هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة اليوم الجمعة، إصابة عشرات الفلسطينيين جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي للمشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار شرق قطاع غزة.
وأكدت الوزارة في بيان لها وصل "عربي21"، إصابة 60 مواطنا فلسطينيا بجراح مختلفة بينهم 4 إناث و15 طفلا ومسعف وصحفي.
وتواصل مسيرات العودة وكسر الحصار الشعبية، فعاليتها في الجمعة السادسة والخمسين، مشددة على أهمية استعادة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، من أجل مواجهة ما يعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن" التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
مواجهة التحديات
وأطلقت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات مسيرة العودة اليوم؛ جمعة "الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام"، تعبيرا منها "عن تمسك شعبنا بمختلف شرائحه وفئاته بالوحدة الوطنية، كخيار مهم واستراتيجي لمواجهة تحديات المرحلة".
وأكدت في بيان لها وصل إلى "عربي21" نسخة عنه، أن "استعادة الوحدة هي الخيار الأجدى من أجل مواجهة المخاطر والمؤامرات التي تحاك لشطب مشروعنا الوطني، وفي مقدمتها صفقة القرن الأمريكية".
كما أوضح عضو الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار، القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، هاني الثوابتة، أن "استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، يمثل هدفا وقاسما مشتركا لكل أبناء الشعب الفلسطيني في هذه اللحظة السياسية الدقيقة".
وشدد في تصريح خاص لـ"عربي21"، على أن "واقع القضية الفلسطينية اليوم يستوجب من كل مكونات شعبنا أن تتظافر جهودهم وتتوحد طاقتهم من أجل مواجهة ما يحاك ضد قضيتنا وحقوقنا الثابتة وفي مقدمتها حق العودة"، موضحا أن "تسمية هذه الجمعة جاءت تواصلا للجهد الذي يبذل على كل المستويات، باتجاه إنهاء الانقسام وإعادة الاعتبار لهذا الصراع بأولوياته مع العدو الصهيوني".
اقرأ أيضا: فصائل لـ"عربي21": هذا المطلوب لمواجهة وإفشال صفقة القرن
وأكد الثوابتة، أن "الصراع والتناقض الرئيسي مع الاحتلال الإسرائيلي، وكل التناقضات الأخرى هي ثانوية وبالإمكان نحن كفلسطينيين أن نتغلب عليها ونتجاوزها، وندير ساحتنا بما ينسجم مع مصالح وأهداف وتضحيات شعبنا".
جوهر الصراع
ونوه إلى أن "استمرار مسيرات العودة هو تأكيد مواصلة شعبنا طريقهم في مواجهة إجراءات العدو، وتعبير عن تمسكنا بحق العودة التي تحاول السياسية الصهيوأمريكية في المنطقة أن تجهز عليها، وأن تنهي القضايا التي تحتل جوهر الصراع العربي الصهيوني بشكل منحاز لصالح العدو، يوفر له الغطاء لكل الجرائم التي يرتكبها بحق شعبنا".
وذكر عضو الهيئة الوطنية، أن "وحدة شعبنا ومقاومته هي الخيار، ومسيرات العودة هي أداة كفاحية ومحطة نضالية من محطات النضال الوطني، التي تتكامل مع العمل النضالي بالضفة الفلسطينية الممثل بالعمليات البطولية التي ينفذها فرسان المقاومة من أبناء شعبنا، كما يتكامل مع الجهد الذي تقوم به حركة المقاطعة على كل المستويات وفي كل العواصم".
ولفت إلى أن "لوحة المقاومة تتكامل بجهودها وأشكالها وأدواتها وتكتيكتها، بما يعزز الوحدة الفلسطينية والعربية، ويجعلنا قادرين على التصدي لمخططات تصفية مشروعنا وقضيتنا الوطنية، وأيضا وحدة أمتنا ومقدراتها".
وبشأن أهمية استمرار مسيرات العودة الشعبية في ظل المؤامرات التي تحاك لتصفية القضية الفلسطينية، أوضح الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، أن "استمرار هذه المسيرات يؤكد صوابية نهج الفصائل في بقاء القضية الفلسطينية حية، وبقاء الوعي الفلسطيني على تماس مع هذه القضية في ظل ما يحاك من مؤامرات تصفوية للقضية".
ولفت في حديثه لـ"عربي21"، إلى أن "مسيرات العودة بطابعها السلمي متعلقة بالدرجة الأساسية بالقضايا الوطنية، وأما بطابعها الخشن فهو متعلق بالحصار الإسرائيلي لغزة، لذلك التفاهمات كان لها علاقة بالطابع الخشن".
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: تفاهمات التهدئة في غزة تسير وسط أربعة ألغام
وأكد الدجني، أنه "لا أحد يستطيع أن ينزع الطابع الناعم لهذه المسيرات واستمراريتها؛ بمعنى هي رسالة للمجتمع الدولي وللعالم، بأن الشعب الفلسطيني رغم ما يتعرض له من حصار وانتهاك وتهويد، ما زال جاهزا لأن يقدم التضحيات وأن يخلط أوراق العالم ويلفت أنظاره تجاه هذه القضية العادلة".
الوسائل الخشنة
وحول إمكانية استئناف الوسائل الخشنة مثل؛ الطائرات الورقية والبالونات الحارقة والإرباك الليلي، نوه إلى أن "المعلومات المتوفرة حتى اللحظة، تشي بأن الأمور ما زالت تحت السيطرة والالتزام هو سيد الموقف، ولا يوجد سوى بعض البطء في التطبيق، ولكن حسب الجدول الزمني الأمور جيدة رغم وجود بعض الانتهاكات من قبل قوات الاحتلال، والبطء من قبل الأمم المتحدة في تنفيذ مشاريع التشغيل المؤقت".
ورأى المحلل السياسي، أن "حالة البطء هذه؛ بحاجة لبعض الضغوط الإقليمية والدولية على الأمم المتحدة والاحتلال"، مؤكدا أنه "لا يوجد ما ينذر بعودة الهيئة الوطنية للوسائل الخشنة".
ومن أجل دفع الاحتلال للالتزام بما تم التفاهم عليه وإحداث اختراق في موقف المجتمع الدولي، شدد على أهمية "الحشد والمشاركة الكبيرة في فعاليات مسيرات العودة بغزة، وأن تنتقل هذه المسيرات للضفة الغربية والقدس وفي أماكن الوجود الفلسطيني كافة".
ونبه الدجني إلى أهمية أن "تبدأ الدبلوماسية الفلسطينية؛ الشعبية والرسمية، في توظيف هذه المسيرات قانونيا وسياسيا أمام العالم للضغط على الاحتلال، مع ضرورة العمل على تقليل أو تصفير الخسائر البشرية التي ترهق الشعب الفلسطيني".