هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
اتهم المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، الاثنين، قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بارتكاب هجمات انتقامية بمدينة مرزق جنوب غرب لبيبا، أدت إلى "مقتل ما لا يقل عن 18 شخصا من سكان مُرزق، فيما أصيب 29 آخرون، وإحراق تسعين منزلا في هجمات انتقامية شنتها القوات التابعة للقبائل تحت قوات حفتر".
واستدرك سلامة في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي بأن "وصول قوات حفتر يُنظر إليه عموما على أنه تطور إيجابي ويحقق الاستقرار"، وأنه كانت هناك "معارضة نشطة من مجتمع التبو والمجموعات المسلحة التابعة لها".
وتابع المبعوث الأممي بأن هناك بعض التحركات لقوات حفتر في منطقة الجفرة وسط ليبيا، مع تسيير دوريات باتجاه سرت وسط البلاد، ما أدى إلى "احتكاك وتصعيد في التوترات مع قوات من مدينة مصراتة ما زالت تتمركز في سرت".
وزاد سلامة أنه ردا على تحركات قوات حفتر في الجفرة وسرت، تحركت قوات في غرب البلاد، إلا أنه "يبدو أن هذه التحركات المحلية ما هي إلا استعراض للقوة، ولا يبدو أن أيا من هذه الأطراف مستعد لشن هجوم ضد أي طرف آخر"، محذرا من أن "تبدأ قوى متطرفة مناوشات أملا في أن ينجرف الآخرون إلى مواجهة أكبر".
وعبّر سلامة عن قلقه إزاء تقارير تفيد بانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الإنساني خلال العمليات العسكرية الأخيرة التي شنها حفتر على مدينة درنة شرق ليبيا، بالتزامن مع تقارير تفيد بأن القتال أسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين".
اتفاق أبوظبي
وبشأن تفاصيل لقاء أبوظبي بين رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج واللواء المتقاعد خليفة حفتر، قال سلامة إن "البعثة رعت جولتين من المحادثات بين مستشاري السراج وحفتر، في مكاتب البعثة بتونس، ما أدى اتفاقهما في أبوظبي على مدنية دولة إلى أن تتمتع بالسيطرة المدنيّة الكاملة على الجيش، وأن يكون انتقال السلطة سلميا، وتوحيد المؤسسات التي تعاني انقساما منذ أمد طويل، وضرورة تحديد موعد للانتخابات الوطنية قبل نهاية هذا العام".
وشرح سلامة لمجلس الأمن خطته للملتقى الوطني الجامع الذي سينعقد بمدينة غدامس يومي 14 و15 نيسان/ أبريل، حيث يشكل فرصة حاسمة لإنهاء الفترة الانتقالية التي بدأت قبل ثماني سنوات.
وأضاف أن البعثة تعمل قبل انعقاد الملتقى الوطني مع العديد من الأطراف؛ بغية ضمان أوسع مشاركة ممكنة في العملية السياسية، وأن "الليبيين تحدوهم رغبة شديدة في توحيد مؤسساتهم في أسرع وقت ممكن"، محذرا من مواجهة "قوى متنفذة تستفيد ماديا من حالة الفوضى والانقسام السائدة في البلاد".
ووضع المبعوث الأممي مجلس الأمن والليبيين أمام خيارين: "الأول هو إطالة حالة الجمود أو اندلاع النزاع، ما سيؤدي في النهاية إلى نزاع محتوم" أو العمل على "دون الانزلاق في هذه الهاوية".
ودعا سلامة الليبيين إلى أن "يتوحدوا، وأن ينأوا بأنفسهم عن أي أعمال تهدف إلى العرقلة والتحريض، حيث نشهد ارتفاعا ملحوظا في استخدام المنصات الإعلامية كسلاح أو وسائل تحريضية، وذلك من شأنه أن يمزق النسيج الاجتماعي الحيوي الهام في ليبيا، على الرغم من هشاشته".
وناشد سلامة المجتمع الدولي "وضع مصالح الشعب الليبي في المقام الأول، والعمل بشكل ملتزم، وصادق للضغط على جميع الأطراف؛ لتجنب النزاع، والتوصل إلى صيغة سلمية لإنهاء الفترة الانتقالية في ليبيا".