هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع اقتراب ذكرى "يوم الأرض" الفلسطيني، تجرى استعدادات كبيرة في قطاع غزة لتنظيم مسيرة مليونية قرب السياج الأمني، الذي يفصل القطاع عن باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتحل السبت القادم، الذكرى الثالثة والأربعون
لـ"يوم الأرض"؛ حين انتفض الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل عام 1948،
في 30 آذار/ مارس 1976؛ للدفاع عن أرضه ومنع الاحتلال الإسرائيلي من سرقة آلاف
الدونمات في منطقة الجليل، ما أدى إلى ارتقاء ستة شهداء، وعدد من الجرحى، واعتقال
المئات، وإضراب عام عم الأراضي الفلسطينية، إضافة لتراجع الاحتلال عن مصادرة الأرض.
وبهذه المناسبة، دعت الهيئة الوطنية العليا لمخيمات
مسيرة العودة بغزة، إلى أوسع مشاركة في "مليونية الأرض" التي ستقام
السبت، في مخيمات العودة الخمس القريبة من السياج الأمني، معلنة أن يوم السبت
إضراب شامل.
وحول آخر الاستعدادات لـ"مليونية الأرض"،
أوضح عضو الهيئة الوطنية، القيادي بالجبهة الديمقراطية، محمود خلف، أنه "تجرى حاليا حملة تحشيد واسعة للمسيرة المليونية من كافة مناطق قطاع غزة، من أجل التواجد
الكثيف مخيمات العودة".
ونوه في تصريح خاص لـ"عربي21"، إلى أن "التحشيد هي الرسالة الأبلغ التي نريد أن
نوصلها لكل العالم بدخول مسيرات العودة عامها الثاني، ومن أجل إحياء ذكرى يوم
الأرض بما يتناسب مع إحياء هذا اليوم في كافة أمكان تواجد الشعب الفلسطيني".
اقرأ أيضا: دعوات إسرائيلية لضرب حماس بمساعدة مصر والسعودية
وذكر خلف أن "الاستعدادات لهذه المسيرة تجرى عبر كافة اللجان التابعة للهيئة، وكل منها يعمل في مجال تخصصه من أجل تنفيذ
البرامج والأنشطة المختلفة ومنها؛ اللجنة التراثية والفنية، العشائرية والقانونية"،
معربا عن أمله أن يشارك مليون فلسطيني بغزة، إضافة لخروج الجماهير في الضفة والقدس
ومناطق الداخل المحتل، ومناطق اللجوء والشتات.
ونبه أن يوم السبت القادم، سيكون إضرابا شاملا في كافة
المؤسسات الحكومية والأهلية في قطاع غزة، وذلك للتحضير والمشاركة في هذه المناسبة،
موضحا أن "فعاليات مليونية الأرض ستبدأ من بعد صلاة ظهر السبت القادم وستستمر
حتى الساعة السادسة مساء".
وذكر عضو الهيئة أن من بين الأنشطة "ستكون
هناك كلمات مختلفة والعديد من الفقرات الفنية والتراثية، كما سيتم نصب مجموعة من
الخيام التي ترمز إلى التهجير وحق العودة، إضافة للعديد من الفقرات المتنوعة والتي
منها الاحتشاد بالقرب من السلك الزائل".
موضوع مصيري
وحول رسالة "مليونية العودة"، قال:
"نريد أن نؤكد أن مسيرات العودة مستمرة رغم إرهاب الاحتلال، لأن الشعب
الفلسطيني يتطلع للحرية والعيش بكرامة
والانعتاق من الاحتلال"، مضيفا: "رسالتنا لكل العالم؛ أننا نخرج بشكل
سلمي للتظاهر والاحتجاج رغبة في حياة كريمة، وفي المقابل، يتم إطلاق النار المميت
من قبل جنود الاحتلال".
من جانبه، أوضح الكاتب والمحلل السياسي محسن أبو
رمضان، أن "ذكرى يوم الأرض؛ عنوان لتجديد تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه
في مواجهة محاولات طرده منها"، منوها إلى أن "الاحتلال يريد أن يستحوذ
على الأرض ويطرد السكان ويُحل المهاجرين (اليهود) مكانهم".
واعتبر في حديثه لـ"عربي21"، أن
"قيام فلسطينيي عام 48 بيوم الأرض، رسم خريطة موحدة للشعب الفلسطيني في
كفاحه؛ سواء ضد الاحتلال أو الاستيطان أو سياسية التمييز العنصري، أو حتى الحصار
الإسرائيلي الذي يشكل عقابا جماعيا لشعبنا في القطاع".
وشدد أبو رمضان على أهمية "وحدة الشعب
الفلسطيني وضرورة التحرك للتأكيد على حقنا في هذه الأرض في مواجهة سياسية التوسع
الاستيطاني في هذا اليوم التاريخي، الذي نؤكد من خلاله التفاف شعبنا بمختلف
توجهاته حول الأرض بوصفها جوهر الصراع".
اقرأ أيضا: وفد مصري يصل إلى غزة لبحث التهدئة بين المقاومة والاحتلال
ونبه الكاتب أن "المخطط الاحتلال يرمي إلى
الاستيلاء على أوسع مساحة ممكنه من الأرض، وزج التجمعات السكانية الفلسطينية في
معازل وكانتونات معزولة عن بعضها البعض".
وأكد أن "الأرض ومواجهة الاستيطان الإسرائيلي؛ موضوع مصيري بالنسبة للشعب الفلسطيني، والذي يتطلب تحقيق وحدته على الأقل
بالالتفاف حول هذه الثوابت والأهداف".
وحول قراءته لذكرى "يوم الأرض" مع الحديث
الأمريكي عن قرب إعلان "صفقة القرن" التي تهدف وفق مراقبين إلى تصفية
القضية الفلسطينية، رأى أبو رمضان أنها "تكتسب أهمية كبيرة جدا، لأنه بعد
قرار دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي) الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال،
ونقل السفارة الأمريكية لها، هناك توقع أن يعلن عن ضم الضفة الغربية المحتلة
لإسرائيل".
من هنا "سيكون يوم الأرض القادم، يوما مميزا في
مواجهة كل السياسيات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف شطب الحقوق الوطنية
الثابتة للشعب الفلسطيني وفي مقدمة ذلك، تشريع الاستيطان وسيطرة إسرائيل على
الأراضي المحتلة عام 1967 وخاصة بالضفة الغربية"، بحسب الكاتب.
وذكر أن "هذا يتطلب وحدة إرادة شعبنا حول
التمسك بالأرض عنوان الهوية الفلسطينية والصمود وأحد المرتكزات الهامة في مواجهة
السياسات الأمريكية التي تتماهى مع اليمين الإسرائيلي المتطرف، بهدف الإجهاز على
مشروعنا الفلسطيني، وإنهائه مرة وإلى الأبد لصالح المشروع الصهيوني".