هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلط الإعلام الإماراتي والسعودي الضوء على الأحداث المندلعة في ليبيا، عقب إعلان حفتر تقدم قواته إلى العاصمة طرابلس، مقدما بذلك رواية تنافي تطورات الوضع الميداني، وتجاهل الخسائر المتلاحقة التي تتكبدها قوات حفتر هناك، موجها في الوقت نفسه اتهامات لقطر وتركيا بتأجيج الصراع في ليبيا.
وتقول وسائل إعلام مقربة من الرياض وأبو ظبي إن قوات حفتر التي تطلق عليها وصف "الجيش الوطني الليبي"، تتقدم من عدة محاور صوب العاصمة طرابلس، وأنها تحقق انجازات كبيرة في ذلك، لكن المشهد غير ذلك تماما، إذ تكبدت قوات حفتر خسائر فادحة في مستهل تقدم قواتها نحو العاصمة طرابلس الخميس، بعد أن أصيب وأسر العشرات من قواته، فيما جرى السيطرة على عشرات العربات العسكرية، وأسلحة متنوعة، على يد قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني.
وتحت عنوان "طوفان الكرامة يقتحم طرابلس" قالت صحيفة عكاظ، إن قوات حفتر أصبحت على بعد 20 كيلومترا من قلب العاصمة طرابلس، بعد أن سيطرت على منطقة "خلة الفرجان"، و أن قواته تحكم قبضتها على مطار طرابلس الدولي، في وقت نفت فيه مصادر خاصة لـ"عربي21" هذه الأنباء وأكدت أن المطار يخضع بالكامل لقوات حكومة الوفاق، وأن عمليات مطاردة تجري في محيطه لمجموعات مسلحة تتبع قوات حفتر. في إطار عملية "وادي الدوم2".
وحول منطقة خلة الفرجان، قال المصدر ذاته إن قوات من حكومة الوفاق وكتائب من الثوار تصدت لمليشيات اللواء المتقاعد في المنطقة وأجبرتها على التراجع، نافيا صحة الأنباء حول سيطرة قوات خفتر عليها.
وأكد المصدر لـ"عربي21" أن جبهات أخرى مفتوحة مع قوات حفتر في مناطق السواني، و وادي الربيع و العزيزية، الهيرة، وهي أحياء تمثل ضواحي العاصمة طرابلس، لافتا إلى أن قوات حفتر تتكبد خسائر فادحة على تلك الجبهات.
وفي آخر تطور تشهده المعارك، قال المصدر وهو أحد قادة كتائب ثوار فبراير، أن الكتيبة 166 القادمة من مصراتة، والتابعة لحكومة الوفاق تمكنت من اقتحام استراحة جنوب طرابلس يتواجد فيها عشرات من مقاتلي حفتر، وأنها تمكنت من أسرهم بالكامل، والسيطرة على 9 عربات عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه جرى أسر نحو 50 آخرين في مختلف محاور القتال حتى ظهر الأحد.
جريدة الرياض بدورها قالت أيضا، إن قوات حفتر دخلت الضواحي الجنوبية من العاصمة طرابلس، وأن قوات حفتر سيطرت على المطار بشكل كامل.
ولم تسلم قطر وتركيا من اتهامات إعلام الإمارت، حيث اتهمت صحيفة البيان الإماراتية قطر وتركيا بالتورط في تأجيج الصراع في ليبيا، وقالت في تقرير لها إن "المليشيات المدعومة من تركيا وقطر، سعت لإغراق البلاد والسيطرة عليها، بما ينسف مساعي الوفاق في البلاد لصالح أجندة تركيا".
وزعمت أن سلاحا تركيا قد جرى ضبطه كان بيد ، "مليشيات وتنظيمات إرهابية"، و"تحريض رؤوس الإرهاب الهاربين إلى قطر"، أمثال مفتى ليبيا الصادق الغرياني، ضد "الجيش الوطني الليبي".
وقالت البيان في تقريرها إن تحركات حفتر، وإطلاقه عملية عسكرية "جاءت لتطهير معاقل المليشيات في الجنوب، والغرب، بهدف حماية مسار الحل السياسي".
صحيفة العين أوردت مقالا للكاتبة نادية التركي اتهمت فيه قطر وتركيا بالمسؤولية عما يجري في ليبيا وقالت: "لا توجد أيّ خيارات نحو استعادة الدّولة وحلول السلام في ليبيا غير نزع أسلحة المليشيات المقاتلة للجيش الليّبي والتي تديرها وتدعمها تركيا وقطر، وعلى هاتين الدولتين أن تتركا الشعوب ودولها بسلام".
وفي تقرير آخر حول الأزمة الليبية قدمت "العين" بعدا آخر لعملية حفتر العسكرية صوب طرابلس وزعمت أن مصير إخوان تونس مرتبط بما يجري العاصمة الليبية.
وقالت الصحيفة إن "مستقبل الجماعات الإرهابية في تونس وعلى رأسها الإخوان مرتبط بمصير المعارك الدائرة في محيط طرابلس بسبب العلاقات الوطيدة التي تربط حركة النهضة الإخوانية بالمليشيات المتواجدة في غرب ليبيا".
وعلى نفس وتر الاتهامات التي تكال لتركيا وقطر، قال الكاتب في صحيفة الشرق الأوسط الليبية عبدالله بن بجاد العتيبي أن "الجيش الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر توجه صوب طرابلس للقضاء على ما وصفها "الجماعات الأصولية والتنظيمات الإرهابية" في طرابلس العاصمة وما حولها.
وزعم أن أطرافاً عربية وإقليمية كانت تنفخ في كير الفتنة الليبية، وتزوّد الإرهابيين بالمال والسلاح للمحافظة على وضع الفوضى داخل ليبيا، ومن هذه الأطراف دولتان "هما قطر وتركيا، وهما الداعمتان لجماعة الإخوان المسلمين والتنظيمات الإرهابية في الدول العربية والعالم، وبخسارتهما ليبيا وعودة الدولة الليبية لنفسها ولشعبها ولجيشها تكونان قد خسرتا ورقة كبيرة من أوراق قوتهما وتأثيرهما".