسيما لعبة "القرانقعو"، بالإضافة لفعاليات ثقافية أخرى.
ودشنت الدوحة عدة مشاريع ثقافية في ألمانيا ضمن العام الثقافي القطري الألماني 2017، حيث قامت بتأسيس البيت الثقافي العربي ديوان، كما دشنت مشروع كتاب كل عام لكتاب قطريين بالألمانية، ونفذت مشاريع مشتركة بين المتاحف في البلدين، وكذلك مشروع دعم الآثار السودانية.